زاد عدد الأشخاص الذين يضيفون أصواتهم إلى حملة أولئك الذين قسَّمهُم السوفييت إلى أديغه وقباردى وشابسوغ لاستعادة اسمهم المعروف شركس (أديغه) ليس فقط لتجنب الخلط ولكن لأن الشراكسة هم أمة واحدة، سواء كانوا يعيشون داخل الحدود الحالية لروسيا أم لا، ويجب أن يكون لهم اسم واحد.
وتستقصي وكالة كافكاز أوزيل الإخبارية اليوم ستة خبراء حول هذا الوضع. وتُمثل تعليقاتهم أفضل مناقشة لهذه المسائل باختصار والمراجع:
تقول مدينة خاكواشيفا، وهي عالمة فقه اللغة الشركسية، إن التقسيمات التي فرضها الاتحاد السوفيتي على اللغة والناس مصطنعة ومُربِكة. يجب ألا يكون هناك أي حديث عن أدب قباردي أو أو أديغي منفصل: لا يوجد سوى أدب شركسي (أديغي) وحيد. وكل ما هو مطلوب لتصحيح الوضع هو توفُّر ”الإرادة السياسية“.
ويقول مارتن كوشيسوكو، رئيس منظمة خابزه، انه يجب ألا يكون هناك شك في أن ”الشراكسة هم جميع الذين يطلقون على أنفسهم بلغتهم الأصلية {أديغه}“. إن تقسيمهم إلى قباردى وشركس وأديغه هو ”ثمرة سياسة القوميات السوفيتية“. وعلى هذا الأساس، تم بناء ”كافة الهياكل الإدارية“ في المنطقة.
بينما تقول نعيمة نفلياشيفا، وهي باحثة في الأكاديمية الروسية للعلوم / مركز البحوث الحضارية والإقليمية، أنه بالنسبة لها فإن مفهوم ”أديغي“ السوفياتي هو مصطنع تمامًا. أما أديغ، فإنه على النقيض من ذلك، فهو حقيقي إلى حد كبير: إنه يعيش في وعي وإدراك الناس وفي أدب لغتهم الأم. وأولئك الذين يعارضون استخدام مصطلح ”أديغ“ لا يحظون بدعم واسع.
ويقول سيرغي أروتيونوف، رئيس قطاع منطقة القوقاز في معهد موسكو لعلم الأجناس وعلم الإنسان، أنه يوجد هناك شعب واحد للأديغ وأرض واحدة للأديغ تعود إلى قرون مضت، وهذا المصطلح يُترجَم إلى شركس من قِبل الغرباء.
ويقول فاليري خاتاجوكوف، رئيس مركز قباردينو-بلكار لحقوق الإنسان، إنه بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو ما يُطْلبُ منهم أن يطلقوا على أنفسهم من قبل الجهات الرسمية، فإن الشركس ”يعترفون بأنفسهم كشعب واحد“.
ويقول دينيس سوكولوف، وهو الآن باحث مقيم في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن التأكيد على وجود اسم إثني مشترك بين الشراكسة سوف لن يترجم في الحال على الأقل إلى جمهورية شركسية واحدة في شمال القوقاز: موسكو تعارض ذلك والمزيج العرقي في المنطقة كبير جدا لتحقيق ذلك.
لكن من خلال دعوة الناس للتعريف علنًا بأنهم شراكسة، يُجبر النشطاء أفراد تلك الأمة للحديث عن أجندة جديدة للحركة الوطنية وعلاقاتها بالأديغ/الشراكسة حول العالم. هذا ممكن الآن بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتس آب .
ويقول سوكولوف: ”إذا كانت الفيدرالية الروسية دولة ذات توجهات قومية، فإن مشاريع مثل الحركة الشركسية، يمكن أن تصبح القوة الدافعة للتحديث الاقتصادي والسياسي، وهي هياكل يمكن أن تعتمد عليها الدولة في بناء سياسة قومية جديدة“.
لكن اليوم، ”ليس لبيروقراطية (تطبيق القوانين بالقوة) موسكو مصلحة في تشكيل هذه السياسة القومية الجديدة“، وبالتالي سيكون إحراز تقدم أمرًا صعبًا. ”وإذا تحدث أحد عن المدى المتوسط، فإن مستقبل أي مشروع للقومية على أراضي الفيدرالية الروسية ليس مشرقاً جداً“.
مع ذلك، “إذا تحدث المرء عن المدى الطويل، فمن الصعب تخيل أي سيناريو آخر غير تطور مثل هذه القومية والمشاريع الإقليمية. هذا هو المخطط الذي يمكن أن يُبْنى عليه نظام سياسي فيدرالي حقيقي، مختلف تمامًا عن ما الذي نلاحظه الآن“.