الهوية الشركسية – تأملات في يوم الحداد


نرين طلعت حاج محمود (جتاشأه)

خلال حضوري سنويا فعاليات يوم الحداد, كنت أتساءل عن تلك الإنفعالات التي تأخذ الكثير من الحضور كما تأخذني, الى  المشاعر الحماسية العميقة, و فسرتها بأن تلك اللحظات مفعمة بدون شك بالإحساس بالذات, إحساس المشارك بأنه هو حقا, في أعمق لحظات تعبيره عن هويته, في مواجهة معوقات التعبير التي تحبطه ليل نهار, واستعراضي لتلك المواقف السابقة ذكرني بأنّ:

الإنتماء الذي يتهدده التهميش, أو المحاربة, أو الإهانة و قلة التقدير, أو الشعور بالفناء, يصبح هو الإنتماء الأكثر بروزا  و أهمية, على حساب أي إنتماء آخر في شخصية الإنسان, و قد يصل هذا الظهور الى درجة التطرف و العنصرية.

وهذا ما قد يجعل الإنسان  يسلخ عنه إنتماءاته المتعددة إن وجدت, و يتمسك بانتماء واحد و بشكل متطرف, فيحكم بذلك على نفسه بالإنعزال و التقوقع, و خسارة فرص الإستفادة من موارد ثقافية و فكرية, و تجارب إنسانية, من شأنها عند تمثّلها, تطوير قدرات الإنسان و توسيع خياراته, و زيادة السبل المتاحة في حياته لتطوير نفسه روحيا و إنسانيا و ثقافيا, و تطوير قدرته على الاستمتاع, و حسن إدارة حياته, و النجاح فيها و تحقيق سعادته و إكتشاف معنى وجوده.

إن متابعة المجتمعات الشركسية بعد التهجير في بلدان الشتات, يجعلنا نلاحظ أن القليل جدا من أفراد هذه المجتمعات, و ضمن ظواهر فردية متفرقة, تمكنت من التفاعل و الإنفتاح على المجتمعات المحيطة بها, و فهمت ثقافتها و استفادت من تجربتها, و أسلوب ادارتها, اما الغالبية العظمى من أبناء هذه المجتمعات, فقد كانت أكثر انعزالا و تقوقعا على مجتمعاتها, و قيمها و ثقافتها و مفاهيمها وأساليب عيشها, وأقل إنفتاحا و تمثلا للتجارب المحيطة بها, و أحد مظاهر هذا التقوقع الملاحظ للجميع في طريقة تفاعل الكثير من أفراد هذه المجتمعات مع محيطهم على أي صعيد كان, حيث تجد الفرد منهم غير واثق بنفسه فيما يتعلق بهويته, فيتعاطى مع الآخرين بجزء من وجوده و جانب من ثقافته, و ليس بكامل بعده الحضاري و الثقافي, محاولا ما أمكن التصرف مع الآخر المختلف, وفق ما يعتقد أنه يجب أن يكون عليه من التشابه مع الآخر, كي يلقى القبول عنده, بدل أن يعبر عن نفسه و يوضح اختلافه, و يتمكن من فرض احترام الآخر لقيمه, و احترام اختلاف قيم الآخرين عن قيمه, و التأسيس لعلاقة متبادلة صحيحة, بدل إلغاء جزء من ذاته, و هذا النموذج من الفرد  حين يعود الى عالمه و مجتمعه و قريته, يعود معبرا عن هويته المشتركة مع الاشخاص الذين  يشبهونه, هذا السلوك هو تعبير عن التقوقع, و طبيعي أن الإنسان حين لا يتفاعل بكامل هويته و بعده و بثقة بالنفس, سيجد نفسه و قد أخذ من الآخر أسوء ما لديه من قيم, لأنه حين يتعاطى مع الهوية الأخرى لا يرتبط بتراثه و منظومة القيم الخاصة به,  فيلتقط أبأس وأسوء ما لدى سواه, و لا يتبقى لديه شيء مرتبط بهويته سوى قشره جافة لم تصادف ما يكرسها.

