لنحيي ذكرى 21/5 / 1864 - ذكرى الكارثة والفداء
تحيي الامة الشركسية في الوطن الام وفي اماكن تواجدها في المهجر في 21/5/ من كل عام ذكرى المأساة التاريخية الكبرى التي ألمت بالأمة الشركسية جراء العدوان الذي قامت به القوات الروسية القيصرية ضد الإنسان والأرض الشركسية بهدف القضاء على الإنسان الشركسي واحتلال أرضه الوطن التاريخي للشراكسة (شركيسيا الكبرى) أي ارض بلا مواطنين.
كان الهدف من العدوان إفناء الشعب الشركسي عن بكرة أبيه لذلك قامت هذه القوات بإتباع كل الوسائل الكفيلة بإبادة الشعب الشركسي من قتل للإنسان الشركسي دون أن يفرق بين رجل وامرأة وطفل وشيخ وتدمير كل وسائل العيش بحرق المزارع والحقول ونهب الثروات من غلال وحيوانات تخصهم وتهجير ما تبقى إلى أصقاع المعمورة .
وسأورد هنا مشاهد من بعض فظائع أعمالهم:
*مع انهيار الخطوط والدفاعات الشركسية بدأت حرب الإبادة التي قادها كل من الجنرالات افريين وغايمان وشاتيلوف وميرسكي وغيرهم الكثير .وكان هناك الآلاف من القرى والبلدات الشركسية التي أبيدت وأحرقت .فعلى سبيل المثال عندما تقدمت إحدى القوات الروسية المؤلفة من 14000 جندي .لم تكن القوات المدافعة في تلك المنطقة تزيد على سبعمائة مقاتل ,وبعد أن دمرت القوات الروسية القرية كتب احد الشعراء الروس يقول :...( لقد ذبحوا الأطفال كأنهم نعاج ،وقتلوا الشيوخ كأنهم شباب ،واستباحوا النساء كأنهن بغايا , لم يبق في القرية حجر على حجر ،أو جذع على شجرة ،أو طير على غصن ،أو طفل على ذراع !... الموت يحصد بمنجله الرؤوس ،والمرض ينتشر في الجو كالضباب والوباء الفتاك يطل برأسه الأسود على القرى المقوضة ،وينعق على خرائبها كالغراب).
*وفي إحدى القرى كان عدد الشراكسة المدافعين حوالي 70 شخصا وكانوا مسلحين بأسلحة تقليدية وبنادق عادية ،وبعد مقاومة عنيفة لم ينج من هذه المعركة سوى طفل صغير ،لم يبق له إلا أن يلحق بالقوة التي دمرت قريته وقتلت أباه وأمه ويصف احد الضباط الروس هذا المنظر المؤلم قائلا : ( خلف القوة مشى ولد رث الثياب حافي القدمين مطرقا ،يحدق في الطريق المتربة ،وبعد أن قطعت العربة الطريق الذي يلتوي كالأفعى صاعدا إلى قمة الجبل توقف الولد وانتظر حتى ابتعدت القوة قليلا ،ثم استدار والقى نظرة مفعمة باليتم إلى القرية التي ترقد في الأسفل ،كان الطفل يهجر الى الأبد مسقط رأسه ،هذا الطفل الشركسي الذي فتح عينيه على العاطفة والجمال ،صدمته الحياة بقسوة ووحشية باقتلاع جذور عائلته ،وبينما كانت عيناه جامدتين على قريته الصغيرة ،عادت إلى مخيلته الأهوال والمصائب التي حلت بها وكيف قتل الجنود أباه وأمه ،وفكر بأنه لم يبق له احد , كان موقنا بأنه أصبح يتيما يتما كاملا ،ولا يعرف شيئا عما يخبئه له الغد ,
*مع حرب الإبادة ،وانتشار الأمراض والأوبئة فقد الشركس الأمل في الحياة والبقاء .وقد تم اقتلاع وإبعاد معظمهم إلى الشاطئ للتهجير القسري.
فماذا يمكن للإنسان أن يحمل معه ؟سلاحه وابنه وماله .كان منظر هؤلاء وهم يهجرون إلى الأبد من قراهم التي احرقها الروس يدعو إلى الحزن العميق ،وقد مات الكثير منهم بسبب الجوع والبرد والمرض .يصف احد الضباط الروس منظر هؤلاء : ( رأيت أناسا رجالا ونساء مستلقين على الأرض فرادا وجماعات ،وأحيانا بشكل صف طويل ،بعضهم انكب على وجهه أو على جانبه ،والأكثر كان مستلقيا على ظهره وقد عقدوا أيديهم على صدورهم .مشيت مارا فوق الجثث رايت جثة وقد غطى وجهها قلبق شركسي ،ووقف أمامها حصان دون سرج ،وقد اخفض رأسه ولاحظت أن الحصان كان هزيلا جدا ،حيث ظهرت عظام ظهره وغار بطنه ،وفهمت انه يقف بصعوبة وقد قرر الموت إلى جانب صاحبه وعندما أدرت وجهي جانبا رأيت امرأة عجوزا وجهها مغطى بمنديل صوفي ،ظهر من تحته شعر رمادي طويل ،وصبيا متقوقعا على نفسه حتى أن ركبتيه قد وصلت إلى ذقنه ) من يريد الاطلاع على المزيد من الوثائق فسيجدها في موقع الابادة الجماعية,
هذه المشاهد جميعها تشير إلى فظاعة الأعمال التي كانت القوات الروسية القيصرية تقترفها بحق الشراكسة.
تحيي الامة الشركسية في الوطن الام وفي اماكن تواجدها في المهجر في 21/5/ من كل عام ذكرى المأساة التاريخية الكبرى التي ألمت بالأمة الشركسية جراء العدوان الذي قامت به القوات الروسية القيصرية ضد الإنسان والأرض الشركسية بهدف القضاء على الإنسان الشركسي واحتلال أرضه الوطن التاريخي للشراكسة (شركيسيا الكبرى) أي ارض بلا مواطنين.
كان الهدف من العدوان إفناء الشعب الشركسي عن بكرة أبيه لذلك قامت هذه القوات بإتباع كل الوسائل الكفيلة بإبادة الشعب الشركسي من قتل للإنسان الشركسي دون أن يفرق بين رجل وامرأة وطفل وشيخ وتدمير كل وسائل العيش بحرق المزارع والحقول ونهب الثروات من غلال وحيوانات تخصهم وتهجير ما تبقى إلى أصقاع المعمورة .
وسأورد هنا مشاهد من بعض فظائع أعمالهم:
*مع انهيار الخطوط والدفاعات الشركسية بدأت حرب الإبادة التي قادها كل من الجنرالات افريين وغايمان وشاتيلوف وميرسكي وغيرهم الكثير .وكان هناك الآلاف من القرى والبلدات الشركسية التي أبيدت وأحرقت .فعلى سبيل المثال عندما تقدمت إحدى القوات الروسية المؤلفة من 14000 جندي .لم تكن القوات المدافعة في تلك المنطقة تزيد على سبعمائة مقاتل ,وبعد أن دمرت القوات الروسية القرية كتب احد الشعراء الروس يقول :...( لقد ذبحوا الأطفال كأنهم نعاج ،وقتلوا الشيوخ كأنهم شباب ،واستباحوا النساء كأنهن بغايا , لم يبق في القرية حجر على حجر ،أو جذع على شجرة ،أو طير على غصن ،أو طفل على ذراع !... الموت يحصد بمنجله الرؤوس ،والمرض ينتشر في الجو كالضباب والوباء الفتاك يطل برأسه الأسود على القرى المقوضة ،وينعق على خرائبها كالغراب).
*وفي إحدى القرى كان عدد الشراكسة المدافعين حوالي 70 شخصا وكانوا مسلحين بأسلحة تقليدية وبنادق عادية ،وبعد مقاومة عنيفة لم ينج من هذه المعركة سوى طفل صغير ،لم يبق له إلا أن يلحق بالقوة التي دمرت قريته وقتلت أباه وأمه ويصف احد الضباط الروس هذا المنظر المؤلم قائلا : ( خلف القوة مشى ولد رث الثياب حافي القدمين مطرقا ،يحدق في الطريق المتربة ،وبعد أن قطعت العربة الطريق الذي يلتوي كالأفعى صاعدا إلى قمة الجبل توقف الولد وانتظر حتى ابتعدت القوة قليلا ،ثم استدار والقى نظرة مفعمة باليتم إلى القرية التي ترقد في الأسفل ،كان الطفل يهجر الى الأبد مسقط رأسه ،هذا الطفل الشركسي الذي فتح عينيه على العاطفة والجمال ،صدمته الحياة بقسوة ووحشية باقتلاع جذور عائلته ،وبينما كانت عيناه جامدتين على قريته الصغيرة ،عادت إلى مخيلته الأهوال والمصائب التي حلت بها وكيف قتل الجنود أباه وأمه ،وفكر بأنه لم يبق له احد , كان موقنا بأنه أصبح يتيما يتما كاملا ،ولا يعرف شيئا عما يخبئه له الغد ,
*مع حرب الإبادة ،وانتشار الأمراض والأوبئة فقد الشركس الأمل في الحياة والبقاء .وقد تم اقتلاع وإبعاد معظمهم إلى الشاطئ للتهجير القسري.
فماذا يمكن للإنسان أن يحمل معه ؟سلاحه وابنه وماله .كان منظر هؤلاء وهم يهجرون إلى الأبد من قراهم التي احرقها الروس يدعو إلى الحزن العميق ،وقد مات الكثير منهم بسبب الجوع والبرد والمرض .يصف احد الضباط الروس منظر هؤلاء : ( رأيت أناسا رجالا ونساء مستلقين على الأرض فرادا وجماعات ،وأحيانا بشكل صف طويل ،بعضهم انكب على وجهه أو على جانبه ،والأكثر كان مستلقيا على ظهره وقد عقدوا أيديهم على صدورهم .مشيت مارا فوق الجثث رايت جثة وقد غطى وجهها قلبق شركسي ،ووقف أمامها حصان دون سرج ،وقد اخفض رأسه ولاحظت أن الحصان كان هزيلا جدا ،حيث ظهرت عظام ظهره وغار بطنه ،وفهمت انه يقف بصعوبة وقد قرر الموت إلى جانب صاحبه وعندما أدرت وجهي جانبا رأيت امرأة عجوزا وجهها مغطى بمنديل صوفي ،ظهر من تحته شعر رمادي طويل ،وصبيا متقوقعا على نفسه حتى أن ركبتيه قد وصلت إلى ذقنه ) من يريد الاطلاع على المزيد من الوثائق فسيجدها في موقع الابادة الجماعية,
هذه المشاهد جميعها تشير إلى فظاعة الأعمال التي كانت القوات الروسية القيصرية تقترفها بحق الشراكسة.
محمد حمزوق