رفض أحد حلفاء زعيم المعارضة الروسية، الذي اغتيل في موسكو، بوريس نيمتسوف، ما تحاول السلطات الروسية بثه من نظريات حول أسباب الاغتيال، وأن الأمر مرتبط بتأييد نيمتسوف لمجلة (تشارلي إيبدو) الفرنسية.
سخر المعارض الروسي اليا ياشين، الذي كان أسس مع نيمتسوف حركة المعارضة (سوليدارنوست)، من فرضية قيام إسلاميين متطرفين باغتيال المعارض الروسي واصفاً إياها بـ "السخيفة".
واعتبر ياشين أن هذه الفرضية "ناتجة عن قرار سياسي صادر من الكرملين".
وأكد ياشين أن نيمتسوف "لم يتكلم يوماً بشكل سيئ عن الإسلام"، كما أنه انتقد ببساطة الإسلاميين الذين قتلوا 12 شخصًا في مكاتب مجلة (شارلي ايبدو) في باريس.
وقال ياشين إن "الإشارة إلى أن إسلاميين قتلوا نيمتسوف غير منطقية ومفيدة للكرملين، لأنها تصرف الأنظار عن اتهامات بضلوع مسؤولين في الأمر"، وأضاف قائلاً: إن "أسوأ مخاوفنا بدأت بالتحقق: تم اعتقال المنفذ، فيما الآمر لا يزال حرًا".
وأضاف أيضًا كيف أن السيد نيمتسف "لم يكن يتحدث بسلبية عن الإسلام"، وانتقد مجرد المتطرفين الاسلاميين الذين قتلوا رمياً بالرصاص 12 شخصًا في مكاتب مجلة شارلي ايبدو في باريس في يناير.
وجاءت تصريحات ياشين بعد أن كتب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الموالي لموسكو، على حساب (انستغرام) أن "كل الذين يعرفون دادايف أنه ليس عميق الإيمان، لكنه مثل كل مسلم، كان صُدم من أنشطة مجلة تشارلي إيبدو".
وأكد ياشين من جانب آخر، أن دادايف كان أيضًا عضوًا في الشرطة في الشيشان، وانه كان مُنح وسام الشجاعة. وكانت وسائل الإعلام الروسية حفلت بتقارير تقول إن زاور دادايف المشتبه فيه بقتل نيمتسوف، كشف للمحققين أن "تصريحات المجني عليه المسيئة للإسلام والمسلمين هي السبب وراء مقتله".
دادايف والإسلام
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر قريب من التحقيق قوله إن المشتبه فيه دادايف عرف موقف نيمتسوف من الإسلام في يناير من عام 2015، وقرر أن يعاقبه على موقفه المسيء للإسلام. ويبدو أن الفرضية ترسخت أكثر بعد اعتراف مشتبه به من الشيشان ذات الغالبية المسلمة في شمال القوقاز بمشاركته في عملية الاغتيال.
وكانت الشيشان شهدت في يناير الماضي مسيرة ضخمة ضد الصور التي نشرتها شارلي ايبدو للنبي محمد.
وتم اعتقال خمسة للاشتباه بتورطهم في عملية الاغتيال، لكن النيابة العامة الروسية وجهت لكل من زاور داداييف، النائب السابق لقائد كتيبة في شرطة الشيشان، وانزور غوباتشيف، الموظف السابق في شركة أمنية خاصة، اتهامات بجريمة قتل نيمتسوف.
والثلاثة الآخرون الذين لم توجه لهم أية اتهامات هم: حمزة باخايف، تاميرلان أسكرخانوف، وشهيد غوباشيف. وقررت محكمة في العاصمة الروسية موسكو يوم 8 مارس حبس دادايف على ذمة التحقيق حتى 28 أبريل.
ويشار إلى أن المعارض الروسي بوريس نيمتسوف (55 عامًا) كان اغتيل بالرصاص ليل 27-28 فبراير الماضي، حين كان يسير مع صديقته الأوكرانية آنا دوريتسكا (23 عاماً) على جسر فوق نهر موسكفا، لكنها لم تصب بأذى.