كما يلاحظ أيضا و في هذه المجتمعات, هناك سلوك آخر و يمثل حالات فردية و لكنها غير قليلة, تلك الفئات التي انفتحت على المجتمعات المحيطة بها, لكنها لم تستطع تحقيق انسجام بين ما هو مكتسب و بين الموروث في ثقافتها, فتنكرت تماما و سلخت عنها ثقافتها الشركسية الموروثة, و تمثلت ثقافة أخرى و إنتماء آخر, و لبست غير لبوسها, فحرمت نفسها أيضا من تجربة إنسانية عميقة و حكمة,  تمتد آلآف السنين في الماضي السحيق.

هناك فئات أخرى, رأت في الإنتماءات القومية ظاهرة عرقية متخلفة مضى زمنها, متجاهلة جانبها الحضاري و المعرفي و الإنساني و الثقافي, و متجاهلة في الوقت نفسه جانبها النفسي الشائك و حاجة الإنسان الروحية للوضوح في فهمها, من أجل الشعور بالإعتزاز تجاه نفسه, و هو ما يساعده على يكون  أكثر يسرا و سعادة و نجاح و ابداع و تعاون في حياته. 

لاشك بأن كلا الحالتين حالة رد الفعل المنغلق و المتوقع على الهوية, و حالة رد الفعل المنفتح على هويات و انتماءات اخرى و منقطع عن هويته و انتمائه, تمثلان علاقة مرضية للفرد مع هويتة, و  تؤديان لخسارة لأفراد المجتمع الشركسي, و خسارة لأولئك المتخلين عن موروثهم, و خسارة  لهذا المجتمع و هويته, نتيجة ابتعاد تلك الفئات المثقفة و المنفتحة القادرة على تطويره و الارتقاء به. 

إن أمة  خاضت حربا امتدت قرن و نيف من الزمان, و بعد كل خسائرها هزمت بتلك الحرب الطويلة التي أتت على  الزرع و الضرع, ثم  تعرضت لتهجير مريع و مهين, و بعثرت على بقاع متباعة منقطعة بعضها عن بعض, كل ذلك من شأنه أن يجعل هذه الأمة قلقة وغير واثقة بنفسها و مترددة, وهي ترى هويتها مهددة و مطعونة و مهزومة, إن مسألة الهوية بغاية الحساسية و الأهمية, فحين  يتهدد هذه الهوية أي عامل يُشعر الفرد بأن ثمة ما يجبره على  تغيير ذاته, و بأنه مجبر على تغيير جلده, و تغيير لونه, و تغيير روحه, فهذا يفقده اعتزازه بنفسه و بكرامته, و بالنسبة لأغلب الناس, فإنهم حين تعرضهم لما يجبرهم على تغيير روحهم, ينغلقون و يتقوقعون, و يصبحون غير قادرين على التفاعل و تبادل التأثر و التأثير مع الآخرين, الأمر مختلف لفئة قليلة جدا, فثمة آخرين حين يشعرون بأن كرامتهم و عزة أنفسهم المتعلقة بهويتهم مهددة, تراهم على العكس يتبرؤون من كل علاقة معها, و يحاولون التماهي أكثر بهوية الآخر, الأقوى و الأفضل و الأجدر و الأغنى و الأرقى, حسب رؤيتهم المصابة بالألم الداخلي العميق, بسبب الشعور بالدونية في هويتهم و نوعية موروثهم, و بهذا ربما حققوا وضع أكثر توازن للخروج من الشعور بالدونية و قلة الكرامة. 

ان التقوقع  الانعزال لم يكن في أي يوم خيار للشركس, على العكس إن  سلوك أبناء هذا المجتمع منذ بدء احتكاك الشركس بالمدن و دخول أبنائهم المدارس الناطقة بلغات أخرى, و اندفاعهم من أجل تعليم ابناءهم و ايجاد مكان لهم في الدولة, والمجتمع, و الرغبة في النجاح فيه, لهو يدل على ان هذا المجتمع لم يكن يوما منغلقا بحكم إرادته,  لكن عدم رؤيته لعناصر هويته في أي مكان, هو الذي يؤدي به شاء أم أبى الى التقوقع. 

كثيرا ما شبهت الشركس في مواد أدبية عدة نشرتها سابقا, بأنهم أشبه بأشخاص ينظرون في المرآة  فلا يشاهدون أنفسهم في هذه المرآة, لا المرآة المحلية و لا المرآة العالمية, لا يشاهد الشركس أنفسهم كجزء من ثقافة البلدان التي يعيشون فيها, وهم غير موجودين في الكتب المدرسية, ولا في التلفزيون و لا في المجلات, و لا في الجرائد, طبعا نستطيع هنا ان نفهم الفرق بين ان تكون حاضرا في الثقافة العامة, و بين ان تكون معزولا في مجلة تابعة لجمعية,  او في قناة تلفزيونية شركسية, هذا الامر لايختلف عن التجمع في منزول شركسي, و التحدث عن الامجاد الغابرة, و لا يحقق رؤية الهوية ولمسها, و ان كان يحقق جوانب اخرى تتعلق بتواصل افراد مجتمع مع بعضهم بعضا وغيرها إلخ. 

لا يرى الشركس أنفسهم أيضا على مستوى العالم, لا في مباريات كأس العالم و لا في أي دوري أوربي أو آسيوي, شرقي أو غربي, و لا في بطولات من أي نوع كانت, و حتى لو كان بعض الفائزين  بالميداليات الذهبية في بعض مباريات المصارعة العالمية مثلا, من الشركس, لكنهم لا يحملون أية خصوصية شركسية أو علامة شركسية, على العكس إن الأمر الأسوء, أنهم مبعوثون لدول لها أعلام وثقافات و لغات و رموز, و هم يفوزون كي يقدموا ذلك الفوز رغما عن أنوفهم  لتلك الرموز, فهم ليسوا هم إلا بيولوجيّا, إنهم مُستلبون و مُغتصبون و يرفعون رموز سواهم, انهم  مجبرون أن يُعلو من شأن أسلاف سواهم, و يتجاهلون أسلافهم, وهذا مهين جدا بدون شك, و كل شركسي في العالم يلتقط ذلك في لاوعيه فورا, و يشعر بأنه لا ينتمي لأي شيء معروف في هذا العالم, فحتى حين يفور لاعب تركي يحمل الجنسية الألمانية يقال بأنه من أصول تركيه, و يعرف الجميع أين تقع تركيا و ما هي هوية شعبها و لغتها, أما هنا المسألة  تختلف كثيرا, و هذه صورة من صور تمزق هؤلاء القوم في شعورهم  بهويتهم و أصالتهم و جدارتهم,  مما يجعلهم أقل قدرة على التفاعل مع محيطهم .

يمكن فهم الكثير من ردود أفعالهم انطلاقا من ذلك الإحساس المؤلم  بهويتهم المجتزءة و المجروحة, إنّ فهم هذا الامر, يجعلنا أكثر تسامحا و واقعية و رحمة عند  تفسير الكثير من المواقف التي تبدر عنهم, و ليس اقلها مرض الغيرة, و عقبة إلقاء السلام, و الكثير من السلوكيات التي  يبدو فيها الشركس كأشخاص كثيري الكلام, يتحدثون بأحلامهم فقط,  ثم لا يقومون بأي عمل حقيقي, و هنا يبدأ  تراشق الإتهامات,  والموضوع في حقيقته لا يعدو ان يكون  تعبير عن رد فعل هذه الذات, و هذه الهوية, بالتحدث بأعلى صوت حين يتاح لها ذلك, ولو تحقق ضمن اجتماع كوميدي, و دون إدراك واقعي للظروف و الإمكانيات المتاحة.  

و نستطيع أيضا بناء عليه أن نفهم تلك اللحظات الحماسية الملتهبة التي يعبر خلالها الشبان و الفتيات, و الرجال و النساء و حتى الاطفال, عن حماسهم عند سماع الموسيقى الشركسية, و عند  الرقص والتشجيع,  لأنها ربما في تلك اللحظات تتحقق لدى هذا الانسان, الذي لم يسبق له أن شاهد هويته في مرآة هذا العالم, و لا في أية مرآة محلية, في الأماكن الذي يستوطنها ولا يعرف سواها, فتكون تلك اللحظات الحماسيه هي رد الفعل الطبيعي عن هذا الغياب, و كأنه يقول بكل ما أوتي من قوة أنه في هذه اللحظة هو, و أنه لم يتوقف عن أن يكون هو, و أنه  يحظى بالكرامة و الاحترام لهويته و ثقافته و انتماءه الاديغي العميق, و ان على الجميع معرفة  ذلك و تقديره . 

إن المسألة تبدو أشبه بالحلقة المفرغة, حيث أن غياب ما يتصل بالهوية على المستوى العالمي و المحلي, يؤدي الى زيادة التقوقع, و التقوقع يمنع التفاعل مع الآخر, لإثبات الحضور في الثقافة العامة المحلية,  مما يساعد على رؤية هذه الهوية في مكان ما.

البعض يعتقد أن الهوية معطى نهائي في كل الأزمان, و هذا ما يجعل الحديث عن الهوية و الحفاظ عليها يختلط كثيرا لدى هؤلاء بالحفاظ على عادات و تقاليد محددة, نشأت ضمن ظروف إقتصادية و إجتماعية و تاريخية و مناخية متداخلة و محددة,  فينظر هؤلاء للهوية الأديغية المعطاة في نهاية  القرن التاسع عشر أي لحظة التهجير, على أنها هي الهوية النهائية و لا يجوز المساس بها, و هذا يجعلهم غير قادرين على تفعيل هويتهم مع كل مكتسباتهم من المجتمعات المحيطة بهم, المكتسبات القيمية و الأخلاقية و الفنية و الثقافية, و من ناحية أخرى يعتبر البعض ان هذه الهوية التي ورثوها منذ نهاية القرن التاسع عشر, هي القاسم المشترك بين المجتمعات الشركسية في كل بلدان الشتات, و أي تفاعل و تغيير فيها يعني مزيد من التباعد بين هذه المجتمعات. 

من الضروري هنا التأكيد على حقيقة أولى مهمة جدا, و هي أن التقوقع هو الطريق الأكثر قبحا و قصرا باتجاه الإندثار و الفناء, لأنه يؤدي الى إفقار الهوية و تضحيلها و تسطيحها. الحقيقة الثانية هي أن كل ما لا ينمو و يتطور و يكبر في هذه الحياة يموت,  فإما أن تأخذ من الآخر و تتطور و تتجدد و تنمو, أو تبدأ بالموت و التحلل فورا, لإعادة تشكيل هويات الآخرين و الإضافة لهم. الحقيقة الثالثة أن اللغة هي الحبل السري للهوية, وهي حامل الثقافة, و ناقل الموروث الحضاري, فاللغة ليست وسيلة اتصال و تواصل بين الناس فحسب, إنها اسلوب و طريقة في  التفكير, و لا هوية بدون لغة مطلقا, فبعد غياب اللغة بجيل أو جيلين يزول عنها كل أثر أو موروث ثقافي  للأمة أو أي خصوصية حضارية, و لا يتبقى سوى أشخاص متفاخرون بقشرة من الألقاب و لا يشبهون شيئا حيا أبدا, و مملوئين بسواهم.

