الأزمة الروسية التركية تُعيد تشكيل تحالفات دول القوقاز


قالت صحيفة توداي زمان التركية إن أذربيجان أصبحت الدولة الأكثر أهمية لتركيا بعد أزمة 24 نوفمبر وإسقاط أنقرة للطائرة الحربية الروسية، موضحة أن تركيا الآن تعتمد بشكل كبير على أذربيجان في استيراد الغاز الطبيعي.

وتضيف الصحيفة أن أذربيجان باتت بديلًا عن روسيا بالنسبة لتركيا خلال الفترة الراهنة، كما أن زيادة الدعم العسكري والسياسي الروسي لأرمنيا تغير التوازن بين أرمنيا وأذربيجان؛ لذلك قام وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو بزيارة أذربيجان في 26-27 نوفمبر الماضي، وأيضًا قام رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بزيارة باكو في 3-4 ديسمبر الماضي.

وتوضح الصحيفة أن 50% من الصادرات التركية إلى الاتحاد الروسي يتم نقلها برًّا، حيث تذهب الشاحنات التركية إلى الموانئ في إسنطبول وزونجولداك، ثم إلى موانئ أوكورانيا وروسيا، وبدلًا من ذلك تتبع مسار البوابة الحدودية سارب للدخول إلى جورجيا، ومن ثم إلى روسيا.

وتشير الصحيفة التركية إلى أن روسيا أيضًا جزء من الطريق العابر إلى كازاخستان وقيرغيزستان ومنغوليا، ولكن موسكو صعدت الأزمة حين قررت تعليق الشاحنات التركية عند البوابات منذ 25 نوفمبر.

وتلفت الصحيفة إلى أنه بدلًا من استخدام الطريق الروسي للعبور إلى كازاخستان وتركماستان وغيرها، سلكت الشاحنات التركية طريق أذربيجان منذ 1 ديسمبر، ولكن الطريق الجديد زاد تكلفة النقل 2000 دولار للشاحنة الواحدة، وهذا هو سبب تقليص باكو لسعر الوحدة بنسبة 40% للعبور إلى كازاخستان وتركمانستان وبنسبة 20% من بحر قزوين، ومع ذلك تتسبب العواصف في بحر قزوين والمشاكل في ميناء أكتاو في تأخير عملية النقل.

وذكرت الصحيفة أن إدارة تبليسي العاصمة الجورجية ترى أن التوتر التركي الروسي سيؤخر انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، كما أن الشارعالجورجي سعيد؛ فهم يدركون أن هذه المرحلة لم تُغلَق بعد؛ لأنهم يعرفون روسيا بشكل أفضل، فالكرملين لا يزال متمسكًا بسياسة التقارب وجهًا لوجه مع جورجيا، وفي 23 ديسمبر الماضي فتحت روسيا البوابات الحدودية مع جورجيا، والتي كانت مغلقة منذ عام 2008، وجعلت تأشيرات العبور أكثر سهولة، وسيتم رفع التأشيرة بشكل كامل في فبراير 2016.

وتوضح توداي زمان أنه بعد صمت قصير بدأت أرمنيا في دعم روسيا بعد 24 نوفمبر، وأعلنت إدارة يريفان عن تحسن العلاقات الأرمنية الروسية بعد تدهور العلاقات الروسية التركية، وسوف تحصل أرمنيا على مزيد من الدعم الروسي ضد تركيا وأذربيجان، حيث إن تدهور العلاقات الروسية التركية أثر سلبًا على العلاقات الروسية الأذربيجانية.

وترى الصحيفة أن التغيرات في السياسات التركية بشأن أوكرانيا وشبه جزيرة القرم يمكن أن تصل إلى أرمنيا، حيث حاولت أنقرة البقاء على الحياد خلال الأزمة الأوكرانية الروسية وضم موسكو للقرم، وحافظت على العلاقات الثنائية مع روسيا.