يعتبر أحد أهم الشخصيات السورية الشركسية التي تميزت بالحكمة ورجاحة العقل، حيث درس في مدارس عديدة وسافر إلى بلدان كثيرة وعاصر شخصيات فريدة، وشغل منصب أول رئيساً لبلدية “القنيطرة” عام 1937م. أمين أيوب سمكوغ هو اديب وكاتب قومي شركسي، وسياسي كبير له مواقف قومية ووطنية في مجلس النواب السوري عام 1931،
وكان له موقف المعارضة من التحاق مجموعات من الشباب الشركسي بالقوات الفرنسية، وتشكيل الكوكبات العسكرية الشركسية وهو من اوائل الذين نادوا باستقلال سورية ونيل حريتها.
وكان له موقف المعارضة من التحاق مجموعات من الشباب الشركسي بالقوات الفرنسية، وتشكيل الكوكبات العسكرية الشركسية وهو من اوائل الذين نادوا باستقلال سورية ونيل حريتها.
نشأته ومولده:
ولد في بلدة المنصورة في الجولان السوري عام 1903م* ووالده الشهيد (ايوب سمكوغ) الذي استشهد اثناء جهاده ضد الاحتلال الايطالي لليبيا في طرابلس الغرب عام 1911م.
مؤهلاته العلمية:
وبدأ دراسته الابتدائية في مدينة “القنيطرة” ثم أكمل دراسته في مكتب “عنبر” بدمشق بمنحة مجانية من الحكومة العثمانية لكونه ابن شهيد، حيث استشهد والده في طرابلس الليبية أثناء اشتراكه في الدفاع عنها ضد احتلال الإيطاليين لها، ونال الشهادة الثانوية بعد ذلك، وتعلم اللغة الفرنسية في “بيروت” لمدة عام والتحق بجامعة “السوربون” في “فرنسا” ونال دبلوم اختصاص في الزراعة العامة وكذلك دبلوم السياسة الدولية».
حياته في باريس:
امضى (امين) عشر سنوات تقريبا في باريس، خلال الفترة ما بين 1921 و 1929 قضاها في الدراسة للحصول على الدرجة العلمية اولا كما عمل في متجر كبير في باريس حتى تمكن من تأمين مصاريف دراسته وكان تواجد (أمين) في باريس فرصة جيدة لتفرغه للبحث والتنقيب في مكتبات فرنسا الشهيرة عن كتب ومراجع ومخطوطات تبحث في تاريخ الأمة الشركسية وقضاياها.
«وخلال عمله أمين سر الجمعية الشركسية في “باريس” كان على اتصال بالجاليات الشركسية المختلفة في أوروبا من سوريين ولبنانيين وأتراك ومن “قفقاسيا” وغيرها من الدول، وعمل في تعزيز الروابط الثقافية فيها، وخلال وجوده في “فرنسا” اهتم بالآثار وخاصة التاريخ الشركسي بشكل خاص، والمخطوطات والنصوص التي تتناول المواضيع الشركسية وقضاياها بالبحث والتمحيص خلال الأزمنة المختلفة، وبعد دراسته وعودته إلى “سورية” انخرط في الحياة العامة وفاز في انتخابات المجلس النيابي السوري عام 1930م، وأصبح ممثلاً فيها عن “القنيطرة”.
أسس في 4/3/1933م الجمعية الأدبية الشركسية، كما أسس “المدرسة الأديغية الشركسية” المختلطة للذكور والإناث في مدينة “القنيطرة” ما بين عامي 1933 – 1943م، وكان ينوي توسيعها إلى مدرسة إعدادية تدرس المواد المهنية وخاصة الزراعة، وأسس في 17/5/1938م فروعاً للجمعية في عدد من القرى الشركسية منها “الريحانية” في “أنطاكية” وفي قريتي “العدنانية” و”الخشنية” التابعتين وقتها لقضاء “القنيطرة”.
كما أسس في عام 1937م شركة الجولان التجارية في “القنيطرة” من رأسمال محلي، وكان هدفه من وراء هذه الشركة تشجيع الشراكسة للعمل في مجال الأعمال الحرة بموجب المرسوم الجمهوري /262 / من زراعة وتجارة ومهن حرة مختلفة».
ويقول “قبرطاي”: «اشترك “أمين سمكوغ” في تأسيس وتنشيط أول جريدة شركسية في
المهجر صدرت في “القنيطرة” باسم “مارج” باللغات العربية والشركسية والفرنسية والتركية وفي مرحلة لاحقة تسلم رئيس تحرير الجريدة، وتسلم رئاسة بلدية “القنيطرة” وعمل على ازدهارها وألحق بخدماتها بعض القرى المجاورة، وكان أول رئيس مستقل في “القنيطرة”.
وأهم محاسن نجاحه في عقد راية الصلح في تلك السنوات أنه عمل على إنهاء الخلافات العشائرية التي كانت بين الشراكسة الذين كانوا حديثي الإقامة في المنطقة من جهة، وبين “الدروز” و”البحاترة” و”النعيم” وغيرها من جهة أخرى، حيث فتح صفحات ساطعة جديدة وأطلق روح التفاهم والتآلف والمحبة والاحترام المتبادل».
أما عن نتاجه العلمي فأضاف: «كان يتقن قراءة وكتابة اللغة العربية والشركسية والفرنسية والتركية، وكان في أوقات فراغه يتغنى بالقصائد والموسيقا الشركسية، وعمل في التأليف، ومن مؤلفاته: “الألف ياء الشركسية بالأحرف اللاتينية”، “أشعار شركسية”، “تاريخ الشراكسة منذ القديم حتى العصر الحديث”.
وقد فقد المخطوط: “مقتطفات من أقوال المؤرخين عن بطولات الشراكسة في حروبهم ضد القياصرة” قبل طباعته أثناء الاحتلال الإسرائيلي “للجولان” عام 1967م، وأصدر له ابنه “برزج سمكوغ” كتاباً بعنوان “مدخل إلى تاريخ الشراكسة” وهو مقدمة كتابه “تاريخ الشراكسة”».
توفي المرحوم “أمين أيوب سمكوغ” في شهر أيار من عام 1952م ودفن في مقبرة حي “القبرطاي” بمدينة “القنيطرة”
مواقفه الوطنية:
يقول الشاعر والاديب (عبد المعين الملوحي) * "كان أمين سمكوغ من اوائل الذين استنكر تطوع بعض الشراكسة في الجيش الفرنسي عامة والكوكبات الشركسية خاصة واعتبر ذلك اساءة إلى اصحاب البيت ويقصد بهم (الشعب السوري) الذي قدم للشراكسة الضيافة. كما كان من اوائل المنادين باستقلال سورية وحريتها.
كما كان في حياته الخاصة شعلة نشاط، وكانت له اهتمامات كثيرة ووصفه احد اصدقائه بقوله:
"لم تنس الليالي رقصاته الرشيقة ومعزوفاته الحلوة وصوته العذب منطلقا يحكي قصة حبه لقومه وبلده ولم ينس فريقه لكرة القدم انتصاراته على الفرق الاخرى ولم ينس معارفه تواضعه، واللحظات العصيبة التي وقف فيها إلى جانبهم ناصحا، متفهما، سخيا بروحه وماله، اسطورة شعلة انطفأت عام 1952 وعلى الشفتين، كانت آخر الكلمات – كلمات من نور – عاشت امتي .