 فلو استيقظ كل الشركس في  صباح ما, و قد قرروا جميعا اعطاء ساعة يوميا من وقتهم لتعلم لغة اسلافهم, خلال ما تبقى من السنين في حياتهم اي كانت اعمارهم, بدون شك في هذه الحالة و بعد عقد من السنين سوف يصبحون بحال افضل كثيرا معنويا فيما يتعلق بثقتهم بوجودهم, و يصبحون اقدر على التعبير عن انفسهم بثقة اكبر, و ايصال رسائل حكمة اسلافهم للآخر, و الأخذ من هذا الاخر. 

و هذا ليس بالأمر غير الممكن, بل يمكن ان يتحقق طبعا بغير هذه الصورة, إنه يتحقق بالنضج و الوعي, و العمل الجاد و العزيمة الصادقة و الرغبة العامرة  بدون شك.

إن على المثقف الشركسي دور بالغ الأهمية في كسر هذه الحلقة المغلقة المريضة, و مساعدة  مجتمعه على التفاعل مع محيطه بطريقة سليمة, و هو ممتلىء بكامل بعده الحضاري و الثقافي, و ذلك  بالأخذ من هذا المحيط و  الإندفاع  نحو المشاركة و التأثير في الشأن العام, الثقافي و الإعلامي و الإقتصادي, فيساهم في إنتاج الشأن العام و يجد بعض الملامح لنفسه فيه, و يتمكن من رؤية نفسه في المرآة المحلية و العالمية في نهاية الأمر.

لوسائل الإتصال الحديثة اليوم دور بالغ التأثير, إنها أداة عملية و مفيدة و فعالة و متاحة بإيدي كل من يحمل طموح إنساني, و القائمين عليها يدركون بدون شك ان مالايقومون به مؤثر و فعال,  طبعا هناك عشرات المواقع الشركسية التي لا قيمة لها ابدا,  بعضها تعيد انتاج ذات الفكر المريض والعقيم, واحيانا العنصري, و هي أشبه بالجلوس في منزول و الحديث بحماس عن الأمجاد الغابرة, هذا غير مفيد و سخيف و هامشي و لا يقدم شيئا, هناك بالموازاة  مواقع مهمة جدا, تعرض التراث و تتناوله بشكل موضوعي واعي, و بعضها تتناول التاريخ و هذا مهم للغاية في فهم الماضي لإدراك الحاضر و رؤية المستقبل, و بعضها يحاول تعليم  اللغة الشركسية, وهذه مَهمة مقدسة بالنسبة للهوية الشركسية و القائمين بها هم رسل حقيقيون,  مواقع أخرى تطلعنا على الفنون و الرسم و الموسيقى والأغاني, و هي جميعا بغاية الاهمية في تعزيز العلاقة مع الهوية و إعادة فهمها و تطويرها, و هناك ايضا مواقع قليلة او لنقل نادرة , ربما واحد فقط باللغة العربية, تتصل بدور المثقف الشركسي اليوم في تطوير الهويه, وهذه أتمنى أن أراها في ازدياد , فهي  تلعب دورا حاسما و مهما, و تتميز بالانفتاح الفكري و العقلي و الروحي, و تساهم بإعادة تركيب التجارب الانسانية و هضمها و إضافتها و الاغتناء بها, و تطوير الهوية و تفعليها و كسر الحلقة المفرغة, لمساعدة الفرد على فهم هويته و بناءها و  تحقيق سعادته و إبداعه الشخصي, و اكتشاف علة وجوده في هذه الحياة, و تحقيق اهدافه فيها, فمن المؤكد  بأن الحياة لم  تخلق أشخاصا بدون ضرورة أو حاجة لهم,  للجميع ضرورة بوجودهم, لكن البعض فقط  يكتشف هذه الضرورة, و يلبي ما أوجدته الحياة من أجله, و آخرون لا يكتشفون هذا الدور مهما عاشوا على مستوى الأفراد و الأمم و الثقافات.