من أجل مزيد من إضعاف الأمّة الشركسية التي قامت الإمبراطورية الروسية بقتل وتهجير أسلافها في عمل من أعمال الإبادة الجماعية في عام 1864، وأصر النظام السوفييتي على أن الشركس ليسوا شعبا واحدا بل عدة شعوب، وألحّ بأن لا يحدد الشركس هويّتهم عن الآخرين كشراكسة، بل بأنّهم أديغه وقباردي و شركس، وغير ذلك.
وقد تم تثبيت هذا التقسيم الذي فرضته موسكو في كلا التقسيمات الإدارية الإقليمية لشمال القوقاز بتشكيلات عرقية-إقليمية مثل جمهوريات أديغيه ، وقباردينو-بلكاريا ، وكاراشاي-شركس وكذلك في إحصاءات النفوس لكلا الإتحاد السوفياتي والفيدرالية الروسية.
لم يهمل الشركس وحدتهم الوطنية قط، وسعوا منذ زمن طويل إلى استعادة جمهورية قومية واحدة في تلك المنطقة، يمكن أن تسمح لأكثر من خمسة ملايين من الشركس في الخارج الذين هم من أحفاد أولئك الذين أبعدهم القياصرة بالعودة إلى وطنهم. لكن موسكو رفضت مناقشة هذا الخيار على أساس الحجة الزائفة بأن هذه شعوب غير متجانسة.
ودعماً لهذه الحجة، فإن السلطات السوفيتية والآن الروسية طلبت من الناس أن يؤكّدوا أنهم ليسوا شركساً بل أعضاء من القوميّات التي أنتجها السُّوفيات على أساس التقسيمات الفرعية لتلك الأمة. استخدمت موسكو بند القومية في التعداد في العهد السوفييتي، واستخدمت الإحصاء السكاني حينئذٍ والآن.
وتستخدم الآن مجموعة من النشطاء الشركس الفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي لحث الشركس على الدفاع عن هويتهم الحقيقية عندما تجري الدولة الروسية تعدادها السكاني القادم في عام 2020. وقد ترفض موسكو تسجيل نتائج إقتراعهم لكن مجرد تسليمهم بذلك سيمنح الأمة القوّة ويدعم مطالبها (kavkaz-uzel.eu/articles/331376/).
يشير شمس الدين نيغوج ، إلى أن ”شعبنا من وجهة نظر القانون الروسي ينقسم إلى أربع قوميّات. وفي القائمة الرسمية، هم الشركس والأديغيه والقباردي والشابسوغ. لكننا نعتبر أنفسنا أديغه [شراكسة]“. هذا هو المصطلح الشائع للجميع.
بلغ العدد الإجمالي للأديغه (الشركس) في تعداد عام 2010، 718،000 نسمة. إذا أصروا جميعاً على هذا الإختيار مع القائمين بالتعداد، فسوف يساعدهم ذلك على الحفاظ على لغتهم وهويتهم واستعادة أراضيهم الوطنية، فضلاً عن توحيدهم مع ملايين الشراكسة الذين يعيشون خارج الحدود الحالية للفيدرالية الروسية.
يقول أحد المعلمين الشركس، إن الحفاظ على اللغة القومية الآن أمر هام بشكل خاص. كثير من الشباب الشركس حتى لو كانوا يعرفون لغتهم القومية بشكل جيد يستخدمون اللغة الروسية لأن لغتهم الوطنية لم تعد تُدَرّسْ في العديد من المواضيع الدراسية في المدارس التي يتم تسجيلهم فيها.
ويقول نيغوج انه لسوء الحظ، وصلت الأمور إلى نقطة مؤسفة للغاية حيث أن بعض القباردي لا يعرفون أن الشابسوغ هم ”أديغه“. لذلك، نعلن لشعبنا و لروسيا وللعالم، ”نريد أن نعلن أننا شعب واحد على الرغم من أننا نعيش في أماكن مختلفة“.
وطبقاً لأولغا إفندييفا-بيغريت ، فإن ”كافّة المقيمين من الناحية العملية“ في قباردينو-بلكاريا يؤيدون هذا المسْعى. إن ”شعبنا مقسم الأوصال على كلا المستويين الجغرافي والقومي“، لكن أسلوب التحشيد هذا يمكن أن يساعدنا في التجمع ومقاومة جهود موسكو لتدمير الشركس من خلال تقسيمهم.
يضيف الناشط الشركسي رسلان غفاشيف أنه ”قبل إجراء الإحصاء، يجب أن يلتئم مؤتمر قومي للأديغه من أجل تبني قرار يؤكّد أنا نُعرِّف أنفسنا بأنفسنا وأن نطلب أن تتم تسميتنا ما نحن عليه، الشركس“.
ترجمة: عادل بشقوي
المصدر: