ما هو مستقبل الفيدرالية الروسية


بول غوبل - ستاونتون، 5 أغسطس/آب 

ترجمة: عادل بشقوي


منذ ما يقرب من 60 عاما، نشر المهاجر والباحث الروسي البارز آي.إى كورجانوف كتابه بعنوان “شعوب الإتحاد السوفياتي والمسألة الروسية”، والذي قال فيه بأن مصير ذلك البلد اعتمد بدرجة أقل على ما فعله غير الروس من الكيفية التي بيّنت رد فعل الذين هم من أصل روسي.

تلك الفكرة أساسية لفهم كيفية تفكك الاتحاد السوفياتي كما حدث ولادراك القوى التي تهدد بتمزيق الإمبراطورية التي ستخلفها، وهي الفيدرالية الروسية. هذه القوى هي الآن معروضة في رسالة الى نائب في مجلس الدوما عن فورونيج (Voronezh) تطالب بأنه يجب الإعلان بأن الروس هم “الشعب الذي يشكل النسيج الاجتماعي” في تلك المقاطعة.

إذا تمت الموافقة على طلبها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى طلبات مماثلة في المناطق ذات الأغلبية العرقية الروسية الأخرى في البلاد، مما أدى ليس فقط للمزيد من الجهود من قبل الجمهوريات غير الروسية التي لا تعلن الآن اسم قوميتها “التي تشكل قوام سكانها” ولكن أيضا حملة للإدراج بأن العرقيين الروس “يشكلون قوام”  الأمة في البلاد ككل.

ومثل هذا الطابع العرقي على التشكيلات السياسية ضمن حدود الفيدرالية الروسية، هو اتجاه جعل تعليقات غير محسوبة أدلى بها فلاديمير بوتين وآخرين تشجع، ويمكن أن تعيد ابتداع بعض من نفس الضغوط التي قوّضت وفي نهاية المطاف دمّرت الاتحاد السوفياتي قبل جيل من الآن.

على أقل تقدير، فإن ذلك يؤدي إلى تصاعد الحساسيات العرقية والمزيد من التوترات بين شعوب الأغلبية والأقلية ضمن مواطني الفيدرالية والبلاد ككل، وتوجد وضعا يكون فيه الاستقرار محفوظاً ويأتي بعدها فترة من القمع أكثر من أي وقت مضى.

حالة فورونيج هي رائعة في حد ذاتها. الفروع الإقليمية للحزب الوطني الديمقراطي (National Democratic Party)، ونقابة الصحفيين التحليلين (the Guild of Analytic Journalists) واتحاد صحفيي روسيا (Union of Journalists of Russia) نشروا رسالة مفتوحة إلى النائب في مجلس الدوما أركادي بونومارييف (Arkady Ponomaryev) في صحيفة أوبلاست (oblast) 

(http://4pera.ru/news/picture_of_the_day/russkie_natsionalisty_voronezha_obratilis_k_molochnomu_oligarkhu/ و http://nazaccent.ru/content/17093-v-voronezhe-potrebovali-zakrepit-za-russkimi.html).

يبدأ الكتاب بالتأكيد على أن منطقتهم شهدت: أشياء فظيعة” في الآونة الأخيرة، بما في ذلك ارتفاع في نسبة الجرائم العرقية الموجهة ضد الروس واستغلال الانقسامات العرقية من قبل السلطات كوسيلة لحفظ الجميع في التعنيف. يجب أن ينتهي ذلك، حسبما ترى المجموعات الثلاث.

ويقولون، “من وجهة نظرنا”، المسألة الروسية في إقليم فورونيج تتطلب قرارا فوريا، لكن على وجه التحديد، يؤدّي فقدان الشعب الروسي لوضع رعايا قانونيّين على أراضي المنطقة إلى إمكانية ظهور فوضى متعدّدة القوميات”.

وفقا للرسالة، “أقرب كيان روسي [عرقي]، كما هو معروف عنه في الصين موجود في مقاطعة إنهو الروسية (Enhue-Russian)”.

وعلاوة على ذلك، تشكو الرسالة، من أن أي شخص “يبدأ في الكلام داخل البلاد عن حقوق الروس سيقع عليه الإشتباه بالتطرف. وقد أدى الطلب لتثبيت الطابع الروسي لروسيا في الدستور لاتهامات في العمل على انهيار البلاد، على الرغم من حقيقة أن الغالبية العظمى من الجمهوريات في روسيا … تتضمن قوانينها الأساسية اشارة إلى القالب الفخري في الرجوع إلى الشعوب — والدفاع عن حقوقهم“.

كل ما نطالب به، يقول الكُتّاب الروس، هو أن يبدأ النائب في مجلس الدوما الروسي عملية تعديل شكل ميثاق إقليم فورونيج بحيث يتم تحديد “الوضع القانوني للشعب الروسي بموجب تشكيل المنطقة تماما مثلما تم بالفعل في كومي (Komi)، وتتارستان (Tatarstan)، وكاريليا (Karelia) تجاه الكوميين والتتار والكاريليين.