معلق روسي يقول: الشركس وتتار القرم يتواصلون لمعارضة موسكو


بول غوبل

ترجمة: عادل بشقوي

 يتواصل الشراكسة وتتار القرم ضمن خطة أوسع نطاقا مدبرة من قبل تركيا والغرب لتقويض النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وتحدي السّيطرة الرّوسيّة في شمال القوقاز وشبه جزيرة القرم المحتلة، وفقا للمعلق الرّوسي فلاديسلاف غوليفيتش .

ويقول غوليفيتش في مقال حديث له نشر على موقعأنّه على مدى عامين وخاصة منذ ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، دأب ناشطون من الشركس وتتار القرم يجتمعون في اسطنبول لتنسيق أنشطتهم وللضغط على الحكومات في المنطقة لتحقيق أهدافهم السياسية .

ويكمل أن أعضاء من المجموعتين، يتحركون بموجب معارضتهم المشتركة لروسيا وللرغبة في إيجاد طرق جديدة لتوسيع نفوذهم في أعقاب احتلال شبه جزيرة القرم في حالة تتار القرم وبعد أولمبياد سوتشي في حالة الشركس .

ويقول غوليفيتش أن نشطاء في الحركتين يعوّلون على دعم ما يقولون بين ستة وثمانية ملايين من الشركس وبين أربعة إلى ستة ملايين من تتار القرم الذين يعيشون في تركيا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. ويمكن الاعتماد عليهم ل"تكثيف دعايتهم المناهضة لروسيا” ليس فقط ضد الحكومات هناك ولكن في أوطانهم أيضاً.

تركيا وورائها الغرب هم أكثر المهتمين عموما في دعم كل من هذه الحركات وفي وحدتها كذلك لأن هؤلاء الداعمين يعتقدون أن هذا المزيج من "الخطاب القومي" الشركسي والخاص بتتار القرم يمكن أن “يقوض الوضع الراهن” ويعزز “رؤية معادية لروسيا ولمستقبل منطقة البحر الأسود وبحر قزوين”.

الصراع في أوكرانيا، مثل النزاعات في شمال القوقاز، سوف يستمر لفترة طويلة، ويستند مشروع الغرب هذا على أساس ذلك الافتراض. وتأمل تركيا وكذلك الغرب أن ما يبدو اليوم أنه فقط حركات هامشية سوف يكون أساس تحويل الجغرافيا السياسية للمنطقة في المستقبل.

ووفقا لغوليفيتش، يتعين على روسيا أن تتوقع أن ترى توحيد تتار القرم والقوميين الشراكسه على الساحة الدوليه، مع تنسيق جهود المجموعتين والسعى لجذب الانتباه، وتوسيع أنشطتها في مجال المعلومات، ودعم بعضها البعض مع فرضيات التّحرّر الوطني.

هذان “المشروعان”، على الرغم من أنه ينظر اليهما عادة بوصفهما آمرين منفصلين تماما، إلا أنّهما في الواقع يمثلان إجراءات متنامية على خاصرتي روسيا في منطقة البحر الأسود وبحر قزوين. وكلاهما يهدفان الى “ليس فقط حرمان روسيا من منفذ على الجزء القوقازي من ساحل البحر الأسود ولكن لتقويض استقرار الحدود الجنوبية للجزء الأوروبي من روسيا، وإضعاف موقفها” هناك.

ولغة غوليفيتش تتّسم بالغلو والشّطط وهي مصابة بالرؤى التآمرية التي تفصح عن الكثير من التعليل الروسي الحالي على حدٍ سواء، لكنه سديداً فيما يتعلّق بأن الشركس وتتار القرم يجدون أرضية مشتركة وأن هذا الاكتشاف المتبادل يساعدهم على توسيع انتشارهم ونفوذهم لا سيما في تركيا والشرق الأوسط.

بالتالي فإن جهدهم المشترك ومحاولات موسكو لعرقلته يستحق تدقيقاً ورصداً وثيقاً لأنه كما يقول غوليفيتش بأن ما يبدو شيئا هامشيا نسبيا الآن قد يصبح إلى حدٍ كبير مهماً في المستقبل القريب.

المصدر: