مقابلة مع الناشط الشركسي أصلان بيشتو من جمهورية قبردينو-بلقاريا

ينال طامزوق - أصلان بيشتو

ينال طامزوق : مرحبا سيد بيشتو, هل لك أن تقدم نفسك إلى قرائنا الأعزاء ؟ و ماذا تفعل تجاه القضايا الشركسية ؟

أصلان بيشتو : في البداية أريد أن أوجه تحية إلى كل القرّاء الأعزاء. أنا شركسي, في الحركة القومية الشركسية أنا أمثل المنظمة الإقليمية ” الكونجرس الكبرديني” الذي يتعامل مع مشاكل الشراكس في واحد من أقاليم الفيديرالية الروسية – جمهورية كابردينيا بلقاريا -.

ينال طامزوق: أنت رئيس منظمة الكونجرس الكبرديني. ما هو هدف هذه المنظمة و ما هي صلتكم  بالـ” دوناي أديغا خاسة ” ؟

أصلان بيشتو: ليس لدينا صلة بالـ ” دوناي أديغا خاسة ( الجمعية الشركسية العالمية ) ” و نحن لسنا جزء من هذه المنظمة. السبب واضح – إن الجمعية الشركسية العالمية ليست عامة اليوم، هذه المنظمة بحد ذاتها تمثل واحدة من أفرع السلطات الروسية في أقليم يقطنه شراكسة.

ينال طامزوق: أنت و أصدقائك قد بدأتم المسير السنوي في نالتشك في يوم الحزن الشركسي في 21 آيار من كل سنة. هل لك أن تشرح لنا عن هذه الفعالية السنوية ؟ متى بدأت ؟ و ما هي أهداف هذه الفعالية ؟

أصلان بيشتو: فيما يخص مسير الحزن في 21 آيار، يجب علي القول أننا لسنا من بدأنا هذا التقليد, لإنه قد بدأ من أكثر من عشرين عاماً في فترة انفصال الإتحاد السوفيتي. هذا التقليد وجد منذ بدايات التسعينيات و منذ ذاك االوقت و الشراكسة يجتمعون في الشوراع لتكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبت في حرب عام 173 – 1864 ضد روسيا. هذا التاريخ الأكثر سواداً للشراكسة و لا يمكن مقارنة فظاعته بشيء آخر.

في كل عام الألاف يجتمعون في الشارع الرئيسي في نالتشك و يسيرون باتجاه صرح شهداء الحرب. إن عدد المشاركين يتزايد سنوياً. أظن أنهم يريدون التعبير عن موقفهم تجاه نتائج تلك الحرب.

ينال طامزوق: كيف كانت ردة فعل شراكسة كابردينيا تجاه تلك الفعاليات ؟

أصلان بيشتو: في هذه الفعالية, الشراكسة يعودون بأفكارهم ليذكرون فظائع تلك الحرب و أسبابها و نتائحها. يحاولون أن يرتدوا الأزياء التقليدية. بعضهم يأتي على الأحصنة مرتدين اللباس الحربي التقليدي. يكفي القول أنه في السنة الماضية قد أتى أكثر من 100 شخص على الأحصنة.

ينال طامزوق: كيف كانت ردة فعل السلطات الروسية ؟

أصلان بيشتو: السلطات الروسية لم تبدي أي ردة فعل. بل على العكس، فقد كانوا يرسلون تلغرام تعزية في تاريخ الفعالية. لكن و مع الأسف في السنة الماضية قد بدأنا نشعر هناك بعض المقاومة لهذه الفعالية من سلطات جمهوريتنا المحلية. أنها تخص بعض الجهات الرسمية, لكنها تخلق حالة من التوتر. الآن نحن نعمل على بعض الأسئلة المثيرة للجدل, و نحن نتمنى أن تقوم السلطات بدعمنا في هذه القضايا.

ينال طامزوق: ما هو رأي الجمعية الشركسية العالمية بخصوص هذه الفعالية ؟

أصلان بيشتو: الجمعية الشركسية العالمية قد دعمت بشكل كامل هذه الفعالية و هذا شيء طبيعي, فإذا لم تفعل ذلك, فسيكون أمراً غريباً و سيتولد عند الناس أسئلة عديدة و خاصة شراكسة الشتات. لأن القضية الأساسية التي نشأت بسببها الجمعية الشركسية العالمية هي دعم شراكسة الشتات بكل المجالات حول العالم. إن الجمعية الشركسية العالمية لا يمكنها أن تعارض هكذا فعاليات, فهذا الشيء يعني أنهم يعارضون شرعيتهم و أهدافهم بشكل عام. إن كون الجمعية الشركسية العالمية لا تدار من قبل الناس أنفسهم هي قضية أخرى حتى ولو كانوا غير قادرين علانية على معارضة رأي الجماهير.

ينال طامزوق: في السنة الماضية, كان هناك أعداد كبيرة من شراكسة الشتات, خصوصاً من تركيا, قد زاروا المسير. ما هو رأيك بهذا الإجتماع بين شراكسة الوطن و شراكسة الشتات ؟

أصلان بيشتو: أنه أمر رائع … عندما يقوم أسلال من هجرّوا من وطنهم الأم بسبب الإبادة الجماعية بالعودة و السير في شوارع وطنهم الأم جنباً يجنب مع أقاربهم و أبناء جلدتهم. لقد استغرقنا الأمر عصوراً لبناء جسر يربط الشتات. مع الأسف الشراكسة اليوم قد أصبحوا رهائن لأحداث عالمية معاصرة مشابهة للتي حدثت قبل 250 سنة. و تبعاً لتوتر العلاقات الدبلوماسية بين روسيا و تركيا. لقد أصبح من الصعوبة بمكان زيارة الوطن الأم, ناهيك عن العودة للوطن. إن حدة الخلافات الدبلوماسية بين البلدين قد أثرت بشكل سلبي على فرص تكوين علاقات بين الشراكسة.

ينال طامزوق: ماهي أمنياتك تجاه شراكسة الشتات ؟ كيف يمكنهم العمل لتعزيز لم شملهم ؟

أصلان بيشتو: إن أمنياتي تجاه شراكسة الشتات هي أن يبقوا شراكسة مهما كلف الأمر, و أن يحافظوا على الثقافة و اللغة. في يومنا هذا, تلك هي المشكلة الحقيقة. خطر الإنحلال هو الخطر الرئيسي للشراكسة. يجب علينا التماسك في بأقصى سرعة للتغلب على هذا الخطر. و طبعاً أتمنى أن يعودوا جميعاً لوطنهم الأم و الأندماج بالمجتمع الشركسية.

ينال طامزوق: أريد أن أشكرك على إجراء هذا اللقاء و أتمنى لك النجاح بمشاريعك المستقبلية.

أصلان بيشتو: شكراً لإتاحة الفرصة لي للتعبير عن رأيي و موقفي تجاه القضايا المعاصرة التي تمس الشراكسة في أيامنا هذه.

مركز أخبار حركة شركيسيا