الشركس يريدون اتباع الساخا ويعلنون أنهم السكان الأصليين لمقاطعة كراسنودار


بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي

16 نوفمبر/تشرين الثاني، 2016

قد لا يكون دراما موكب السيادات في نهاية الحقبة السوفيتية، لكن قرار جمهورية ياقوتيا للإعلان عن أن الساخا هم السكان الأصليين لتلك المنطقة، وهي خطوة أثارت مناقشات روسية للقيام بنفس الشيء بالنسبة لذوي الأصول الروسية في البلاد ككل، وتتردد أصدائه بالفعل بين مجموعات أخرى غير روسية.

فمن ناحية، يعتبر هذا تذكيراً آخر بأنه عندما يشطح الروس بعيدا في اتجاه محاولة تحويل الفيدرالية الروسية إلى دولة قومية، فإن الذين هم من أصول غير روسية سوف يردون عن طريق التأكيد على وضعهم الفريد وأهمية الفيدرالية إذا كانت روسيا ستبقى في حدودها الحالية.

ومن ناحية أخرى، فإنه إشارة إلى أن ما تفعله واحدة من الجمهوريات غير الروسية، سواء كانت تلك تتارستان في كثير من الحالات أو ساخا في هذه الحالة بعينها، فإن ذلك ينتشر بسرعة إلى آخرين وبطرق تذكر بانتشار تأثير الجبهات الشعبية في البلطيق إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي في نهاية الحقبة السوفيتية.

في سبتمبر/أيلول، نشر النشطاء الشركس على الانترنت إعلانا للتوقيع على بيان موجة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحكومة الفيدرالية الروسية، وإلى إدارة مقاطعة كراسنودار داعيا الجميع إلى الاعتراف بأن الشركس (Adygeys) يعتبرون السكان الأصليين لمقاطعة كراسنودار.

يمكن الاطلاع على العريضة على change.org. وتم بحث الموضوع من خلال موقف ناقد هو آرتر برايماك eadaily.com.

وتقول العريضة في جزء منها، ان غالبية المدن والأنهار في المنطقة الساحلية للبحر الأسود في مقاطعة كراسنودار لها أسماء أديغية (شركسية) وقد عاش الأديغه هناك منذ الأزل. وحتى الآن، لم تعترف إدارة المقاطعة [بالشركس] على اعتبارهم انّهم السكان الأصليين … نحن لسنا بحاجة إلى أي شيء ما عدا الاعتراف بهذه الحقيقة”.

ويتابع: إذا تم هذا الاعتراف، فإن الشركس “سيكونوا قادرين على قلب صفحة التاريخ ومع الامتنان المضي قدما! [هم] يحبون بلدهم وعززوا من احترامه في الألعاب الرياضية وفي الصراعات العسكرية على حد سواء. اسمحوا الآن لبلدنا الكبير بالتلاقي مع [الشركس] في منتصف الطريق والاعتراف بهذه الحقيقة. يجب أن تنتصر العدالة!”

في البداية، يقول برايماك، أن هذا النداء جذب اهتماماً متواضعاً، لكن بعد قرار محكمة ساخا، اكتسب المزيد من الاهتمام والمزيد من الدعم حتى أصبح هدفا للهجمات من قبل الروس الذين اعتبروه عناداً ويشكل خطراً على سلامة أراضي الفيدرالية الروسية.

(بالنسبة لقرار محكمة ساخا، راجع  windowoneurasia2.blogspot.com؛ وفيما يخص رد الفعل الروسي العرقي المعادي والساحق عليه، بما في ذلك مطالب لقمع الجمهوريات غير الروسية تماماً، راجع windowoneurasia2.blogspot.com.

في نقاشه حول أحدث عريضة، يشير برايماك إلى أنها تتعلق فقط بحالة الشركس في مقاطعة كراسنودار. لكنه ينبه  أنه إذا كانت موسكو ستوافق على الطلب الشركسي، فإن الشركس من المرجح أن يوسُّعوا من مطالبهم لتشمل أجزاء أخرى كثيرة من شمال القوقاز التي كانت جزءا من شركيسيا قبل الغزو الروسي.

انه يرجع هذا الاستنتاج إلى بنود “إعلان بشأن تقرير المصير وإقامة دولة للشعب الشركسي الأصيل” الذي صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 الذي كان قد اعتُمِدَ كرد شركسي على إعلان الأمم المتحدة لعام 2007 بخصوص “حقوق الشعوب الأصلية”.

ويشير إلى أن الوثيقة تشمل، على حد تعبيره، ما هو داخل حدود شركيسيا التاريخية “كافة أجزاء مقاطعة كراسنودار، وجمهورية أديغا، وجمهورية قباردينو-بلكاريا، وأجزاء من الأراضي الروسية الأخرى، وأيضا جزء من جمهورية أبخازيا”. ويعلن أن الشركس لم يوافقوا “طوعا بشكل مطلق” على الرحيل أو تغيير حدودهم القومية.

وعلاوة على ذلك، يشير برايماك، أنّهُ إذا قدمت روسيا أي تنازلات للشركس على هذه النقطة، فإن الشركس سيضغطون للاعتراف بأحداث عام 1864 حيث أن أكثر من نصف الشركس تم ترحيلهم إلى الإمبراطورية العثمانية والذي يعتبره الشركس ومؤيديهم إلى هذ اليوم كعمل من أعمال الإبادة الجماعية.

ويخلص إلى أن من الواضح تماما، أن كل هذا يجعل من المرجح أن يؤدي إلى “زعزعة استقرار شمال القوقاز”، ولا سيما بالنظر إلى رد فعل الشعوب الأخرى لهذه المطالبات الشركسية بما في ذلك العرقيين الروس.

المصدر: