فاليري حاتاجوكوف: شمال القوقاز على وشك أن ينفجر مرة أخرى


فاليري حاتاجوكوف عضو في المجلس الإجتماعي في جمهورية قباردينو – بلكاريا 

بول غوبل - ستاونتون 2015 31 يوليو/تموز   

ترجمة: عادل بشقوي

 الانخفاض الأخير في النشاط الإسلامي السّرّي في شمال القوقاز أدى في البعض في موسكو والمنطقة للإستنتاج أن وقوع العنف هذه المرة هو “لا رجعة فيه”، حسبما يقول فاليري خاتاجوكوف. لكن هذا هو “إلى حدٍ كبير غير صحيح”، ويجعل الأمر أكثر صعوبة للتعامل مع ما هو آتٍ.

وقال عضو في المجلس الإجتماعي في جمهورية قباردينو – بلكاريا إلى ريناتا شابانوفا  من “كافكازكايا بوليتيكا” أن “كل سنتين أو ثلاث سنوات، يتم القضاء على القادة السريين كنتيجة لنوع من تزامن ‘بهيج’ للظروف، ويهدأ الوضع لفترة زمنية معينة”.


“لكن في الواقع، كل تلك الأسباب الموضوعية — الاجتماعية والاقتصادية والسياسية — والتي تؤدي لأن يقوم ممثلي الشباب بالمشاركة في فكر الجهاد المسلح لم يتم التطرق لها. إنّ بقائهم يستمر، وبالتالي، “يقول خاتاجوكوف، “ستتواصل العمليّة” نظرا لأن أعداد الشباب الذين هم على استعداد لقبول تلك الأيديولوجية لم ينخفض.

وكإثبات بأن موجة جديدة من العنف قادمة، يشير إلى إستطلاع  جرى مؤخّراً على الإنترنت، في جمهورية قباردينو – بلكاريا التي يقيم فيها، وجد أن 11 في المئة من 600 من الشباب الذين شاركوا فيه، قالوا انهم كانوا مشدودين للأفكار الجهادية وانهم كانوا جاهزين للانضمام الى الحركات السرية. وتابع بأن هذه مشاركة كبيرة.

مع ذلك، على الرغم من المطالبات الرسمية، لم يجري “أي عمل وقائي حقيقي” بين الشباب. وقد ظهر عدد قليل من المقالات الإعلامية، لكن “نحن لا نرى أي منشورات تحليلية خطيرة أو نرى أي تصريحات رزينة من قبل أشخاص في السلطة” أو أي تحقيقات جدية، تكون على الأقل متاحة للجمهور، عن الوضع على الأرض.

أي حكومة، بما في ذلك حكومة الفيدراليّة الروسيّة أو حكومة جمهوريّة قباردينو – بلكاريا، لديها الحق في استخدام القوة إذا كانت هناك حاجة لذلك، وإذا “تم عمل كل شيء وفقا للقانون”. لكن “القوة الذي تستخدم بشكل غير قانوني، القوة التي تتناقض مع الدستور وغير ذلك فإنها لا تعمل على الإطلاق” لتغيير القيم والحد من التهديد.

“نحن نعرف”، يقول خاتاجوكوف، “أن هناك حالات عندما يتم تزوير القضايا الجنائية، وعندما يتم دس الأسلحة، والمخدرات، وهلم جرا. الناس الذين ينظمون ذلك يعتبرون أنهم يشاركون في نوع من العمل الوقائي”، لكن ما يقومون به له أثر عكسي.

مثل هذه “الأساليب غير القانونية في كثير من الأحيان تزيد من تدفق القوى الجديدة باتجاه العمل السّرّي، حيث أن البعض منهم يأتون من الجماعات التي لم تفكر من قبل بحمل السلاح ولكن دخلوا في هذا الطريق من أجل الانتقام لأصدقائهم وأقاربهم، وهلم جرا”.

أعلنت جمهورية قباردينو – بلكاريا عن خطط لإنشاء وزارة جديدة للوقاية من التطرف بين الشباب. ويقول خاتاجوكوف انه ليس متأكداً كيف سيكون هذا العمل ويتخوّف من أن كل شيء يمكن أن يبقى على الورق من دون نتائج حقيقيّة. شيء واحد هو متأكّد منه، على أي حال، وهو أنه يجب على الوزير  “أن لا يكون بأي حال من الأحوال” من الحرس القديم .

كثير من الناس في موسكو يعتقدون أنه مهما كانت المشاكل في شمال القوقاز، فإنّهُ يتم إحتواؤها في تلك المنطقة ولن تؤثر على البلد ككل. لكن يقول خاتاجوكوف أنه لا يمكن أن يكونوا أكثر ضرراً، مشيرا إلى أن ما يبدأ في منطقته لا يبقى هناك.

إن فكرة “الحرب الصغيرة المفيدة” نشأت في الفيدراليّة الروسيّة في الشيشان؛ فقد انتشرت الآن في أوكرانيا. وقمع وسائل الإعلام والخطف والإختفاء التي ظهرت للمرة الأولى للأسف في شمال القوقاز،  كما يشير، انتشرت في جميع أنحاء روسيا ككل.

ويقول في الختام، هناك أسلوب واحد فقط للتغلب على هذا الوضع. السكان والحكومة بحاجة إلى الاعتراف بأن واحدة من المشاكل في شمال القوقاز وعبر التورط في أماكن أخرى في روسيا ككل “يمكن حلها دون استعادة السيطرة الفعلية على أجهزة السلطة على جميع المستويات”.