الموقف الرسمي للحكومة الروسية هو أن السلطات السورية هي المدافع المناسب عن الشركس الذين يعيشون في تلك الدولة الشرق أوسطية وأن موسكو ليست مهتمة بهجرتهم أو ”عودتهم“ إلى شمال القوقاز الذي يعتبره أفراد هذه الجماعة العرقية موطن أجدادهم.
ومع ذلك، تمكن عدة آلاف من الشركس، من القدوم إلى جمهوريات شمال القوقاز في روسيا، ومعظمهم من سوريا. كان بعضهم ابتداءا من المواطنين الروس الذين انتقلوا إلى سوريا في الآونة الأخيرة. وكان آخرين منهم لهم أقارب في شمال القوقاز يستطيعون كتابة خطابات دعوة لهم، وما زالت مجموعة ثالثة تقوم بذلك بطريقة غير مشروعة.
لكن هؤلاء الذين تمكنوا من العبور يواجهون وضعا بائساً: الحكومات الإقليمية وحكومات الجمهوريات لا تفعل شيئا تقريبا بالنسبة لهم، وينظر المسؤولون الروس إليهم بانهم يشكلون إما تهديدات إسلامية أو قومية، وقد فرضت موسكو سياسات تهدف إلى إضفاء الصبغة الروسية وحتى روسنة الذين يأملون في البقاء هناك.
تم توثيق كل ذلك في مقال جديد مهم نُشِرَ من قبل ألكساندرا باييفا لوكالة ميدوزا للانباء، التي تحدثت مع النشطاء العرقيين والمسؤولين واللاجئين أنفسهم في شمال القوقاز.
من بين النقاط العديدة التي تحدثت عنها، هناك ثلاث نقاط لها أهمية خاصة: أولاً: تقول إن روسيا تبذل كل ما في وسعها للحد من تدفق الشراكسة من سوريا، خشية أن يصبحوا مُوَرِّدينَ لوجهات نظر الإسلاميين أو أن يغيروا التوازن العرقي في جمهوريات شمال القوقاز أو حتى يبادروا للبدء بحركة لاستعادة وضع جمهورية شركسية موحّدة هناك.
ثانياً: على الرغم من أن بعض المسؤولين الإقليميين كانوا داعمين في البداية، إلا أنهم الآن أقلاء، حيث أصبحوا قلقين من أن أي دعم للشركس سيكلفهم مناصبهم كما حدث في الفترة التي سبقت أولمبياد سوتشي عندما احتج الشركس في جميع أنحاء العالم ضد عقد هذه الألعاب الرياضية في موقع الإبادة الجماعية التي اقترفت ضد أمتهم في عام 1864.
وفي غياب مثل هذا الدعم الحكومي، قام الشركس بتنظيم مجموعات مختلفة لإرسال آلاف الدعوات إلى الشركس في الخارج للقدوم إلى شمال القوقاز ولتقديم المساعدة على شكل الغذاء والإسكان والوظائف للذين يتمكنون من ذلك. لكن في الأشهر الأخيرة، تعرضت هذه الجماعات لمزيد من التمحيص وحتى للقمع.
وثالثاً: كما تقول أولغا بيغريتوفا من منظمة أوشاغ القومية ، فإن السلطات الروسية تسعى على الفور إلى ترويس هؤلاء الشركس الذين ينجحون في القدوم سواء بشكل قانوني أو غير قانوني. وتقول: ”يجب على العائد أن يخضع لاختبار في مواضيع التاريخ واللغة والقوانين [الروسية]“. إن ”هذه عقبة رئيسية“.
“العديد من العائدين [الشركس يتحدثون فقط العربية والقباردي. لماذا لا يمكن فحصهم في لغة القباردي إذا كانوا سيعيشون بيننا؟“
المصدر
ويندوس ايرواسيا