ماذا كان كل من بوتين وميدفيديف يفعلان في الخمس عشرة عاماً الماضية؟


سوتشي ليست المدينة الوحيدة في الفيدراليّة الروسيّة التي داهمتها فيضانات واسعة النطاق، نتيجة الأمطار الغزيرة وضعف البنية التحتية، وهي ليست المكان الوحيد الذي بدأ السكان فيه بتسييس هذه الفيضانات، مطالبين في كلمات أحدهم في جبال الأورال: “أين بوتين وميدفيديف؟ ما الذي فعله هذان الشخصان في السنوات ال 15 الماضية؟”

            كان ذلك التعليق الأول الّذي أُضيف لمقال يوضّح الفيضانات التي حدثت على نطاق واسع في مدن الاورال وسيبيريا التي ظهرت أمس على بورتال يو آر إيه . آر يو (URA.ru). وكان بوضوح بعنوان “روسيا تغرق تحت الماء. ويمكن صونها [فقط] بالإرادة السياسية” (ura.ru/articles/1036265209).

                ويبدأ البينا زولوتوخينا (Albina Zolotukhina) وميخائيل بيلي (Mikhail Bely): “اذا ذهبت سوتشي ‘الذهبيّة’ نتيجة الأمطار الغزيرة حتّى تحت الماء”، إذن ما مدى استعداد مدن في الأورال لذلك؟” ما وجدوه هو أن الوضع في الأورال قد يكون مزرياً كما هو الوضع في موقع أولمبياد عام 2014، إلا أن المشاكل في كلا المكانين تعكس فشل الحكومة الروسية في الاستثمار في البنية التحتية.

            بعدها يجري الإثنان مسحاً لكوارث الفيضانات في فورونيج (Voronezh)، ونيجنفارتوفسك (Nizhnevartovsk)، ومانايتاغورسك (Magnitogorsk)، وتشيليابينسك (Chelyabinsk)، وغيرها من المدن، ويبيّنون مع صورهم أدلة قاطعة على أن الأمطار الغزيرة أثبتت أنّها في كثير من الأحيان هي أكثر مما تستطيع تصريفه المجاري القديمة، وخاصة بعد تعبيد الكثير من أرض المدينة لم يترك لمياه الأمطار مكاناً تذهب إليه بحيث لا تضر بحياة الناس.

            وتساءل الصحفيان “هل الطقس وحده” المسؤول عمّا حدث. العديد من المسؤولين الروس سواء في المدن الّتي تضررت من الفيضانات أو في موسكو إما انّهم استمرّوا في التعبير عن التفاؤل أو رفضوا بحث هذه المسألة حينما سئلوا عندما ارتفع منسوب مياه الفيضانات مع توقع هطول مزيد من الامطار.

            ومع ذلك، فإن سكان المدن الّتي تضررت من جرّاء الفيضانات، لم يكن لديهم شك أنه “إذا تم تطوير مجاري فيضانات العواصف كما هو مطلوب، فإنّه ما كانت  لتحدث المشاكل.

            ويقول ديمتري تارادوف (Dmitry Taradov)، منسق الإسكان في المنطقة، ان العديد من مجاري العواصف بنيت قبل 20 أو 30 عاماً أو حتّى أكثر من ذلك، هي الآن عديمة الصّلاحيّة تماما. إنها ببساطة “لا يمكنها أن تعمل لأسباب موضوعيّة في ظل الظروف الحالية” حيث أن توسع المدن دمر العديد من قنوات التصريف الطبيعي.

            ويقول أنّهُ دون أدنى شك، فإن قِدم وعدم كفاءة البنية التحتية هو “مشكلة كبيرة، وهي المشكله الّتي تزداد سوءا مع مرور كل عام”. حتى لو كان هناك التزام ضخم لاصلاح الامور، الأمر الذي سيتطلّب إرادة سياسية حقيقية، فإن ذلك لن يستغرق 5 – 7 سنوات كما يتخيل البعض ولكن نحو 20 عاماً أو أكثر.

بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي