تقديم: عادل بشقوي
وفقا لتقارير إخبارية، لوحظ تحركاً أبخازياً تجاه الشركس في الأردن، في انفراج للعلاقات المتوترة بين السلطات الأبخازية والشركس في السنوات الأخيرة (http://www.apsny.ge/2014/conf/1419388472.php…).
لقد وصل قبل بضعة أيام إلى عمان/الأردن، وفداً أبخازياً برئاسة نادر بيتييف
مستشار رئيس جمهوريّة
أبخازيا في زيارة عمل. ويهدف الوفد الأبخازي إلى إجراء محادثات في الاردن للإعتراف باستقلال أبخازيا، وبدأ اجتماعات مع الجمعيات الشركسية والأفراد ضمن المجتمع الشركسي لدعم مهمته في محاولة للتحضير لزيارة إلى الأردن قد يقوم بها
راؤول خاجيمبا
رئيس جمهورية أبخازيا. وأضافت الأخبار أن الوفد اقترح على محمد أباظة البالغ
83 عاماً من العمر للمساعدة في إقامة تمثيل دبلوماسي أبخازي، إلا أنه رفض العرض.
على ما يبدو، فإن الوفد يحاول التعهّد للشركس بأنه سيتم منحهم جوازات سفر أبخازيّة، والّذي يبدو تماماً بأنّهُ مخطط روسي لاحتواء الشركس في الشتات في مقابل وعود فارغة المحتوى بعد سنوات عديدة من العلاقات الباردة وحتى المقطوعة جزئياً!
ويبدو أن العزلة الروسية تعمل على دفع السلطات الروسية لاستخدام الحكومة الأبخازية من أجل الإستفادة من “الموارد” المتاحة، وهذه المرة صادف بأن يكون “الشركس” متاحون مرة أخرى.
ويظهر بإنه تحرك دعائي، حيث يبدو الوفد وكأنه يقدم الاعتذار للشركس، بحيث يقول ان الأبخاز والشركس هم أشقاء، وكان الكسندر أنكفاب
فقط، ضد الشركس، وأطيح به من السلطة عن طريق ثورة شعبية (بتدبير روسي) والذي هرب إلى القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية، ولكن تصرّح الوثائق بغير ذلك. “نأت الحكومة الأبخازية بنفسها رسمياً عن الإبادة الجماعية الشركسية. والحكومة السابقة لسيرجي باجابش
، الرئيس الجورجي الأسبق فعلت ذلك بالفعل، ولكن الحكومة الحالية الآن تقوم بالعمل نفسه”
(http://dailygeonews.blogspot.com/…/abkhazians-ignore-circas…).
“انها ليست فقط الحكومة، فالشعب الأبخازي يشعر أيضاً بالمضايقات من هذا الموضوع. في مايو/أيار 2011، اعتبرت جورجيا، أول دولة في العالم، تعترف رسميا بالإبادة الجماعية الشركسية. وحظي هذا الاعتراف بانتقادات شديدة من الأبخاز. واتهموا جورجيا بمحاولة عرقلة دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي. حتّى أنّهم ذكروا بأن جورجيا اخترعت قصة الإبادة الجماعية الشركسية جملة وتفصيلا“.
حصل الأبخاز على مساعدة المقاتلين الشركس في الحرب الجورجية -الأبخازية، ثم تناسوا كل شيء عنهم. إبراهيم يغنوف
، رئيس الجمعية الشركسية في قباردينو - بلكاريا، خاسه، وهو الّذي كان زعيم المقاتلين الشركس في الحرب الجورجية -الأبخازية، ذكر بأنّهُ لو كان يعرف أن النتيجة ستكون على ما هي عليه، لما كان قد شارك في تلك الحرب (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251660707).
ونشر موقع قوقازى في الشتات التركي مقالا في ديسمبر/كانون الأول 2011، ردا على تعليمات أبخازية آتية مباشرة من رئيس جمهورية أبخازيا: “قبل ذلك، فقد أعلنا للرأي العام بأنّا كنا ندرك من وجود محاولات لجعل الشّتات الأبخازي حصان طروادة ضد روسيا وسوف نقف ضد هذه المحاولات”. وجاء الرد على تعليمات الرئيس: “نحن، كناشطين نرفع صوتنا ضد دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي لعام 2014 ولحقيقة الإبادة الجماعية، ولن نسمح بتحويل نضالنا عن هدفه. ولن ندع أي دولة أو جماعة ذات مصلحة بأن تناور في هذا الكفاح الذي تشكل مع فعاليات الشّتات. وكما ثبت عدة مرات في الماضي، فسيكون المجتمع الشركسي هو الذي سيخيب آمال هذه الحملة المدبّرة والمنظمة من قبل روسيا ضد مؤسسات المجتمع الشركسي” (http://www.kafkasyaforumu.org/index.php…).
حتى أنهم رفضوا إعادة أي فرد من شركس سوريا إلى القوقاز وهم الذين لم يعد أمامهم أي مكان للجوء إليه، رغم أنهم تقدّموا بطلبات في محاولة للجؤ إلى أبخازيا. أصدرت مجموعة من الشركس في ذلك الشأن رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأبخازي بعنوان: “سؤال موجّه لفخامة رئيس جمهورية أبخازيا المستقلة”، ولكن لم يظهر أي رد عليها من السلطات الأبخازية (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251662020).
من الواضح أن السلطات الأبخازية وأصدقائها الروس يمكنهم التحرك الآن بحرية في ساحة الشتات الشركسي بعد عقد ألعاب سوتشي (مع دعم الأبخاز الكامل) في وقت سابق من هذا العام. لقد اعتقدوا أن الشركس قد نسوا أن بعض الأبخاز - الأباظة فقط تم إجلاؤهم من سورية وأعيد توطينهم في أبخازيا؛ لكن الشركس، وعلى الرغم من حقيقة أن مجتمع الأباظة في سوريا كان قد اعتُبِر من الشركس وكان قد تقلد أفراده بعض المناصب في إدارة الجمعية الشركسية (خاسة)، وخاصة في دمشق، إلا انه لم يتم التعامل معهم بالإحساس الإنساني السليم (http://www.eurasianet.org/node/65343)!
إذا كان هناك أي نوع من المشاعر الصادقة تجاه الشركس، فإن الطريق معروف جيدا بالنسبة لهم وللآخرين. دعهم يتّخذوا بادرة طيّبة أو خطوة من باب حسن النية تجاه شركس سوريا الذين تقطعت بهم السبل في ظل الحرب الأهليّة القائمة في سوريا لأكثر من ثلاث سنوات حتى الآن. وإذا تم ذلك ووافقت روسيا على ذلك، وهو شرط مسبق لمن يريد السفر إلى أبخازيا للحصول على إذن روسي (تأشيرة سفر)، فإن كل ما سبق ذكره ليس دقيقا تماما، وستفتح صفحة جديدة في العلاقات الشركسية - الأبخازية.