العنف في سوريا الذي يدفع المزيد من الشراكسة هناك إلى السعي للعودة إلى وطنهم، ونهج أنقرة الجديد والأكثر إيجابية تجاه تلك الأمة في تركيا، وازدياد النشاط بين الشركس في شمال القوقاز قد أجبر موسكو على تحويل اهتمامها إلى القضية الشركسية، وفقا لفيليب غروميكو.
ويقول الصحفي في صحيفة كافكازكايا بوليتيكاأن موسكو قد ابتعدت عن القضية الشركسية بعد أولمبياد سوتشي ولكن هذه التغييرات والتقسيمات داخل المجتمع الشركسي المنظم اجبرت الحكومة الروسية للانخراط بشكل أكثر قوة مرة أخرى (kavpolit.com).
ويشمل هذا الاهتمام الروسي الجديد اجتماعا جرى مؤخرا بين أوليغ بيلافنتسيف المفوض الرئاسي للمنطقة الاتحادية في شمال القوقاز وخوتي سوخروكوف رئيس الجمعية الشركسية العالمية (ICA)، وهما الرجلان اللذان يتشابه عمرهما وخلفيتهما المتماثلتين في أنه سيكون بينهما علاقات أفضل، اكثر من الذي كان بين الجمعية الشركسية العالمية و سلف بيلافنتسيف.
لكن العلاقة هي أكثر من شخصيتهما، كما يقول غروميكو. لقد فقدت الجمعية الشركسية العالمية نفوذها حيث أن منظمات متعددة في الجمهوريات الشركسية وكافد في تركيا انفصلوا عنها بسبب الأسلوب الاستبدادي لسوخروكوف، والطريقة الخرقاء الروسية في التعامل مع المطالبات الشركسية، واستنتاج العديد من الشركس بأن الجمعية الشركسية العالمية هي ببساطة منظمة “للتباهي”.
والآن فإن كل من الحكومة الروسية بسبب التطورات في الخارج وفي شمال القوقاز والجمعية الشركسية العالمية من اجل بقائها على قيد الحياة لديهما مصلحة في العمل معاً، وهو ما يمكن أن يرشد موسكو لتقديم تنازلات للشركس على اللاجئين السوريين وعلى وسائل إعلامهم القومية نظرا لتحرك تركيا في هذا الاتجاه.
“ليس سرا”، في أن عسكر سوخت رئيس الجمعية الشركسية (الأديغيّة) في كراسنودار، والجمعية الشركسية العالمية كانا في الآونة الأخيرة في وضع معقد للغاية. كونها هي أساساً منظمة غير حكومية روسية ولكن دولية في منزلتها، والجمعية الشركسية العالمية دون رعاية مهمة من الحكومة، فقد تحولت إلى {يتيمة} حيث تبين أن الدولة لا تحتاجها على الإطلاق”.
ويكمل سوخت أنّهُ في الوقت الحاضر، لا تتلقى الجمعية الشركسية العالمية مساعدة حقيقية من موسكو وهكذا هي على نحو متزايد حبرا على ورق؛ لكن تتطور الجماعات الشركسية في الخارج بسرعة — الذي غير ميزان القوى داخل العالم الشركسي من داخل حدود الفيدرالية الروسية إلى الشتات، وهو تغيير لا ترحب به موسكو.
فكلما ازدادت قوة الشتات وأصبحت الجمعية الشركسية العالمية في وضع أضعف، قل تأثير موسكو على كلتا المجموعتين، ويكون من المرجح أن يكون الشتات قادراً على لعب دور أكبر ليس فقط في كل بلد من البلدان التي يوجد فيها أكثر من خمسة ملايين نسمة منهم، لكن من بين ما يقرب من 1،000،000 شركسي داخل روسيا.
ويمكن أن يكون الاجتماع بين بيلافنتسيف وسوخروكوف مؤشرا على أن موسكو عليها أن تفعل المزيد بشأن القضية الشركسية، وأنها لا تستطيع تحمل وضع يكون فيه الشراكسة في تركيا والشرق الأوسط والغرب يقومون بإعداد جدول أعمال لتلك الأمة. لكن بالنسبة للسلطات الروسية فإن تغيير التوازن سيتطلب أكثر من اجتماع واحد.
ويقول نيكولاي سيلاييف، وهو باحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية.
ويركز على الشؤون الشركسية، إنه يشك في أن اجتماع بيلافنتسيف – سوخروكوف كان أكثر من مجرد حدث بروتوكولي، على الأقل بالنسبة للمفوض الرئاسي. لكن هناك بعض القضايا الهامّة أمام كلا الرجلين، وقد يكون الشركس الآن على استعداد لانتهاز هذه اللحظة.
بول غوبل
ترجمة: عادل بشقوي
الجمعة 7 أبريل/نيسان 2017