احتجاجات شركسية في شمال القوقاز، وحملة دولية للمطالبة عبر الإنترنت، ومناشدات أخرى للسماح للشركس السوريين بالعودة إلى أرض آبائهم وأجدادهم لم تتغلب على اعتراضات موسكو أو أنّها جذبت التأييد الشعبي اللازم لها، وفقا لمكسيم شيفتشينكو ، عضو مجلس حقوق الإنسان الرئاسي.
ونتيجة لذلك، يشير إلى أن أولئك الذين يدّعون أنهم قادة الجمهوريات والمناطق التي يعيش بها الشركس بحاجة إلى أن يتحدّثوا. المظاهرات الشركسية حتى الآن، يضيف شيفتشينكو، “هي نموذج عادي من الحراك المدني، لكن ما يجب أن يسمع هو أصوات الناس الذين لهم تأثير في العالم الأديغي [الشركسي]”
(kavkaz-uzel.ru/articles/270494/).
مثل هؤلاء “الناس الذين لهم حضور مؤثر جداً،” كما يقول؛ لماذا هم صامتون؟ ما الذي يخشونه؟ أو أنهم لا يريدون أن يتحمّلوا المسؤولية عن أنفسهم؟” في هذه المقابلة مع “كفكازسكي أوزيل” ، قام حتى بسرد أسماء سياسيين بارزين من أديغيا (Adygeya)، وقباردينو – بلكاريا ، وكراشيفو-شركيسيا .
ويشير شيفتشينكو: “لدينا أعضاء في مجلس الشيوخ ومليارديرات.” و“هناك نواب ورؤساء للمناطق. إذا قام كل واحد منهم بإعطاء مليون روبل، فإنّهُ سيتم حل مشكلة العودة إلى الوطن. يقيم في روسيا العديد من الأديغه الأثرياء الذين لديهم صلات واسعة بما فيه الكفاية مع المؤسسة الروسية. يمكنهم أن يحلوا الكثير من القضايا بعد إجراء عدة مكالمات هاتفية.”
“لكن،” يخلص ويقول بأسف، “انهم لا يفعلون أي شيء.”
سبب واحد هو أنهم لم يفعلوا ذلك، هو الإعتراض الذي أظهره الكرملين للسماح لشركس سوريا بالعودة الى بلادهم خشية زعزعة الوضع عن طريق تغيير التوازن العرقي في المنطقة أو أن يحضروا معهم التشدد الاسلامي. لكن أيا من هذه الاعتراضات، يقول شيفتشينكو وخبراء آخرين، ليس له ما يبرره.
من ناحية، فإن أعداد الشركس السوريين الذين من المحتمل أن يعودوا سيكون قليلاً نسبياً بالمقارنة مع السكان الموجودين في جمهوريات شمال القوقاز. ومن ناحية أخرى، الشركس تقليديا هم ليسوا من بين معظم الناس الذين يحترمون القانون فحسب، لكن روسيا لديها الأجهزة الأمنية التي يمكنها أن تتخلص من أيٍ من الذين ليسوا كذلك.
وسيرغي أروتيونوف ، المتخصص في شمال القوقاز في الأكاديمية الروسية للعلوم ، يشير إلى أن “المخاوف التي تبديها السلطات الفيدرالية لا تعتبر أساساً لمعارضة قبول اللاجئين. الدول المتحضّرة لا تعترض على استقبالهم على هذه القواعد، ونحن لا يجب علينا أن نرفض.”
ويقول شيفتشينكو ما تخشاه موسكو حقا، هو أن عودة الشركس سيشعل تساؤلات حول من كان مسؤولا عن نفيهم في المقام الأول. هذا الشيء الذي تريد موسكو أن تفعل كل ما في وسعها لتجنبه. لكن في نهاية المطاف، فإن هذا القلق أيضا هو دون أساس: روسيا في الوقت الحاضر لا يوجد لديها ارتباط مع روسيا لعام 1864.
ما الذي يجعل تعليقات شيفتشينكو مثيرة للإهتمام على نحوٍ خاص هو أنها تدعو أولئك الذين يدّعون أنهم يمثّلون الشركس في شمال القوقاز لتشكيل لوبي للشّؤون الشّركسيّة، وهو الاقتراح الذي يحمل في ثناياه اقتراحاً ضمنياً يقضي بأنّهُ إذا لم يقوموا بفعلوا ذلك، فإنّهم سوف يفقدون ثقة ودعم ناخبيهم.
من شأن ذلك أن يغير طبيعة السياسات العرقية في شمال القوقاز من خلال إعطاء زعماء الجمهوريات الشركسية الثلاث مهلة وبأنّهم سوف يواجهون سكاناً يزدادون حدّة إلا إذا تحدثوا عن ذلك في موسكو، حتى لو كان يبدو لهم أن تحدثهم في الكرملين قد يكلّفهم وظائفهم.
بول غوبل
ترجمة: عادل بشقوي
المصدر: