موسكو تواصل حملة القمع ضد النشطاء في مجال البيئة


بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي

 مراقبة البيئية في شمال القوقاز، والتي جذبت انتباه السلطات الروسية لتعرضها لانتهاك موسكو للتشريعات البيئية قبل أولمبياد سوتشي، عانت من جراء هجوم آخر: اعتقلت الشرطة في الأسبوع الماضي تاتيانا بوريسوفا وهي أحدى أعضائها في كراسنودار.

وأخبرت ايلينا مالينا الناشطة في مجال الحقوق هناك، منظمة بيلونا أن الشرطة قد وضعت بوريسوفا في الأصفاد وأخذت منها هاتفها بعد اتهامها بعصيان الشرطة. وقالت مالينا أنها تعتقد أن هذاالإجراء قد اتخذ بسبب سباق الفورمولا ون الذي سيعقد في سوتشي 

تماما كما فعلت السلطات في الفترة السابقة وكذلك أثناء أولمبياد سوتشي، وتابعت، حتى الآن أيضا، السلطات "تحاول عزل أولئك الذين لا نية حسنة لديهم من وجهة نظر القوى المهيمنة”.

يبدو أن السلطات تؤكّد ذلك من خلال بياناتهم الخاصة بهم. ووفقا لمدوّنة على موقع هيئة ادّعاء كراسنودار، "التعقيدات في الوضع العملياتي تتطلب اتخاذ تدابير إضافية لتفعيل تدابير أخرى من جانب أجهزة إنفاذ القانون لتحديد [وصد] محرضين ومتطرفين" من أصناف مختلفة.

ويكاد يكون من المؤكد أن السبب المباشر لاعتقال بوريسوفا كان اعتصامها الشخصي أمام مبنى إدارة كراسنودار للدفاع عن يفغيني فيستيشكو الذي لا يزال في السجن لدوره في فضح البناء غير القانوني حول بيت الحاكم المحلي الريفي. حيث لم تمنع الشرطة إحتجاجها ولكن بدلا من ذلك اعتقلوها في وقت لاحق.

كما تم اعتقال نشطاء آخرين في المنطقة. وقد اعتقلت داريا بوليودوفا بتهم النزعة الانفصالية، وقبل عدة أيام تم القبض كذلك على سيرجي تيتارينكو وهو ناشط آخر في كراسنودار.

وفي الوقت نفسه، فإن السلطات الروسية لم تنس موضوع فيستيشكو الذي يواصل نضاله ضد انتهاكات القانون البيئي وحقوق الإنسان من زنزانته. فمن ناحية، واصل السجانون فرض قيود جديدة عليه، لكن من ناحية أخرى، ناشد أعضاء النيابة العامة التساهل في قضيته، لكن رفضت محاكم الاستئناف ذلك 

سواء كانت هذه النداءات هي ببساطة للخداع أو ما إذا كانت اختلافات بين المدّعين العامّين والقضاة هي حقيقية فذلك هو السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه - ما لم يكن بطبيعة الحال أن اعتقال بوريسوفا، وبوليودوفا وتيتارينكو يمكن اعتباره مثل هذا النوع من الجواب الذي يبدو فيه المسؤولون الروس أكثر ميلا للإدلاء إما من أجل الترهيب أو من أجل التضليل.