تبليسى الجميلة .. مدينة الدفء والينابيع الحارة


تبليسى هى عاصمة جورجيا وأكبر مدنها ويشق وسطها نهر كورا الشهير .

عرفت لدى العرب في العصور الوسطى باسم تفليس بكسر التاء وقد ظل هذا الاسم رسميا حتى عام 1936 حينما غير الاسم إلى تبليسى .

ويشتق اسم تبليسى من الينابيع الحارة حيث أن كلمة تبيلى بالجورجية تعنى المكان الدافئ وكان ملك جورجيا في القرن الخامس ميلادي قد بنى المدينة بالقرب من هذه الينابيع الحارة.

تأسست المدينة في القرن الخامس ميلادي على يد ملك جورجيا وفتحها العرب عام 735 بقيادة مروان بن محمد زمن ولايته على أرمينية وأذربيجان كانت المدينة مسكونة منذ الألف الرابع ق.م، أما أول ذكر لها في المدونات الكتابية فيعود إلى القرن الرابع الميلادي.

وقد نمت المدينة بفضل موقعها المهم على ملتقى الطرق التجارية التي تربط شرق جورجية مع جنوب شرق القفقاس وإيران وأرمينية وتركية وسورية، وصارت عاصمة لشرق جورجيا فى عهد ملكها داتشا بن الملك فاختانج الأول بدلاً من العاصمة القديمة متسخيتا.

وقد دخل العرب المسلمون جورجيا في منتصف القرن السابع الميلادي، في العام 22 هجري، وكان قائد الفتح حبيب بن مسلمة وذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وقد فرضت الجزية على السكان بمقدار دينار عن كل أهل بيت.

وبدءاً من ثلاثينات القرن الثامن الميلادي أصبحت تبيليسي عاصمة لما سُمي بالإمارة العربية، وقد استمرت هذه الإمارة بالوجود حتى عام 1122 حين قضى عليها الملك الجورجي دافيد الذي جعل من تبيليسي عاصمة للمملكة الجورجية الموحدة.

في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي، تعرضت جورجيا لهجوم جيوش تيمورلنك، مما أحدث تدميراً كبيراً شمل العاصمة تبيليسي.

وخلال الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلاديين، تعرضت لهجوم العثمانيين، والصفويين.

وفي عام 1802 ضُمَّت جورجية إلى القيصرية الروسية، وتحولت المدينة إلى مركز إداري لمحافظة جورجية، وفي العام 1846 صارت مقرّاً للقيادة العسكرية الروسية في القفقاس.

في 25 فبراير 1921 استولى الشيوعيون على السلطة فى جورجيا ، وأصبحت تبيليسى عاصمة لجمهورية جورجيا السوفييتية الاتحادية، وحين تفكّك الاتحاد السوفيتى عادت تبيليسي لتصير عاصمة جمهورية جورجيا المستقلة.