يجري إفراغ المناطق الريفية في شمال القوقاز وجنوب روسيا بسرعة


      كما في أماكن أخرى في الفيدرالية الروسية، فإن الناس يغادرون المناطق الريفية في شمال القوقاز والمناطق المجاورة، تاركين قرى مهجورة أو نصف مهجورة، ما يؤدّي إلى تقويض آفاق النمو الزراعي، وتغيير الوضع الأمني ​​في العديد من الأماكن. في الواقع، في كثير من هذه الأماكن، الأشياء الوحيدة التي تبقى هي المقابر.

            في مقال نشر اليوم على موقع (kavpolit.com)، يبيّن نيكولاي كوشيروف (Nikolay Kucherov) أن هناك الآن 171 قرية فاقدة للحياة في منطقة شمال القوقاز الفيدرالية وثمانين قرية أخرى يوجد فيها عشرة مقيمين أو أقل وذلك في المنطقة الفيدرالية الروسية الجنوبية المجاورة، والأرقام في مقابل 140 و 270 قرية (kavpolit.com/articles/poslednie_iz_mogikan-14311/).

            ويقول الصحفي انه قرر أن يزور “إحدى قرى الموهيكيين (Mohicans)”، حيث استعمل المصطلح لوصف أؤلئك الذين ما زالوا في القرى نصف المنسيّة وشبه المهجورة تماماً، في الجزء الجنوبي من مقاطعة كراسنودار (Krasnodar kray)، على الرغم من انه كان قد حذر من عدم وجود طرق، رغم أنها لا تزال مذكورة على معظم الخرائط.

            ذهب كوشيروف، جنبا إلى جنب مع مجموعة من عاملي الأرشفة المتحمسين، سالكين الطرق المعبدة، ثم طريق ترابي، وأخيرا مسار بالكاد يمكن ملاحظته إلى قرية أودوفنو-بوركوفسكي (Udovno-Porkovsky)، الّتي لم يعد فيها كهرباء أو مياه لأن الناس قاموا في وقت سابق بسرقة وبيع كل ما هو معدن، والتي ليس فيها حتّى إتّصالً بالإنترنت.

            اكتشف ماذا تحوي، وتتألّف من عدد كبير من المباني المدمّرة الّتي لم يعد يقطنها أحد تقريبا ولكن أولئك الّذين لا يزالوا هناك ظلّوا ملتزمين بالحياة الزراعية التي مارسوها واستمروا في ممارستها بغض النّظر عن كل الصعوبات، بما في ذلك سارقي الماشية واللصوص الآخرين، ويوفّرون الحليب وغيره من المنتجات إلى المناطق الحضريّة.

            ويقول كوشيروف، قبل ثلاثين عاما، كان هناك 500 شخص، ومزرعة جماعية، ومدرستين، ومجتمع متكامل. أما الآن، هناك حفنة من الناس، وكثير منهم يخشون بوضوح بأن في المستقبل لن يكون هناك “أي شيء ما عدا مقبرة”.

            القرية الروسية، الّتي لا تبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن الحدود مع كراشييفو – شركيسيا(Karachayevo-Cherkessia)، كان لها هناك دائما علاقات جيدة مع جيرانها، وتقوم بتقديم المساعدة عند الحاجة، وتلقّي المساعدة في المقابل. ولكن هؤلاء الذين مروا في هذالنوع من الخبرة من التعاون يتلاشون جنبا إلى جنب مع القرية.

            واعترف أحد السكان المتبقين بأن: “الآن جاء جيل مختلف” ولا يلتفت إلى مثل هذه الأمور.

            ويقول السكان أن الأطباء البيطريين لا يزالون يأتوا إلى القرية. ولكن عندما سؤلوا عن أصعب شيء في حياتهم، ردّ أحدهم، “الطرق” — أو بتعبير أدق عدم وجود غطاء من شأنه أن يصلهم بالمدن وببقية العالم، والذي يمكن أن ينقذ طريقتهم في الحياة.

بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي