روسيا تبدأ ترحيل الشركس الذين عادوا إلى الوطن من تركيا


قامت دائرة الهجرة الفيدرالية الروسية بإرسال رسائل إلى الشركس في تركيا، وهم الذين تم السماح لهم العودة من المنفى إلى وطنهم في شمال القوقاز، حيث تقول الرسائل ان موسكو ألغت تصاريح إقامتهم، وأنه يجب أن يتركوا الفيدرالية الروسية والعودة إلى تركيا.

وفقا لعسكر سوخت، رئيس منظمة أديغه خاسه في مقاطعة كراسنودار، فإن هذا التصرف يمثل محاولة “ترحيل جماعي للمواطنين الشّركس لتركيا” ويجب أن تعارضه المنظمات الشركسية في كل من شمال القوقاز والخارج (kavpolit.com).

فمن جهة، المسؤولين الروس يفعلون أكثر قليلاً من التمديد إلى الشركس الذين يحملون جوازات سفر تركية، وهي نفس السياسة التي تم تطبيقها على المواطنين الأتراك الآخرين المقيمين في روسيا منذ اسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات التركية ما أدى إلى تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة.

لكن من الجهة الأخرى، فإن مثل هذه التحركات الروسية ضد الشراكسة ستبدو أكثر بكثير من ذلك، لأن موسكو رفضت وضع المواطنين للشركس الذين يسعون إلى العودة من سوريا إلى شمال القوقاز ولأن الحدث المميز لتاريخهم القومي كان ويبقى الطرد والإبادة الجماعية للشركس في عام 1864 من قبل القوات الروسية.

ونتيجة لذلك، فإن أي تحركات روسية لطرد أحفادهم يولد حتما القلق والغضب بشأن مخطط موسكو الأكبر من ذلك. في الواقع، فإن حقيقة أن السلطات الروسية فعلت ذلك خلال عطلة الشتاء الطويلة بحيث يلاحظ ذلك قلة من الناس مما يعني بأنه حتى القليلين منهم قلقون بشأن عواقب أفعالهم.

يقول سوخت أن من بين الشركس الذين تم الطلب منهم المغادرة، العديد من الذين عاشوا في روسيا عدة عقود، وتقدموا بطلب للحصول على الجنسية، حيث قاموا بتنشئة أطفالهم هناك، وقد “ربطوا مستقبلهم مع روسيا.” والآن، تماما كما حدث لأسلافهم قبل 150 عاماً، تم إبلاغهم بالخروج.

ويقول الناشط الشركسي أنه “يجب الدفاع عن حقوق المواطنين واستعادتها إلى أقصى مدى” وأن قيادة جمهورية قباردينو-بلكاريا ، والجمعية الشركسية العالمية، وفيدرالية المنظمات القوقازية في تركيا ، يجب أن “تتدخل على الفور كي يتم تسوية هذا الوضع.”

في حين أن سوخت لا يدعو لذلك، فإنه ينبغي على جماعات حقوق الإنسان وجميع الناس ذوي الإرادة الطيبة أن تنضم إلى هذا الجهد وأن يشيروا إلى موسكو بانها لا تنتهك فقط حقوق مجتمع قامت أنظمة الدولة الروسية بانتهاك حقوقه عدة مرات في السابق، لكن تقوم السلطات الروسية بالتصرف خلافا لمصالحها الخاصة عن طريق المزيد من الإساءة للشركس.

هناك أكثر من 800،000 شركسي في شمال القوقاز، في وطنهم التاريخي ومركز دولتهم قبل الغزو الروسي والطرد  الذي تعرضوا له في عام 1864، وهناك أكثر من خمسة ملايين منهم في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في المراتب العليا في المؤسسات العسكرية والأمنية في كل من تركيا والأردن وأماكن أخرى.

بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي