شراكسة الأردن يسعون لإعلان ''حركة شركسية عالمية''


كشف أعضاء في المجلس العشائري الشركسي في الأردن، الأربعاء، نيتهم حشد جهود شراكسة العالم في القوقاز والشتات، للإعلان عن ولادة حركة شركسية عالمية، تعنى بمطالبة روسيا، بالاعتذار من الشركس، عمّا يصفونه بـ"الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحقهم خلال حرب القوقاز (1763-1864)".

وقال أعضاء في المجلس العشائري الشركسي لمراسل الأناضول في العاصمة الأردنية، "إن الشركس في الأردن يتمتعون بكامل حقوق المواطنة، منذ تهجيرهم من القوقاز عام 1878، إلا أن ما تعرضوا له من تهجير وإبادة، يدفعهم إلى السعي نحو إبراز قضيتهم عالمياً، لانتزاع اعتراف واعتذار من روسيا عما اقترفته بحقهم من اضطهاد"، وفق تعبيرهم.

وصرح "اسحق مولا" رئيس الحراك السياسي الشركسي في الأردن، أن ناشطين شراكسة، شرعوا بمخاطبة أبناء قوميتهم في 43 دولة في العالم، لإبداء رأيهم حول هذه الفكرة، وأن الفكرة لاقت استجابة ايجابية بشكل سريع.

وأضاف مولا (وهو لواء متقاعد من الجيش الأردني وسفير أسبق للأردن في سلطنة عمان)، أن الهدف من الوصول إلى إعلان الحركة الشركسية العالمية، هو توحيد جهود الشركس في مختلف دول العالم، وصولاً إلى تحقيق مطالبهم العادلة، ابتداءً من مطالبة روسيا الاتحادية بالاعتراف والاعتذار رسمياً للشعب الشركسي، لما جرى له من "مصائب وويلات في الحقبتين القيصرية والسوفييتية"، وذلك بحكم مسؤوليتها القانونية والتاريخية عن "المأساة الشركسية".

ونفى مولا أن تكون الحركة مدعومة من جهات غربية معادية لروسيا، وقال: "نعرف من يروج لهذا الحديث، ولكنه لا يهدف إلا لشق الصف الشركسي، علينا أن نتعلم من تجاربنا السابقة، فوحدتنا هي سبيل حصولنا على مطالبنا المشروعة".

وبدا عضو البرلمان الأردني الأسبق عن المقعد الشركسي "روحي شحالتوغ"، متعلقاً كثيراً بخارطة "وطنه الأم القديمة التي احتلت روسيا معظمها"، وفق تعبيره، وأخذ بالشرح المستفيض عن أراضي الشركس "التي احتلتها روسيا"، وكيف أنها تناقصت "من نحو 320 ألف كيلو متر مربع، إلى أقل من 40 ألف كيلو متر مربع".

من جهته، أوضح "محمد شعيب حمزوق" - أحد أبرز الإعلاميين في الأردن - أنه يأخذ بدوره في حمل الهم الثقافي والتاريخي لوطنه الأم "القوقاز"، قائلاً: "نسعى إلى الحفاظ على هوية الأمة الشركسية لغة وتراثاً وثقافة وفلكلوراً، من خلال تدريس لغة الأديغة المهددة بالانقراض، وإنشاء المدارس والمعاهد والمؤسسات والهيئات الثقافية والعلمية والفنية، والعمل على إنشاء صندوق قومي شركسي يساهم فيه جميع الشركس بشكل طوعي لخدمة القضية الشركسية".

ويضيف حمزوق: "لقد فقد الشعب الشركي في الحرب مع الروس أكثر من مليون إنسان، على مدى 100 عام ونيف، كما تم تهجير 90 بالمئة ممن تبقى منهم في الوطن الأم إلى الدولة العثمانية، ويعيش الشراكسة على 10 بالمئة من الأراضي التاريخية للشعب الشركسي"، وفق تعبيره.

يشار أن مجلس العشائر الشركسي في الأردن قد تأسس عام 1962، ويضم (24 عضوا) يتم تعيينهم بمرسوم ملكي، ويعنى المجلس بالتقريب بين وجهات النظر في حال وجود خلافات بين العشائر الشركسية فيما بينها، أو تلك التي تحدث مع العشائر الأردنية المختلفة.

ويوجد في الأردن نحو 200 ألف شركسي، وفق أرقام غير رسمية.

قدم الشركس إلى الأردن عام 1878، عقب تهجيرهم من قبل روسيا القيصرية أبان حرب القوقاز، ويقطنون مناطق العاصمة عمان ومدينة الزرقاء (30 كم شرق العاصمة)، ويتمتعون بكافة حقوق المواطنة في الأردن، ويحملون جنسيتها منذ تأسيس المملكة.

وفي حين لا توجد أرقام رسمية لأعداد الشركس في العالم، تشير إحصاءات الشركس أنفسهم، إلى أن عددهم في العالم يبلغ نحو 6 ملايين، يوجد نحو 4 ملايين منهم في تركيا، ومليون في الجمهوريات الشركسية الفيدرالية التابعة لروسيا الاتحادية وهي (الأديغة، وقره شاي جركيسيا، وقباردينو - بلقاريا)، في حين يوجد نحو 200 ألف منهم في الأردن، إضافة إلى وجودٍ شركسي في كل من سوريا وفلسطين. (حمزة العكايلة - الاناضول )