كيفن تويتي
“عمليا كل” لغات السكان الأصليين في شمال القوقاز سوف تنقرض في العقود المقبلة لأن هناك عدداً قليلاً جداً من المتحدثين للكثير منها، ولأن لغات أخرى، بما في ذلك الروسية والتركية والإنجليزية، تحل محلها، وفقا لكيفن تويتي (Kevin Tuite)، عالم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) في جامعة مونتريال.
في تعليق لموقع أونكافكاز ، يشير إلى أن خبراء اليونسكو يعدون الآن قائمة بلغات المنطقة التي “ستندثر” وهي الأديغه ، والشركسية-القبردي ، وكراشاي-البلقر، ، والإنغوشية والشيشانية ، والأبخازية، والأوسيتية و كذلك ”عدد آخر منها،” (onkavkaz.com/posts/66-jazyki-kavkaza-obrecheny-v-sovremennom-mire.html).
في داغستان وحدها، يشير تويتي إلى أن “السكان يتكلمون أكثر من 50 لغة محلية أصلية،” لكن هذه اللغات لم تتطور: إنها لا تزال كما نشأت في العصور الوسطى، وبالتالي تفتقر إلى المفردات لبحث العمليات الحديثة. وعلاوة على ذلك، فإن عدد قليل جدا من الناس يتحدّثونها، ما يوحي أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأنها سوف تبقى على قيد الحياة.
ويقول تويتي، إن محاولات إنقاذ هذه اللغات عن طريق زيادة التعليم لها في المدارس قد باء بالفشل. “ولبقاء هذه اللغات على قيد الحياة في العالم المعاصر، يجب عليها أن تكون قادرة على المنافسة في مجتمع المعلومات المعاصر من التكنولوجيا المتقدمة والتغير الاجتماعي السريع.” إن هذا تحدٍ أكبر من ما يمكن معظم هذه المجتمعات اللغوية أن تلبي.
ويقول: نتيجة لذلك، “فإنّ بعد ما يقرب من قرن من الآن، يمكن للمرء أن ينسى لغات شمال القوقاز.” سوف تبقى عندها على قيد الحياة فقط في القرى الواقعة في الجبال. “لكن الجزء الرئيسي من سكان جمهوريات القوقاز يتكلم اللغة الروسية،” رغم أن من المحتمل “أن يتحول البعض تماما إلى اللغات الإنجليزية أو التركية أو العربية.”
ويقول، إن العلماء قد تتبّعوا زوال العديد من اللغات. في الوقت الحاضر، وأن لغتين من اللغات في جميع أنحاء العالم تختفي كل شهر. أولاً يقتصر إستخدام هذه اللغات على البيت، وبعد ذلك فقط لكبار السن، وأخيرا يموت كبار السّن وتموت اللغة ويموت المجتمع الذي يدعمها.
في بعض الأحيان يمكن للغات إن تعود إذا كانت هناك إرادة سياسية قوية لمساعدتها على القيام بذلك، لكن مثل هذه الأمثلة نادرة وليس هناك أي سبب للاعتقاد بأن شمال القوقاز سيضيف إلى عددها، حسبما يقول تويتي.
هناك أمران لا يعالجهما، لكن، قد يكونان أكثر أهمية للتنمية السياسية في المنطقة. من ناحية، فإنه يحدث أحيانا أن الأمة لا تكون واعية تماما لنفسها حتى تتوقف عن التحدّث بلغتها القوميّة وتتبنّى لغة الإمبراطورية. أيرلندا والهند وبعض الدول الصّغرى في الاتحاد السوفياتي السابق هي أمثلة واضحة على ذلك.
ومن ناحية أخرى، فإن صعود لغة تواصل مشترك مثل الروسية أو العربية قد يسمح لهذه الشعوب أن تتعاون وحتى أن تقاوم هؤلاء الذين يحكمونها الآن. ما كان يمكن لشامل أن يجمع جيوشه دون اللغة العربية، والعديد من الشيشان الذين قاتلوا ضد موسكو اكتسبوا الحلفاء لأنّهم وغيرهم على السّواء يتكلمون الروسية، بالإضافة إلى أو بدلا من لغتهم القوميّة.
بول غوبل
ترجمة: عادل بشقوي
المصدر: