الثلاثاء، 28 نيسان، 2015
جانبلات شكاي
كالعادة وفي الموعد والمكان ذاته، شارك أكثر من عشرين من "تحماتات" قريتنا باللقاء الشهري لأهالي مرج السلطان في مقر الجمعية الخيرية الشركسية بركن الدين في دمشق.
اقتصر اللقاء في معظمه على أهالي القرية، وانضم إليهم قبيل انتهائه رئيس الجمعية الأستاذ عدنان قبرطاي.
وحضر اللقاء أحد أكبر معمري القرية العم محمد محي الدين عثمان (ياشار تشرمت – أبو وسيم)، والمختار محمد إحسان أبدة، ورئيس اللجنة الإدارية لفرع الجمعية الخيرية الشركسية في مرج السلطان كامل عبد السلام، إضافة إلى باقي الوجوه النيرة كما في الصور المرفقة.
وقبل الدخول في تفاصيل النقاشات التي دارت، عبر الحضور عن سعادتهم البالغة لهذا اللقاء الذي بات دوريا، وخصوصا تجاه الجلسة الأخيرة التي شارك فيها ياشار تشرمت، كما استهل الحديث في البداية التشرمت الذي عبر بدوره عن فرحه البالغ للقائه بكل هؤلاء الحضور من أهالي قريته الغالية، مشددا على أن بعضا من روحه المسلوبة قد عادت إليه وأنه سيعيش نشوة هذا اللقاء لأيام عديدة وخصوصا أن الحضور الذين شتتهم الأزمة جاء بعضهم من ضاحية حرستا شرقا ومن ضاحية قدسيا غربا ومن الكسوة جنوبا ومن العديد من أحياء دمشق وريفها.
وبسبب تواصلي الدائم مع أهالي القرية الصامدين أو مع الجمعية، وضعت الحضور في صورة آخر المستجدات فيما يتعلق:
1. إعادة إدراج أسماء نحو 240 عضوا في قوائم الإغاثة الخاصة بمقر الجمعية في ركن الدين بقرار من رئاسة اللجنة العليا للإغاثة في سورية يعبر عن "توجه وطني" بعد أن استبعدتهم محافظة دمشق، وقسم كبير من هؤلاء هم من العائلات النازحة عن مرج السلطان، ما يعني عودة استفادتهم قريبا من الإغاثة التي توزع بمركز ركن الدين بعد انقطاع زاد عن أربعة أشهر.
2. إعادة التأكيد على آخر الأخبار التي تتعلق بأوضاع الموقوفين والمفقودين والمخطوفين، والتي يمكن اختصارها بصدور قرار بتسوية أوضاع جميع الموقوفين الذين وردت أسماءهم في اللوائح التي رفعتها الجمعية إلى وزارة المصالحة أو العدل أو لجنة المصالحة في مجلس الشعب، والعمل على التسريع في إخلاءات سبيل أو اجراءات المحاكمات لكل من "لم تتلوث أيدهم بالدماء"، مع التوضيح أن الأمر معقد للغاية وسيحتاج إلى مزيد من الوقت.
3. توضيح الأوضاع في القرية وطبيعة العمل الذي تنجزه اللجنة الشبابية التي نجحت في تأمين مواد غذائية مختلفة بشكل دوري مثل السكر والرز والبرغل والسميد والطحين والخبز وغيرها بأسعار تساوي ثلث أسعارها الدارجة تقريبا، ما خفف كثيرا على أهلنا الصامدين، إضافة إلى مواظبة الشباب على حراسة القرية، مع اجماع الحضور بأن التلاعب بدعم هؤلاء هو بمثابة خط أحمر يجب أن لا يقرب منه أحد لأن دعمهم ليس لدورهم في حماية القرية والسهر على سلامة أهلنا ومساعدة المرضى منهم وإسعافهم، وإنما حتى لا يضطروا لأن يلجؤوا لأي جهة كانت.
4. تم وضع الحضور بصورة النشاطات التي تقوم بها الجمعية الشركسية لخدمة أهلنا في التجمعات التي لجؤوا إليها وخصوصا عبر العقود التي نجحت لجنة الإغاثة وإدارة الجمعية من الحصول عليها خلال الفترة الماضية والفترة المقبلة من المنظمات الدولية والتي ساهمت برفع واردات الجمعية الشركسية السنوية من نحو ثلاثة ملايين قبل الأزمة إلى أكثر من 208 مليون ليرة العام 2014 دون احتساب قيمة المواد الإغاثية الغذائية وغير الغذائية التي توزعها الجمعية.
وتم هنا توضيح الأسباب التي تحول دون مقدرة الجمعية الشركسية على مساعدة أهلنا الشراكسة اللاجئين من فلسطين إلى سورية على اعتبار أن الأمر مرتبط بقرارات حكومية تحصر مساعدة هؤلاء بمنظمة "أونروا".
كما تم الاقتراح بضرورة دعوة أهلنا للعمل على تسديد اشتراكاتهم السنوية للجمعية والتي لا تزيد عن 180 ليرة كنوع من رد الجميل، والدعوة إلى تنسيب أبناءنا وإخوتنا إلى الجمعية.
وقد شرح بشكل مكثف آلية وطبيعة العقود الموقعة مع المنظمات الدولية عضو لجنة الإغاثة الأخ بسيم ابراهيم، الذي أوضح إعادة استئناف العمل من منتصف الجاري ولمدة عام كامل بعقد جديد مع منظمة اليونيسف الخاص بتأمين الاستشفاء المجاني الكامل للأطفال وللنساء بكل ما يتعلق بالحمل والولادة، وهو عقد أمن نحو 80 فرصة عمل في فروع الجمعية بجنوب سورية إضافة إلى ادراج فرع حمص في العقد الجديد، وأن حصة شباب مرج السلطان من فرص العمل هذه زاد عن 10 بالمئة فيما يتعلق والمنطقة الجنوبية.
واتفق الحضور على تكليف فرع الجمعية في مرج السلطان أن يتم انتقاء الاسماء في عقود العمل القادمة.
وبين الأخ بسيم عن اقتراب الجمعية من توقيع عقد آخر مع منظمة الصحة العالمية لتأمين الاستشفاء لباقي أفراد الأسرة خلال الفترة القريبة المقبلة. كما تحدث عن وجود فرص للتدريب على العديد من المهن اليدوية المختلفة عبر المنظمات الدولية والباب مفتوح لمن يرغب بذلك، إضافة إلى وجود فرصة لتمويل إحدى المنظمات الدولية لإقامة الجمعية منشأة انتاجية لمدة ستة أشهر تتضمن شراء التجهيزات والآلات وتغطية أجور العمال الذين قد يصل عددهم إلى نحو 100، على أن تعود ملكية هذه المنشأة للجمعية بعد مرور الأشهر الستة وتقوم الجمعية حاليا بانتقاء ودراسة المشروع المناسب.
5. تساءل بعض الحضور عن سبب احجام الجيل الشاب بالمشاركة في اللقاء الشهري، وأعاد آخرون الأمر لحالة الإحباط التي يعاني منه شبابنا في أماكن نزوحهم بعد الحالة الاجتماعية الجيدة التي كانوا يعيشونها في قريتهم، وعلى أساس ذلك اقترح الأخ بيبرس حاج حسن بنقل الاجتماع القادم إلى مقر الجمعية الشركسية في قدسيا على اعتبار أن العدد الأكبر من النازحين عن مرج السلطان يعيش في قدسيا حاليا. وقد تم التوافق على الاقتراح السابق مع ضرورة السعي لانتقاء عدد من النشطاء من شباب القرية للتواصل مع اللجنة الإدارية في فرع قدسيا أو مع الجمعية الأم في ركن الدين.
6. تم التوافق على تشجيع جميع المبادرات التي تساهم بالحفاظ على قريتنا وسلامة ووحدة كلمة أهلنا داخل وخارج القرية وتقديم النصح في هذا الخصوص لكل من يخرج عن هذا الخط بغير قصد، مع الثناء على الجهد المميز الذي قامت به قرية مرج السلطان لمواجهة تحديات الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر مستبقة بذلك جميع القرى الشركسية الأخرى في سورية.
7. في نهاية اللقاء انضم رئيس مجلس إدارة الجمعية الشركسية عدنان قبرطاي للحضور وأثنى مطولا على نشاط أهالي القرية وغيرتهم العالية على بعضهم ولهفتهم للمساعدة وللتعاون ليس من اليوم بل من عشرات السنين بحيث كانت مرج السلطان حضن اللاجئين الشراكسة الذين جاؤوا من فلسطين المحتلة عام 1948، كما كانت الحضن الدافء للنازحين من الجولان الحبيب عام 1967 ثم تحولت قبلة لمعظم الشراكسة قبيل الأزمة. وقال مازحا إنه يطلب الحصول على "غرين كارت" من مرج السلطان.
ووضع الحضور بما قامت به الجمعية بدمشق مع الجمعية الشركسية العالمية التي عقدت اجتماعها قبل فترة في القفقاس بحيث وجهت الجمعية بدمشق رسالة شديدة اللهجة لهم بسبب عدم ادراج قضية الشركس في سورية على جدول أعمال ذلك الاجتماع والتهديد بمقاطعة الجمعية العالمية ومطالبتها للتحرك لمساعدة أهلنا في سورية وتسهيل اجراءات العودة إلى القفقاس لمن يرغب، الأمر الذي أدى إلى إدراج قضية الشركس في سورية في مقدمة جدول اعمال المؤتمر ومناقشته مطولا مع فتح الباب أمام قبول العشرات من طلاب الدراسات الجامعية أو العليا في كل من جامعتي نالتشيك أو مايكوب.
لقد كان هناك اجماع من المشاركين في اللقاء الأخير على أنه كان من أفضل الاجتماعات الشهرية التي عقدناها وكان ذاخرا بالعناوين والأفكار والوجوه الطيبة.