إنّهُ مقياس للنجاح الملحوظ الذي حقّقهُ الشركس على مدى السنوات الخمس الماضية في رفع مكانة الشؤون الأكثر إهتماما لهم في أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار للمرة الأولى إلى أنه يريد العمل مع إحدى منظماتهم، وهي الجمعية الشركسية العالمية.
عندما تواجه روسيا من قبل مجموعة تعتبرها هامشيّة، تقوم موسكو أوّلاً بتجاهلها ثم تهاجمها، وذلك إذا رأت أن الحملات عليها لن تعمل لمصلحة المجموعة. لكن فقط إذا خلص المركز الروسي الى أن المجموعة لا يمكن تجاهلها فإنه يعبر عن الرغبة في العمل معها، وذلك غالبا ما تكون المرحلة الأولى في محاولة من قبل موسكو لإثارة الإضطراب في المجموعة أو السيطرة عليها.
منذ ان استقطب الشركس الاهتمام الدولي في الفترة التي سبقت أولمبياد سوتشي، قامت وسائل الإعلام الروسية بمهاجمة تلك المجموعة بشكل روتيني التي تسعى إلى أن تعلن روسيا أن الطّرد في عام 1864 كان عملاً من أعمال الإبادة الجماعية، وللسماح في عودة شراكسة الشتات إلى وطنهم، ولتشكيل جمهورية شركسية موحّدة في شمال القوقاز.
وهذه الحملات مستمرة الآن، في الواقع، إذا كان هناك أي شيء، فهي تشتد وتحاول تقديم القضية الشركسية كما لو أنّها ابتداع من الاستخبارات الغربية والإسرائيلية بدلا من أن تكون من نتاج تاريخ خمسة ملايين من ذلك الشعب القوي، الذي لا يزال عشرة في المئة منه في روسيا (kremlinpress.ru/news/analitika/cherkesskaya-karta-kto-razzhigaet-mezhnatsionalnuyu-nenavist/).
ولكن على الرغم من ذلك، فقد قررت موسكو على ما يبدو أن القضية الشركسية أصبحت قضية لم يعد بامكانها أن تتركها مُقْتصََرة على مُروّجي الدعاية، وقررت التعاون مع بعض الشركس من أجل ااستغلال جزء من تلك الأمّة ضد القطاعات الأخرى، واستخدام نفوذها أو حتى السيطرة على هذا الجزء كوسيلة لتعزيز خط موسكو فيما يتعلق بالشؤون الشركسية.
هذا لا يعني أن الشركس يمكنهم التّخفيف من يقظتهم إزاء التّغلغل الروسي نظرا لنجاح موسكو منذ فترة طويلة في نشر الإضطراب بين الجماعات المهاجرة، لكن ذلك يعني أنه حتى الشركس الذين ليس لهم صلات مع المجموعة التي يقول لافروف بأنه يريد التعاون معها، يمكن أن يشجعهم من خلال ما حدث.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار خاوتي سوخروكوف، رئيس الجمعية الشركسية العالمية وهو شخص ينظر اليه العديد من الشركس بعين الريبة بسبب مواقفه المؤيدة لمواقف موسكو، أنه تم توجيه الدعوة له لعقد اجتماع للمنظمات غير الحكومية في وزارة الخارجية الروسية وانّهُ تحدث مع لافروف (kavpolit.com/articles/mcha-27163/).
وردا على خطاب سوخروكوف الموالي لروسيا، اشار وزير الخارجية الروسي أن هذه هي المرة الأولى التي كان الشركس حاضرين فيها في جلسة وزارة الخارجية مع المنظمات غير الحكومية وأنّهُ “أعرب عن رغبته في المستقبل للتعاون مع الجمعية الشركسية العالمية وسوياً معها لتعزيز العلاقات مع الشتات الشركسي من أجل مصلحة [روسيا]”.
بول غوبل
ترجمة: عادل بشقوي
المصدر: