العمل السياسي الشركسي (الاردن) - محمد شعيب حمزوق


أود أن أشير إلى أن العمل السياسي الشركسي يكون على محورين،

المحول الأول الداخلي، أو لنقل الوطني الشركسي الأردني ,

والمحور الثاني المحور القومي الشركسي العالمي ,

بالنسبة للمحور الأول : من الضروري الانخراط في مجتمعنا الأردني والعمل معاً في سبيل رفعة الأردن والوصول إلى الحياة الفضلى، ويكون عن طريق الإصلاح وصولاً إلى الديمقراطية , فنحن جزء من النسيج الاجتماعي الأردني، علينا واجبات تجاه وطننا الأردني. وكذلك لنا حقوق أيضاً،

فالمجتمع الشركسي كالمجتمعات الأخرى من الضروري أن يكون فيهم اليمين واليسار وما بينهما، الأغلبية الصامتة ، فليس من المحتم أن نصب جميعاً في بوتقة واحدة. فلا بد من وجود الموالاة والمعارضة ، ولكن ضرورة حتمية ان نعمل جميعاً لخدمة الوطن وأهداف الأمة، ففي التنوع فائدة قصوى للجميع. 

والمحور الثاني كما أشرنا إليه في المقدمة : المحور القومي الشركسي،فلا أرى ما يمنعنا من العمل تجاه خدمة الأمة الشركسية ، دون التقصير في خدمة الوطن الأردني كما أشرنا ويكون ذلك من خلال نشر الوعي بين الجيل الجديد " الوعي القومي" بما أصاب الأمة الشركسية من فقدان للهوية القومية جراء احتلال كامل التراب الوطني الشركسي من قبل القوات الروسية القيصرية عام 1864 ، وتهجير غالبية السكان , لا بل المواطنين الشراكسة خارج ديارهم إلى الدولة العثمانية ومنها إلى أقاصي الدنيا. 

ومن المؤسف حقا ان تكون الغالبية العظمى من الأمة لا تعرف تاريخها والأهوال التي ألمت بها فمن الضروري أن نعرف الماضي كي نستطيع العمل للمستقبل كما يقول الكاتب الأميريكي المعاصر والتر ريتشموند في مؤلفه عن الشراكسة " لا تنسى الماضي وعش الحاضر واعمل للمستقبل"

فنحن أمة كسائر الأمم لنا وطن اسمه شركيسيا , تقع شمال غرب القوقاز ومساحتها أكثر من ( 322) الف كم مربع ، ولنا لغة جميلة ومعبرة وهي من اللغات التي كانت تستعمل قبل الاف السنين ونتكلم بها حتى يوم الناس هذا ، وغالبيتنا تعيش خارج الوطن الأم ولنا حقوق مسلوبة لا بد من العمل لاسترجاعها بالطرق السلمية وحسب القوانين الدولية , 

هناك قضية يسميها البعض القضية المنسية , وهي القضية الشركسية فلا بد العمل من أجلها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، فالقضية منسية حقاً، فاللجنة الاولمبية الدولية التي من أهدافها العمل من أجل المحبة والسلام اقامت الألعاب الأولمبية الشتوية في 7-2-2014 في سوتشي متناسية انها أرض شركسية محتلة وصادف, ذكرى اقامة الاحتفال الكبير الذي أقامته روسيا القيصرية في كرسيانا - بوليانا مكان إقامة الالعاب الاولمبية قبل (150) عاماً ايذاناً باحتلال كامل التراب الوطني الشركسي. 

فالأحرى بنا كأمة إحياء ذكرى احتلال كامل التراب الوطني الشركسي ونشر الوعي القومي بين افراد مجتمعنا الشركسي ، ونقل قضيتنا إلى الساحة الدولية ، فنحن بحاجة للغير لمساعدتنا دون الإفراط في أهدافنا وصولا الى تشكيل مجلس عالمي موحد يمثل الامة الشركسية في المحافل الدولية , 
فلعبة الأمم تقتضي مشاركتنا فيها لأن من يغيب عنها تحل القضايا على حسابه فالغافل والمتقاعس ليس له أي نصيب في هذا الزمان، (زمن المصالح))

وعليه وبإيجاز شديد أقول أن العمل السياسي الشركسي ،يتطلب منا كشراكسة وكجزء من النسيج الاجتماعي الأردني ان نعمل لتحقيق أهداف الأمة دون ان ننسى ان العمل في المجال القومي الشركسي المحلي والاقليمي والدولي لاسترداد الحقوق الشركسية المسلوبة بالطرق السلمية لا يتعارض مع ذلك.

ويسري مثل هذا على باقي الشراكسة في اماكن تواجدهم في الشتات 
اما الاهل في شركيسيا الوطن التاريخي للشراكسة فهم الاصل والقابضون على الجمر وهم الامل ... 

لنرقى بثقافتنا ونحاول الاستفادة من جميع الأطراف دون أن نختلف مع بعضنا البعض لخدمة الأمة والوطن تحت راية الامة .

محمد شعيب حمزوق