الكرملين يتخوف بأن يستغل تتار القرم قضيّة الإبادة الجماعية الشّركسيّة


بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي


            ستاونتون، 23 يونيو/حزيران — دعا الكرملين لدراسة جديدة لتحديد ما إذا كان تتار القرم سوف يكونوا قادرين على المطالبة بشكل مشروع أن يكونوا السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، على الأقل جزئياً تحسّباً من أن المعارضين الجيوسياسيّين لروسيا سوف يستخدمون قضية الإبادة الجماعية الشركسية للضغط على موسكو بشأن شبه جزيرة القرم، وذلك وفقا ليفغيني مينتشينكو (Yevgeny Minchenko).

            ويظهر رصد الباحث السياسي الموسكوفي في موقع “فيدوموستي” (Vedomosti) الذي يحمل تقريراً حول دعوة جديدة للصحف حول تهديدات للأمن القومي الروسي صادرة من قبل الإدارة الرئاسية الروسية (http://www.vedomosti.ru/politics/articles/2015/06/23/597522-administratsiya-prezidenta-zaplatit-za-prorabotku-novih-vozmozhnih-ugroz-natsionalnoi-bezopasnosti).

            ومن بين المواضيع التي يطلب الكرملين أن تجري دراسات بشأنها حسب تقرير الصحيفة، هي استراتيجية تطوير الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (Eurasian Economic Union) وفق حقائق سياسية جديدة وأيضا تقييما لاحتمالات اكتساب تتار القرم بأسلوب الأولوية لوضع السكان الأصليين في شبه جزيرة القرم.

            يخطط الكرملين لإنفاق 13.3 مليون روبل (260000 دولار أميركي) على هذه المشاريع، وذلك أقل بكثير من 46 مليون روبل (مليون دولار أميركي) قام بإنفاقها على مثل هذه الدراسات في المسابقة التي أجراها قبل عام. ولكن كما تلاحظ صحيفة “فيدوموستي”، فإن هذا العام، ستكون معظم الدّراسات تقريباً عن السياسة الخارجية والتركيز على جماعات مثل تتار القرم والشتات الشركسي.

            وقد طالبت الإدارة الرئاسية أولئك الذين يريدون التنافس على منحة لدراسة تتار القرم على التركيز على مسألة تحديد تعريف عبارة “السكان الأصليين” وتحديد “إلى أي درجة يمكن لتتار القرم الاعتماد على الحصول على هذه الصّبغة” بالنسبة للجماعات الأخرى في شبه الجزيرة.

            وعلاوة على ذلك، قالت الإدارة الرّئاسيّة، إنّها تريد من الباحثين تقديم “ليس فقط بيانات شاملة عن الوضع السياسي والاجتماعي-الاقتصادي لتتار القرم ولكن أيضا لتقييم إمكانية تأثير شتات تتار القرم الخارجي على الحياة الاجتماعية-الاقتصادية والسياسية في شبه جزيرة القرم”.

            “إن هكذا تحليل ليس مطلوباً فقط في المجالات السياسية الداخلية الروسية والتي تتبع شبه جزيرة القرم، ولكن من شأنه أن يعزز المواقف الدولية لروسيا في الأبحاث و المناقشات السياسية العامة، في حين يحاول المعارضون المضي قدماً في إشاعة أفكار معادية ومدمّرة لروسيا”، وذلك وفقاً للمذكرة المؤطّرة كما ذكر من قبل الصحيفة من موسكو.

            وتشير “فيدوموستي” إلى أن تركيا تقول ان تتار القرم هم السكان الأصليين في شبه جزيرة القرم وأن العديد من المحللين يجادلون في أن تتار القرم هم “الشعب الوحيد [هناك] الّذي له الحق في تقرير المصير، بما في ذلك عن طريق اجراء استفتاء على الإستقلال. بوضوح، يقصد من الدراسة الجديدة أن تساعد في التصدي لهذه الفكرة.

المصدر: