الضغط الروسي على الشركس يزداد مع تفاقم الأزمة الروسية التركية


أدّى الصراع بين روسيا وتركيا بعد إسقاط طائرة روسية انتهكت المجال الجوي التركي إلى الضغط المكثّف على الشركس الذين نجحوا في العودة إلى أرض آبائهم وأجدادهم في شمال القوقاز وإلى انخفاض استعداد موسكو لأن تقبل الشركس من سوريا، التي مزقتها الحرب.

كثفت خدمة الامن الفيدرالي الروسي (FSB) من اضطهاد الشراكسة من تركيا منذ إسقاط الطائرة الروسية، وتتراوح بين مطالب بأن يتخلّى الشركس عن الجنسية التركية وإلى المشاركة في المظاهرات المناهضة لتركيا والتقييد البيروقراطي لحث الشركس على عدم عقد اجتماع احتجاجي أمام القنصلية الروسية العامة في اسطنبول يوم الجمعة الماضي (kavkaz-uzel.ru/articles/274672/).

واعتمد الاجتماع قراراً يعلن أن “الشعب الشركسي يجب ألا يعاني نتيجة للصراع بين روسيا وتركيا.” في الواقع، قال أحد المنظمين، ان  الشركس أنفسهم منقسمين حول من يقع عليه اللوم في هذا الصّراع ويحاولون قدر الإمكان أن يبقوا خارج الجدال.

ولسؤ الطّالع، تحاول موسكو وخدمة الأمن الفيدرالي (FSB) أن توقع بهم، وهذا يولد ردود فعل عنيفة. لكن المشاكل الحالية لها جذور عميقة، حسبما يقول المنظمون. “لو ان روسيا ساعدت الشركس من سوريا وقبلتهم {عندما بدأ الصراع السوري}، لكانت علاقة الشتات الشركسي صوب روسيا مختلفة تماماً. 

في الواقع، يقول بعضهم، لو أن موسكو ساعدت الشركس في سوريا، “لما كان هناك أي حملة بعنوان لا لسوتشي في الفترة التي سبقت الأولمبياد. إن عدم وجود رغبة من جانب روسيا لرؤية الشركس وحتى إعادة بعض العدالة التاريخية لهم قد ولّد رد فعل في الشتات.”

وقال أحد المتظاهرين الشّركس “إن الجانب الهزلي في معظمه” في الأزمة الروسية-التركية، هو أن “القائد العام للقوات الجوية التركية هو من الأباظة والذي يتحدث القباردي، وكان شقيقه في الماضي زعيم إتحاد الجمعيات القفقاسيّة (KAFFED)،” حيث أن ذلك مؤشر على مدى إندماج الشركس في وكالات الأمن التركية.

بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي

المصدر: