وطنيوا شركيسيا يقدمون شكاوى لمنظمات حقوق الإنسان الدولية بخصوص عدنان خواد



ترجمة: عادل بشقوي

قدم وطنيوا شركيسيا شكاوى إلى المنظمات الرئيسية الدولية لحقوق الإنسان تتعلق بالقمع غير المشروع الذي تمارسه روسيا ضد عدنان خواد .

أرسل وطنيوا شركيسيا شكاوى إلى المنظمات الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان، وهي منظمة العفو الدولية ، وهيومن رايتس ووتش، ومؤسسة حقوق الإنسان  وحركة حقوق الإنسان العالمية ، تتعلق بالقمع غير المشروع ضد عدنان خواد من قبل روسيا. وفيما يلي النص.

***

الموضوع: القمع غير المشروع من قبل روسيا ضد عدنان خواد، المدافع عن حقوق الإنسان الشركسي.

كما هو معروف للجميع، فإن قوات الأمن الروسية، بما في ذلك خدمة الأمن الفيدرالية (FSB)، تحافظ بشكل دائم على شن حملة من المضايقات ضد عدنان خواد الذي هو من العائدين إلى الوطن ومن سكان مدينة مايكوب، وهو يعتبر شخصية شركسية معروفة وناشط يعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليّة الشركسيّة. ويحاكم عدنان خواد باستمرار وكذلك يتم التحقيق معه ويعتقل من قبل السلطات الروسية من أجل الترهيب الذي يهدف إلى منعه من النضال من أجل الحقوق الشركسية أمام الرأي العام في روسيا. الأدوات المخفية المذكورة تجرى بواسطة ما يسمى الأشكال القانونية التي تستند كليا على تجريم وهمي مثل خرق قانون حماية المستهلك.

عشية يوم 21 مايو/أيار 2016، الذي يصادف يوم الحداد والنفي للشراكسة، جرى اعتقاله بذريعة مخالفة مرورية قديمة بحجّة تجاوزه لإشارة مرور حمراء، لكن وفقا لشهود عيان قادمين عنده من فنلندا كضيوف، قالوا بأن ذلك لم يحدث. وفي 5 / 5 / 2016، أوقف شرطي مرور سيارته، في حين ان شهوداً هناك، رصدوا حضور وحدات شرطة إضافية، واصبح مجموعها 8 سيارات شرطة، أخذت عدنان خواد إلى السجن لاحتجازه، وبعدها حكمت عليه المحكمة بتاريخ 6 / 5 / 2016 بالسجن لمدة 15 يوماً. لكن، قامت خدمة الأمن الفيدرالية الروسية بالتأمر وكانت تنوي أن توجه إليه تهمة تقديم رشوة لشرطي. وعقوبتها السجن لما لا يقل عن ستة أشهر سجن إضافية للخمسة عشر يوماً المذكورة آنفاً.

في السابق، تم اعتقال عدنان خواد وحكم عليه بالسجن عدة مرات لأسباب سياسيّة، وعلى سبيل المثال، من أجل الضغط عليه بسبب إجراء إحتجاجات ضد أولمبياد سوتشي، والّتي جرى إقامتها في العاصمة الشركسية التاريخية، حيث تم احتجاز مجموعة من الناشطين الشركس بما في ذلك عدنان (https://www.hrw.org/…/18/russia-new-harassment-olympic-crit…).

وأحد هذه الأمثلة للإضهاد والإتهامات الباطلة جرى في 15 / 12 / 2015، حيث جاء ضباط من خدمة الأمن الفيدرالية إلى محل لبيع السجاد تعود ملكيّتهُ لعدنان خواد، تحت غطاء التحقيق في شأن حقوق المستهلك، حيث قاموا بارتكاب أعمال عنف ضدّهُ وضد ابنته وموظفة أخرى، لكن بعد ذلك اتهم الضباط عدنان خواد بأنّهُ هو وابنته والموظفة انهالوا بالضرب على عضو في خدمة الأمن الفيدرالية. وعلى أثر هذه التهمة الشّاذّه، أصدرت المحكمة أحكاما بالسجن عليهم وأرسلتهم إلى السجن.

