لماذا تحيي الامة الشركسية ذكرى الابادة الجماعية الشركسية والتهجير القسري ؟ ( 3 )
إن الأمة الشركسية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ أكثر من ستة الاف سنة خلقت حرة وعاشت أبية في وطنها شمال غرب القفقاس ،ودافعت بكل قواها الغزاة والمعتدين على أراضيها لأنها لم تكن تقبل الضيم إلى ان قامت روسيا القيصرية بعدوانها على أراضي القفقاس واحتلالها عام (1864) بعد مقاومة دامت أكثر من مئة عام ،وتهجير سكانها الأصليين الذين نجوا من الإبادة الجماعية إلى أصقاع العالم وأقامت المستعمرات القوزاقية في بلادهم .
الأمة الشركسية كانت تنتظر الفرصة للانعتاق من نير الاستعمار ،فبتاريخ (21/5/1917) اجتمع في مدينة فلادي قفقاز (500) ممثل لقبائل القفقاس الشمالية وقد دام المؤتمر (خمسة) أيام قرر الحاضرون بالإجماع الانفصال عن الإمبراطورية الروسية وإقامة دولتهم المستقلة كان هذا المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ قبائل القفقاس الشمالية من حيث شموله ،وقد حضره كمراقبين مندوبون عن شعبي الاذربيجان وجورجيا ,
وبتاريخ (11/5/1918) تم إعلان استقلال القفقاس الشمالية وجرى إبلاغ الدولة العثمانية وسفراء الدول العظمى في استانبول بصورة رسمية كما قام وفد يمثل القفقاس الشمالية بالتوقيع على معاهدة صداقة وتعاون بتاريخ (8) حزيران (1918) مع الدولة العثمانية التي تعهدت بموجبها تقديم المساعدة لجمهورية القفقاس الفتية .
وحاولت حكومة القفقاس الشمالية في تلك الفترة اقامة اتحاد كونفدرالي بينها وبين حكومات القفقاس الجنوبية ارمينيا ،اذربيجان وجورجيا وذلك لتشكيل جبهة موحدة ضد الخطر الروسي لان مصير جمهورات الجنوب مرتبط بمصير القفقاس الشمالية ولكن هذه المحاولة لم تتكلل بالنجاح وقضيت على دولتهم الفتية .
لم تهدأ الجهود الشركسية في التحرر والاستقلال من تلك الفترة وحتى يوم الناس هذا فتبذل الجهود في الوطن الأم وفي المهجر لنيل حريتهم واستقلال وطنهم التاريخي شركيسيا الكبرى إلا أن المحاولات الروسية مستمرة أيضا للحيلولة دون تحقيق ذلك بكل وسائلها وإمكاناتها وتسلك طرقا ملتوية وتقوم بافتراءات بعيدة عن الحقيقة في محاولة لإقناع العالم بوجهة نظرها واستمرار احتلالها للوطن الشركسي واستعباد المواطنين . يتبع .......
لماذا نحيي الامة الشركسية ذكرى الابادة الجماعية الشركسية والتهجير القسري ؟ (4)
ان المحاولات الروسية لعرض الحالة الشركسية على نحو أن الشركس يتمتعون بدولتهم الخاصة في القوقاز هو في الواقع جهد كبير ومتعمد لتزييف التاريخ في الواقع ،في حين أن ما يقرب من خمسة ملايين من الشركس يعيشون في المنفى في أكثر من خمسين بلدا ،واليوم فان اقل من مليون من الشركس بقوا في وطنهم ويعيش معظمهم في ثلاث جمهوريات في شمال القوقاز مفصولة بحدود مصطنعة وتم تحديدهم رسميا قبردينا بلقاريا , كراشيفوشركيسك والاديغة ومقاطعة الشابسوغ وهذا يعني إنهم ليسوا بأسمائهم العرقية ولكن على طريق مواقعهم الجغرافية وتقطيع اراضي شركيسيا إلى قطع منفصلة وإعطائها أسماء مختلفة , بهده الطريقة فان روسيا تحقق على نحو فعال الهدف المتمثل في القضاء على الهوية الوطنية للشركس فضلا عن محو شركيسيا بصريا من الخارطة الجيو سياسية للمنطقة ,
وكذلك فان روسيا تدعي بان الشراكسة دخلوا روسيا طواعية في اتفاقية عقدت بينهما عام (1556) مع ان كل الحروب التي دارت بين الشراكسة وروسيا جاءت بعد هذا التاريخ ,الا ان خبراء في الشؤون الشركسية يدحضون ذلك ويضيفون ... ان الامة الشركسية تؤمن ان وطنها شركيسيا , الوطن التاريخي للشراكسة وهي لم تدخل في روسيا طواعية بل احتل الوطن من قبل القوات القيصرية الروسية ولم تستطع نيل الاستقلال حتى الان ولا زالت تئن تحت الاستعمار الروسي ونود الاشارة هنا الى حقيقة تاريخية تؤكدها المراجع العلمية والمراكز المتخصصة الا وهي (انه لم يكن للاتفاقيات التي عقدت في القرن السادس عشر دور اساسي في ادخال الاديغة ضمن الدولة الروسية بل توقفت على تطور نظام الدولة الروسية وانجازاتها العسكرية والدبلوماسية وتوسع اراضيها نحو القفقاس وبحصر المعنى لم يحدث في اواسط القرن السادس عشر ما يمكن تسميته بانضمام او دخول طوعي للاديغا ضمن روسيا) هذا ما افاده معهد التاريخ التابع لاكاديمية العلوم الروسية في رده على الطلب الرسمي الذي تقدمت به جمهورية الاديغا الشركسية في عام (2006) بخصوص ما تسمى ذكرى (450) عاما لإقامة العلاقات بين روسيا وشركيسيا.,
من جانب آخر وبالنسبة للإبادة الجماعية التي قامت بها روسيا القيصرية ضد الشعب الشركسي التي قتلت معظم الشراكسة وهجرت ممن سلم حوالي (95%) خارج وطنهم القفقاس إلى الشتات على مساحة (40) دولة في العالم ومنها بعض الدول العربية والاسلامية التي تحتضن الشراكسة أود أن أشير في هذا المجال الى ان عدد الشراكسة إبان الحروب الروسية الشركسية كما يشير خبراء في الديموغرافيا كان حوالي (3) مليون نسمة وفي ذات الوقت كان عدد سكان مصر العدد نفسه فالكل يعلم ان عدد سكان مصر الآن أصبح حوالي (80) مليون نسمة بينما ظل عدد سكان الشراكسة في العالم لا ينوف عن خمسة ملايين أن لم تكن هذه نتاج عملية إبادة فماذا تكون ؟,
ان حراكات على الساحة الشركسية في الوطن الام والمهجر يطالبون احرار العالم والامم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان نصرتهم في مسعاهم السلمي لاسترداد حقوققهم المغتصبة والوطن التاريخي للشراكسة (شركيسيا) يؤكدون ان بحوزتهم وثائق تاريخية بكل ما الم بالأمة الشركسية ديموغرافيا وجيوسياسيا جراء العدوان الروسي ابتداء من القياصرة ومرورا بالسوفيات و حتى يوم الناس هذا ,
محمد شعيب حمزوق