الجهود التي يبذلها رئيس بلدية أولان-أودي الذي هو من أصل روسي لإقامة نصب تذكاري تكريما للقوزاق تم اعتراض سبيلها نتيجة لاعتراضات من نشطاء بوريات الذين استندوا إلى أحكام إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية ، بحث رئيس جمهورية بورياتيا لنقض قرار رئيس بلدية عاصمة تلك المقاطعة.
إن استحضار إعلان الأمم المتحدة بذلك يعني أن ما قد يكون على خلاف ذلك بجدل محلي بسيط جدا لجذب انتباه أي شخص لديه القدرة على أن يصبح صرخة للإستنجاد ليس فقط للجمهوريات غير الروسية الأخرى داخل الفيدرالية الروسية ولكن أيضا للجمهوريات السوفيتية السابقة كذلك (asiarussia.ru/news/8408/).
ويحدد الإعلان أن “الشعوب الأصلية أصبحت ضحايا المظالم التاريخية كنتيجة ضمن أمور أخرى من استعمارها وفقدان أراضيها واقاليمها ومواردها التي منعت إدراكها على وجه الخصوص لحقها في التنمية فيما يتعلق باحتياجاتها واهتماماتها”.
بسبب ذلك الماضي، يكمل الإعلان، وقعت حكومات الدول التي تعيش فيها الشعوب الأصلية والتي وقعت على الإعلان كما فعلت روسيا واتخذت على عاتقها مسؤولية التوصل إلى اتفاق مع هذه الشعوب قبل “اتخاذ تدابير تنفيذيّة قانونية أو إدارية قد تؤثر عليها.
الاحتجاج الناجح لهذا العهد للأمم المتحدة يحتمل أن يكون له تطبيق على نطاق واسع في الفيدرالية الروسية، ولكن حتى النزاع الواضح الذي أدى إلى هذا العمل هو مثير للإهتمام كمؤشر للتوترات بين العرقيّين الروس والأقلّيّات وبين المسؤولين المنتخبين مثل رئيس البلدية في هذه الحالة والذين تعيّنهم موسكو مثل رئيس الجمهورية.
في وقت سابق من هذا العام، تبنت حكومة جمهورية بورياتيا سياسة قومية تسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالح مختلف القوميات التي تعيش على أراضيها وحيث أن ممثلي تلك القوميات شعرت أن لا شيء يمكن أن يتم عمله لأيٍ منها من دون موافقة الآخرين.
لكن بعد ذلك، ألكسندر غولكوف من أولان-أودي تجاهل تلك التوقعات، والذي دعا إلى اجتماعٍ للروس حيث لم تتم دعوة أيٍ من البورياتيين، وقرر من جانب واحد إقامة نصب تذكاري للقوزاق الذين جادل في أنّهم هم الذين أسّسوا مدينته. ولم يكن من المستغرب أن يغضب بعض البورياتيين من هذا الإجراء.
حتى أن ذلك أثار البعض للإصرار على أن “أولان-أودي هي المدينة الأكثر قدما في روسيا”، وأن الذين قاموا بتأسيس [تلك المدينة] هم الهون (Huns)، وليسوا القوزاق” الذي جاؤا بعد ذلك بقرون. وأعلنت الصحفية تاتيانا نيكيتينا (Tatyana Nikitina): “إذا كان أي شخص يستحق نصبا تذكاريا في أولان-أودي، فإنّهم الهون وليسوا القوزاق”.
امتلأت وسائل الإعلام في بورياتيا بالقصص التي شدّدت على أن أفراد “الشعب البورياتي الأصلي هم ضد إقامة نصب تذكاري للقوزاق المستعمرين على أراضي أبناء بورياتيا الأصليين”، واتهمت رئيس البلدية غولكوف وفريقه باتخاذ إجراءات قد تروق للروس ولكنها أساءت إلى البورياتيّين.
وكانت إحدى المجموعات من الناشطين البورياتيين غاضبة لا سيما أن غولكوف كان قد قال لإحدى صحف الجمهورية انه كان لديه “عيب واحد فقط: {بأنه لم يكن عضوا في قومية فخرية}”، وذلك تعليق اعتبره البورياتيون إهانة لهم ومحاولة لحشد الروس المحليّين على حد سواء.
هدد تصرّف رئيس البلدية باثارة اشتباكات بين ذوي الأصول الروسية والبورياتيين، ومن أجل منع ذلك، ونظرا لأن وظيفته قد تكون على المحك إذا وقعت مثل هذه الإشتباكات، فإن رئيس الجمهورية فياتشيسلاف ناغوفيتسين (Vyacheslav Nagovitsyn) قام في أوائل يونيو/حزيران بإلغاء قرار رئيس البلدية وأعلن بأنه لن يكون هناك نصبا تذكاريا للقوزاق في وسط العاصمة.
بول غوبل
ترجمة: عادل بشقوي
المصدر: