رد فعل السلطات الروسية الفاتر لمقتل شركسي يؤدي إلى إحتجاجات

في 13 مايو/أيار، توفي الشركسي البالغ من العمر 25 عاما، تيمور أشينوف، في المستشفى في مدينة أديغيسك جمهورية أديغيا. هوجم أشينوف وزميل شركسي له من قبل غوغائيّين في مطعم للبيتزا في المدينة القريبة كراسنودار في منطقة كراسنودار في 11 مايو/أيار
.
على الرغم من أن المسؤولين لم يحددوا سبب الهجوم، يعتقد السكان المحليين في أديغيا أنها كانت جريمة كراهية ارتكبت من قبل حليقي الرؤوس الروس. وهم محبطين بسبب غياب رد فعل من جانب السلطات على الحادث، في ليلة 16 مايو/أيار، أغلق مئات من الشراكسة طريقاً سريعاً في قرية تليوستن حابله (Tlyustenhabl) الواقعة على مشارف كراسنودار. ذهب كبار المسؤولين في جمهورية أديغيا وكذلك مسؤولي الشرطة من كراسنودار الى مكان الاحتجاج وطمأنوا المحتجين أن الأشخاص الذين نفذوا ما أسموه مذبحة قد تم التّعرّف عليهم وسوف يتم القاء القبض عليهم في وقت قريب. بعدها فتح المحتجّون الطريق السريع وعقدوا اجتماعاً في قاعة البلدة، حيث شكلوا لجنة عامة لمتابعة التحقيق في الجريمة
 (http://www.aheku.net/news/incidents/5722).
وتشير التقارير الأولية عن الهجوم الذي وقع في كراسنودار أن المهاجمين استهدفوا العرقيّين غير الروس، وكان الهجوم قد أعدّ له بشكل جيد. ما يقدر بِ 40 شابا أوقفوا سياراتهم بالقرب من مطعم البيتزا الذي يملكه رجل شركسي، وهو الياس غاريبوف (Ilyas Garipov.). في منتصف الليل تقريباً، اقتحم البلطجية المسلحين بالهراوات، مطعم البيتزا. استغرق الحدث كاملاً 40 ثانية فقط وتعرض للضرب سبعة أشخاص، من بينهم شخصان تركوا في حالة حرجة، توفي أحدهم في وقت لاحق في المستشفى. نجى أحد عمال المطعم عندما تعرّف عليه المهاجمين بأنه من الإثنيّة الرّوسيّة. جميع الأشخاص الذين تأثّروا في الهجوم كانوا من الإثنيّين الشركس
 .
وعلاوة على ذلك، قال المتحدث باسم شرطة مدينة كراسنودار، أرتيوم كونوفالينكو (Artyom Konovalenko) لصحيفة كومسومولسكايا برافدا (Komsomolskaya Pravda) انه "ما زال مبكرا جدا الحديث عن أسباب ما حدث". بدلا من التفاصيل الموضوعيّة حول الهجوم، أكدت كومسومولسكايا أن تركيز المحققين كان على عدد الضحايا وما هي الأسلحة التي استخدمت في الهجوم. في البداية، بدأ المحققون بالتّحقيق في قضية جنائية بموجب مادة في القانون الجنائي الروسي بشأن البلطجة. ونفى ناشط مدني روسي من كراسنودار، ميروسلاف فالكوفيتش (Miroslav Valkovich)، الإدّعاءات الشركسيّة وأن البلطجية استهدفوا على وجه التحديد العرقيّين غير الروس. بدلا من ذلك، أشار فالكوفيتش بأن الهجوم ربما كان ذو صلةٍ بنزاع تجاري ولم ينفذ من قبل القوميين الروس
 (http://kuban.kp.ru/daily/26230.2/3112969/).
إن مستوى الاتفاق بين المنظمات الإثنية الروسية المدنيّة والسلطات الروسية عندما يتعلق الأمر بالمعضلات المتعلقة بالعرقيّين غير الروس هو إشارة مثيرة للقلق في حد ذاته، ويمكن أن يكون مؤشرا على الفاشية الروسية الناشئة. في حين لا يزال هناك بعض الناشطين الرّوس في موسكو الروسي الذين قد يقاومون الموجة المتزايدة من النزعة القومية للإثنيّة الرّوسيّة، إلا أن الأقاليم الروسية لديها نقصاً حاداً لمثل هذه الرّموز العامة
.
وأهابت الجمعيّة الشّركسيّة ذات النّفود في جمهورية أديغيا، اديغه خاسه- المجلس الشركسي، بالناشط الشّركسي المعروف في مجال حقوق الإنسان فاليري خاتاجوكوف (Valery Khatazhukov) للمساعدة في نشر المعلومات حول الهجوم إلى المنظمات الدولية، موضّحةً أن: "إرسال هذه الوثيقة إلى وكالات إنفاذ القانون في روسيا، بما في ذلك تلك الفيدرالية منها، لا فائدة ترتجى منه. يبدو أن الفاشية أصبحت المعيار في روسيا الحديثة". ووفقا للمنظمة، فإنه لم يكن من قبيل الصدفة أن كل الضحايا في الهجوم كانوا من الإثنيّة غير الروسيّة. علاوة على ذلك، لم يكن الهجوم بحد ذاته مفاجئاً، كما قال النشطاء الشراكسة، بالنظر إلى أن كل من السلطات الإقليمية في كراسنودار وكذلك في موسكو قد ساهموا في الوصول إلى هذه النتيجة. ونوهت المجموعة بالمناهج المدرسية في منطقة كراسنودار، قائلة بانها تنشر ظاهرة كراهية الأجانب، وكذلك الساسة الروس في موسكو، مثل سيء الذّكر فلاديمير جيرينوفسكي، الذين يهاجم في العلن العرقيات غير الروسيّة وعلى وجه التحديد، شعوب شمال القوقاز
 (http://www.natpress.info/index.php?newsid=8973).
كان ذلك فقط بعد أن لقي احد الضحايا حتفه وقام المحققون بالبدء بتحقيق جنائي في وفاته. حتى ذلك الحين، على أي حال، استعان المحققون بالمادة 111، الجزء 4 من القانون الجنائي الروسي بشأن "إيقاع متعمد لإصابات بدنية خطيرة تؤدّي إلى وفاة الضحية
 (http://www.yuga.ru/news/331747/).
الهجوم على الشركس في كراسنودار يأتي في لحظة حساسة للغاية بالنسبة للمجتمع الشركسي بأجمعه. في 21 مايو/أيار، يخطّط الشركس للاحتفال بالذكرى السّنويّة 150 لانتهاء الحرب الروسية - الشركسية. إن الإنتصار الروسي في تلك الحرب قرّر نهائياً مصير الشعب الشركسي، وقتل عدد كبير منهم بينما تم طرد ما تبقى منهم من وطنهم. الحكومة الروسية شرعت بسرعة لإعادة توطين العرقيّين الروس في منطقة شمال-غرب القوقاز بأكملها، من أجل تغيير التركيبة العرقية بشكل دائم لهذه الأراضي الشاسعة
.
حاول نشطاء شركس جذب انتباه المجتمع الدولي لهذا الأمر خلال دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في وقت سابق من هذا العام، مطالبين بأن تعترف السلطات الروسية بالإبادة الجماعية الشركسية. وقد استخدمت الحكومة الروسية الضغط والإستقطاب والدعاية والأكاذيب المكشوفة لتهميش المعترضين الشراكسة. الآن، يبدو، ان السلطات إما انّها تجني نتائج التعصب الّذي بذروه وجها لوجه مع الشركس أو التحريض الفعّال لشن هجمات ينفّذها البلطجية من القوميّن الروس ضد الشركس. يتم استخدام مجموعات غير رسمية من الناس لأن تفعل مثل هذا "العمل القذر" حيث أن مهاجمة السكان غير المرغوب فيهم ليس من غير المألوف بالنسبة للحكومة الروسية بشكل عام والسلطات في كراسنودار بشكل خاص. في الواقع، في أغسطس/آب 2012، صرح محافظ كراسنودار الكسندر تكاشيوف (Alexander Tkachyov) علنا أن منطقة كراسنودار ستستخدم القوزاق لمضايقة العرقيّين الآخرين في شمال القوقاز لمنعهم من الهجرة إلى المنطقة. وكان من المتوقّع فشل لجنة التحقيق الروسية لمقاضاة المحافظ، حيث قالت ان بيانه لم يشكل تطرّفاً (http://lenta.ru/news/2014/01/27/tkachev/).
الشوفينية الروسية في روسيا تغري بانتظام العرقيّين الروس ضد الأقليات العرقية، والشركس هم أحدث هدف للقوميين من الإثنيّة الروسية. هذا الضغط قد يزيد من التدهور في المناخ العام في البلاد و يحشد الشركس حول المظالم المشتركة.
المصدر: http://www.jamestown.org/programs/edm/single/?tx_ttnews[tt_news]=42382&tx_ttnews[backPid]=27&cHash=a379cb7115f8398d754bd44d41031388#.U4OhWPmSyn9

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور (Eurasia Daily Monitor)
بواسطة: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)
ترجمة: عادل بشقوي
27 مايو/أيار 2014