الشراكسة يُعوِّلون على الاعتراف الدولي بهم كشعب مُهجّر


 يقيم أكثر من خمسة ملايين شركسي خارج الفيدرالية الروسية، نتيجة للإبادة الجماعية القيصرية حيث تمّ ترحيل أسلافهم في عام 1864. فقط حوالي 750،000 منهم لا يزالون يعيشون في شمال القوقاز، وأقل من 4،000 شركسي سُمِحَ لهم من قبل المسؤولين الروس بالعودة إلى وطنهم .

الآن، يسعى المسؤولون الروس إلى ترحيل بعض من هؤلاء الذين سمحت لهم موسكو بالعودة في وقت سابق، وعلى ما يبدو أن ذلك بسبب تهم مفبركة يجب أن تُنْظر في محاكم بجلسات مغلقة، كما يقول المسؤولون، حيث أن أسرار الدولة تعتبر عاملا في ذلك، ومن المؤكد أن المقصود منها هو أرسال رسالة مفادها أنه لا داعي لأن يهتم مزيد من الشركس في التقدم لطلب العودة.

يبدو أن لدى موسكو سببين للإعتراض على عودة الشركس، الذين يعيش الكثير منهم في سوريا التي مزقتها الحرب. فمن جهة يخشى المسؤولون الروس من أن بعض هؤلاء العائدين قد يجلبون معهم القيم الإسلامية وبالتالي يقوِّضون الأمن الروسي. ومن ناحية أخرى، لا تريد موسكو عودة جماعية يمكن أن تُغيّر التوازن العرقي في شمال القوقاز.

يشعر الشركس والناشطون منهم بالقلق من التحركات الجديدة لترحيل الشركس الذين تمكنوا من العودة ويفكرون في ما يمكن فعله لمنع ظهور ظلم آخر على هذا الشعب الذي طالت معاناته.

قام أنزور تاموف من موقع كافكازار  بمقابلة ثلاثة نشطاء من الشركس حول ما يجري الآن وما يتعيّن على الشركس والمجتمع الدولي فعله للحيلولة دون تدهور الوضع (kavkazr.com/a/cherkesy-narod-izgnannik/29747600.html).
ويقول بسلان هاغاجي ، وهو محام يعمل مع منظمة بيريت (Peryt)، إن شمال القوقاز هو ”الوطن التاريخي للشراكسة، ويجب أن يكون لهم وضع مواطنين ولهم حقوق متساوية. كل ما يطمح اليه الشركس هو الحق في العيش في وطنهم بشكل قانوني“.

وقال محام آخر من جمهورية أديغيا الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن ”القانون الدولي بشأن القضيّة الشركسية لا يعمل في الوقت الحالي“. ويتم انتهاك حقوق الشراكسة، مع أنّهُ في حالات قليلة، ارتكب بعض الشركس المتقدمين بطلبات أخطاء في حالات قليلة يستوجب القانون الروسي طردهم.

لكن رئيس المؤتمر القباردي أصلان بشتو قال إن هناك حاجة إلى القيام بعمل وبوقت قريب. ويتمتع الشركس بسمعة طيّبة في العديد من البلدان. ”في أوروبا وأمريكا، وفي الشرق الأوسط، يعملون لصالح وطنهم الأم. إنهم شراكسة فقط من حيث الوعي الذاتي الإثني. وليس لهم وضع قانوني كشراكسة على هذا النحو“.

وأحد تداعيات ذلك، كما قال، هو أنهم يعاملون كلاجئين من البلدان التي كانوا يعيشون فيها، ولديهم هوية غالبية السُّكان هناك، أي العرب من سوريا والأتراك إذا كانوا من تركيا. في بعض الأحيان يعمل صيت هذه الجماعات ضد الشركس.

ودعا بشتو إلى الاعتراف الدولي بالشراكسة كشعب مُهَجّر. إن هذا ضروري، كما قال، لوقف الإندماج والحفاظ على الهوية الوطنية. وليس أقلها أن ذلك سيضع العالم إلى جانب هؤلاء الشركس الذين يريدون العودة من الشتات إلى الوطن في شمال القوقاز الذي هُجّروا منه.

بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي

المصدر: 

windowoneurasia2.blogspot.com