الأساس المنطقي للتحقيقات “الدرامية" والمحاكمات هو لإيجاد عائق للأنشطة عبر العالم الّتي تتعلّق “بالإبادة الجماعية الشركسية” و “النّفى الشركسي” و “القضيّة الشركسية.” في الواقع، فإن موقع سوفيتسكايا أديغي، وهي الصّحيفة الرسمية لجمهورية أديغيا والتي تعتبر وحدة فيدرالية في روسيا، استهدفت عدنان خواد في عددها الصادر يوم 2 / 2 / 2016 (http://советская-адыгея.рф/…/6064-po-kovr…). وكان عنوان المقال المعادي “العداء على السجاد الأحمر” في اشارة إلى محل عدنان خواد لبيع السجاد. في المقال المذكور، تم ذكر “الإبادة الجماعية الشركسية” والمطالبات للاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية للبرلمانات في كل من أوكرانيا، وبولندا، واستونيا، ولاتفيا ومولدافيا، حيث اعتبر ذلك وكأنّه بأمرٍ من الدول الغربية، الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسسة جيمس تاون، وبول غوبل، وبول هينز والصهيونية. وهكذا، يمكن القول أن عدنان خواد يعتبر عدواً رسمياً بالنسبة لروسيا.

عدنان خواد يعبر عن أفكاره بشأن “القضية الشركسية” عبر السبل والوسائل الديمقراطية والقانونية والسلمية بشكل مطلق، لكن تم اعتقاله ومضايقته وجرى وضعه تحت ضغط التهديدات الصريحة والمستترة.

لقد تم اعتقاله بصورة غير قانونية لكونه خصما لسياسة روسيا تجاه الشركس. وتوجية كل الإتهامات الواضحة من الملاحقات القضائية والإفتراءات.

من الواضح أن المعاملات المذكورة تنتهك حقوق الإنسان. ونحن في قلق عميق حول عدنان خواد.
نحن بطيه نعرض لكم قضية عدنان خواد. وسيكون اهتمامكم في هذه المسألة محل تقدير.
يرجى الإطّلاع أدناه على ملخص “القضيّة الشركسية.”
مع وافر الإحترام.

وطنيوا شركيسيا،
منظمة غير حكومية


ملخّص القضيّة الشّركسيّة:

في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقعت الإبادة الجماعية ضد الشعب الشركسي (الأديغي)، عندما أبيدت أغلبية كبيرة من الشركس من قبل الإمبراطورية الروسية من أجل الإستيلاء على شركيسيا، الوطن الشركسي (الأديغي). وأُجبِر الذين نجوا على ترك وطنهم وتم ترحيلهم ونفيهم بشكل جماعي، وكما خطّطت له الإمبراطورية الروسية، حيث لقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم خلال عملية الإبعاد. ووفقا لشعار الجنرالات الروس والسلطات الروسية، كانت الإمبراطورية الروسية تحتاج الى “الأرض التي تعود إلى الشركس، وليس للشركس أنفسهم.”

لقد استمر النفى أيضا بعد عام 1864 تحت أعذار وأقنعة مختلفة، وقد تم تنفيذ جميع أنواع الضغوط لجعل حفنة من الشركس بقيت في الوطن عبر استعمال بعض الوسائل لمغادرة وطنهم أيضا. الوثائق ذات الصلة موجودة في الأرشيفات بالإضافة إلى الوثائق التي تم نشرها لشهود عيان بناء على مشاهدات شخصيّة.

واليوم، فقط عُشْر السكان الشركس (الأديغه)، حوالي 700،000 نسمة، يعيشون في قطعة من الأرض التي يمكن أن تُصوّر وكأنها قطعة صغيرة مبعثرة ومُقسّمة من شركيسيا التاريخية. أفراد الشعب الشركسي، على الرغم من كونهم أمة واحدة، تم تجاهلهم من قبل الإدارة السوفياتية وخليفتها، إدارة الفيدراليّة الروسية، كي يعيشوا منفصلين عن بعضهم البعض، في جيوب سياسية وإدارية مختلفة، وبأسماء مختلفة كما لو أنها قوميات مختلفة ومعزولة عن بعضها البعض.

في الوقت الحاضر، وبسبب الإبادة الجماعية الشركسية والإبعاد، اضطر 90٪ من السكان الشركس للعيش خارج وطنهم، منتشرين في أكثر من خمسين بلدا في جميع أنحاء العالم. إن “حق السكان الأصليين يتأتّي عبر الإلتصاق بالوطن” باعتباره حقاً أساسياً من حقوق الإنسان للشراكسة في المنفى الذي يقتصر تقريباً على شيء غير موجود. ترفض الفيدرالية الروسية السماح للشركس في المنفى بالعودة إلى وطنهم الشركسي حتى لو كان ذلك لأغراض إنسانية مُلِحّة. إن طلب الشركس في سوريا الذين احتُجزوا في نار الاضطرابات المدنية بين الجانبين في الحرب الداخلية المستمرة والتي لا تزال مستعرة من خلال كل آلام الصراع في العودة إلى وطنهم بسبب خطر الموت، الّذي لم يتم حتى تناوله بعين الاعتبار من قبل الفيدرالية الروسية.

المصدر: