يسعى الشركس في كافة أماكن تواجدهم لاستعادة حقوقهم المشروعة، وبغض النظر عن المدة التي ستستغرقها؛ فإن الحقوق المغتصبة سيتم استعادتها. إن أصناف الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الشركسي لا تنتهي بالتقادم؛ فيجب أن يكون العام المقبل -العام 2017 -وفي ضوء التطورات التي يشهدها العالم- حافزًا وفرصةً للمطالبة باستعادة الحقوق غير القابلة للتصرف. لقد انتهك الغزو القيصري الروسي واستولى على الوطن الشركسي بالقوة والإرهاب، والشركس سيتبنون السبل والوسائل السلمية والقانونية لاستعادة حقوقهم.
إن الشركس ماضون في سعيهم الحثيث من أجل إيصال قضيتهم العادلة إلى العالم المتحضر. الصراع بين الخير والشر أبدي، وفي نهاية المطاف؛ سوف ينتصر الخير على الشر. يجب العمل على الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية، وبناء على ذلك؛ ينبغي أن تعاد جميع الحقوق المصادرة الأخرى المرتبطة بها إلى أصحابها الأصليين والشرعيين.
ومع الأسف؛ فقد تجاهلت الفروع المختلفة المتشعبة عن السلطات الروسية الحقوق القانونية والمشروعة الشركسية، وخلال السنوات القليلة الماضية؛ فقد هدف بعض الأكاديميين والعلماء الروس إلى إصدار ونشر دراسات وبحوث دعائية حول القضية الشركسية، واقترن ذلك بعقد لقاءات وندوات ومؤتمرات لنفس الأغراض: التمويه والانحراف عن الحق.
وبهدف تحويل الانتباه عن القضايا والمعضلات الشركسية الحقيقية بنغمة أكاديمية؛ اتّبعوا أهدافاً عدوانية هائلة في السنوات الأخيرة، وقد نشر مثال على هذا التضليل في أواخر العام 2015، ثم تم تحليله ونشره في وقت مبكر من هذا العام، تحت عنوان: “تضليل موسكو ينتشر من وسائل الإعلام العامة إلى الناتج الأكاديمي“
ويجري دعوة بعض الشركس إلى مناسبات رصد روسية؛ انهم يدعون أفراداً، سواء من شمال القوقاز أو من الشتات الشركسي من أجل حضور مثل هذه اللقاءات، وهم إما يدعوهم للحضور شخصيًا أو عن طريق استخدام نظام التواصل الفيديوي، مثل سكايب.
وقد تم عقد أحدث هذه الندوات في الآونة الأخيرة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2016 تحت عنوان: “الشراكسة والقضية الشركسية – الواقع المعاصر” (www.pglu.ru).
ولسوء الحظ؛ فإن مثل هذه الإجتماعات لها قابلية الميل إلى تنفيذ تأويل وتغيير مجرى الوقائع من خلال التركيز على القضايا غير الجوهرية؛ فهم يقودون حملة تضليل لتغيير الحقيقة والاطاحة بها.
وعلى ما يبدو؛ ومن أجل اختصار الطريق ولتجنب تمرير أجندات ومشاريع مؤامرات دعائية ضد القضية الشركسية؛ فإن شركساً من شمال القوقاز عدلوا عن المشاركة في آخر المؤتمرات، بينما شارك بعض أعضاء -أو شخصيات مقربة من- الجمعية الشركسية العالمية عن طيب خاطر. وعلى ما يبدو؛ فإنهم لا يرون تهديدًا حقيقيًا فيما يتعلق بالقضية الشركسية، وخاصة إذا كانوا يتعاونون على نحو أعمى مع مختلف الأطراف، في حين لا يعرفون مدى الضرر الذي سيسببونه.
وفيما يتعلق بالشؤون الشركسية المختلفة؛ فإنه ليس من المقبول -من قبل غالبية الشركس- التنازل عن أي من حقوق الأمة. ويتضح ذلك من اليقظة والوعي الذي يبديه الشركس الذين يعرفون وضعهم بشكل جيد. إن المعرفة التي تتصل بالوعي الوطني قد تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة المستخدمة. ومن الضروري توضيح وحماية الهوية والعناصر والأسس والركائز للشخصية الوطنية الشركسية. إن هذا حق طبيعي وشرعي لكل شعب وأمة، وفقا للقوانين والأعراف الدولية.
وبينما يمكن التغاضي عن وجود ضحالة بالتفكير فيما يتعلق بالقضايا الوطنية؛ لكن العمل ضد المصالح الوطنية للشعب -مع معرفة مدى الضرر الذي قد يلحق فيما يتعلق بالقضية الشركسية بأكملها- أمر غير مقبول بأي معيار من المعايير. ويمكن للعواقب أن تكون محرجة للجميع، مع العلم أن الصفات الشخصية لا يمكن تجاهلها، والتي هي علامات النجاح.
ليس من قبيل الدفاع عن الإرهاب أو التطرف بأي شكل من الأشكال -سواء للجماعات أو للدول،-؛ لكن يجب تقويم الأمور بشكل جيد: إن عمق المشاركة الروسية في سوريا في الوقت الراهن، ووضوح حقيقة المعدات الروسية التي عفا عليها الزمن تذكر العالم بالتدخل السوفياتي وفشله في أفغانستان في سنوات الثمانينات من القرن الماضي. وليس من قبيل التدخل في حق روسيا وسوريا للقيام بذلك ام لا؛ ولكن لا تزال روسيا لا تسمح للشركس في سوريا بالعودة إلى وطن الشركس التاريخي.
وهناك شيء هام آخر فيما يتعلق بالقضية الشركسية؛ ينبغي على التعاون الروسي-التركي الحالي أن لا يعبر ترتيبات الحدود السورية، فيما يؤمل أن تكون النتائج إيجابية فيما يتعلق بالمسائل الشركسية المختلفة. إن الاتفاقات الأخيرة الجارية والتفاهمات بين البلدين لا ينبغي أن تؤثر سلبًا على الشركس، أو على استعادة حقوقهم، والأمل أن لا يصدر عن ذلك نتائج كارثية من المحادثات التي تجري وراء الكواليس بنفس الطريقة التي جرت بين الإمبراطوريتين الروسية القيصرية والعثمانية في غياب أولئك الذين يحرصون على وطنهم.
إن جميع أحفاد ضحايا الإبادة الجماعية الشركسية، يدعون كل ذوي الضمائر الحية للإنضمام لهذه الحملة من الجهود المباركة للاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ارتكبتها الإمبراطورية القيصرية الروسية.
ويحثون التوقيع على الإلتماس المدون في الرابط التالي، والموجّه إلى الرابطة الدولية لباحثي الإبادة الجماعية (IAGS):
.(change.org)
قال نيلسون مانديلا: “دائماً ما يبدو الأمر مستحيلًا حتى يتم تحقيقه”.
عادل بشقوي
30 ديسمبر/كانون الأول 2016