أنا أرغب أن أعود إلى الأرض الشركسية - إربون تشمشو


وكما أصبحت سنة حسنة ومتبعة ، فإن أطفال ، وناشئة أشقائنا الشراكسة يزورون جمهورية الأديغي كل عام . قبل أييا قلائل كان عدد من هؤلاء ضيوف جمهورية الأديغي . كان زوار هذا السنة أكبر سنا من أفراد المجموعات السابقة  ، فقد كان بينهم من أنهى المرحلة الثانوية ، وباشر العمل ، وكان لايزيد عددهم عن عشرة أشخاص.                                         

 أعد لهم برنامج متميز ، ومدهش طوال أيام الأسبوع ، ففي كل يوم كان عندهم برنامج محدد كما أعلمتنا وزارة التربية ، والتعليم في جمهورية الأديغي ، وكان البرنامج يهدف إلى اطلاع  أفراد المجموعة على التاريخ ، والتراث ، والثقافة ، والفلكلور الشركسي ، ويتضمن زيارات إلى متاحف الجمهورية ، ومقرات الصحف الرسمية الصادرة في الجمهورية ، وجولات سياحية داخل مدينة مايكوب ، وخارجها حيث تجولوا في شوارع المدينة ، وتمتعوا بجمال الحديقة العامة ، وشاهدوا ساحة لينين ، وكانوا يحضرون كل مساء الدروس  التعليمية للغة الشركسية ، ويستمعون إلى المحاضرات عن الثقافة ، والتراث الشركسي ،  والتي أعدت لهم منذ اليوم اليوم الول ول ول أول .

 في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي زاروا المتحف القومي لجمهورية الأديغي ، وشاهدوا المعارض الموجودة في ، واطلعوا على طبيعة حياة الشراكسة في الأزمنة القديمة ، وتعرفوا على ثقافتهم ، ومعارفهم في العصر البرونزي ، وشاهدوا صورا مشابه لبيوت الإيسب ، وأشياء أخرى قيمة ، وثمينة ، وصورا أخرى عن نقل شعل ، وعن حمل حاكم جمهورية الأديغي السيد أصلان تحاكوشنة للشعلة الأوليمبية ، وعن المضافة الشركسية التي افتحتت بمدينة سوتشي خلال دورة الألعاب الأوليمبية. 

كما شاهدوا المكتبة القومية ، والمكتبات الأخرى في الجمهورية ، وذكروا لهم أنها مليئة بالمعلومات ن والأخبار والتي لايمكن أن تجدها حتى في شبكات الإنترنيت ، وتعرفوا على العاملين والعاملات فيها ، وطرحوا عليهم ما لديهم من أسئلة واستفسارات ، واستمعوا إلى إجاباتها المسهبة وبكل إهتمام .

 كانت أفراد المجموعة لا يعرفون اللغة الشركسية ، ولما سمع الطالب سميح قخو الذي بجامعة العلوم التكنولوجية بمجيئهم سر لذلك ، وقرر أن يرافقهم طوال أيام الزيارة ، وعندما تحدثنا معه قال لنا : لقد جئت إلى جمهورية الأديغي سنة ( 2011 ) لأدرس الهندسة المعمارية ، وهو الآن في السنة الثالثة بجامعة العلوم التكنولكية . تعرف سميح على الطلبة ، وعرفنا عليهم ، وتكلمنا مع عدد منهم ، ومن بينهم السيد إربون  تشمشو الذي أنهى دراسته الثانوية ، وبدأ العمل ، وهو يبلغ الخامسة والعشرين من عمره ، وهذه الزيارة له إلى لأديغي هي الثالثة ، وأضاف قائلا : نحن وإن كنا نعيش اليوم في تركيا إلا أننا شراكسة ، والأديغي هي وطننا التاريخي ، وكم اشتقت لزيارتها ، ورؤيتها  ! . لقد رأينا أشياء كثيرة ، وجميلة ، وعجيبة ، وقد التقطت لها صورا عن طريق الفيديو ، وسأريها لأصدقائي ، وزملائي في تركيا ، وأنا أرغب في تعلم اللغة الشركسية ، والتحدث بها وبشكل أحسن ، وأنا مسرور جدا بالدروس التي تلقى علينا باللغة الشركسية يوميا ، وأنا أرغب أن أعود إلى الأرض الشركسية ، وأعيش فيها .

 وإمرة قَبْج تزور الأديغي للمرة الثالثة أيضا ولديها الرفبة في العودة إلى الوطن الذي ينعم بالراحة ، والإستقرار، ومن أجل ذلك فهي تتعلم اللغة الروسية ، وتتابع حديثها ، فتقول : لقد أعجبنا كثيرا بالمكتبات التي قمنا بزيارتها حيث يمكنك ان تضطلع على التاريخ الشركسي وبصورة جيدة ، كما نال إعجابنا حياة الشراكسة قبل وقوع الحرب الروسية القفقاسية ، ونحن نريد أنم نعرف الكثير عنها ، ورأينا في المتحف القومي نماذج من الألبسة القومية الشركسية ، وشاهدنا الأدوات ، والحاجيات التي كانوا يستعملونها ، والأطعمة التي  كانوا يعدونها ، وأنا اريد أن أزور الأديغي في العام القادم أيضا .

 سافر الضيوف الشبان عائدين إلى تركيا في الثلاثين من شهر تشرين الثاني . ستبقى هذه الزيارة مطبوعة في مخيلتهم ، وحية في أفئدتهم .
          
ــ  الـكاتـــبة الصحفيـــــــة : أمينـة باتـــقــو  

ــ الترجمة إلى العربية : محمد ماهر إسلام . 
اديغه ماق