بقلم: عادل بشقوي
26 نوفمبر/تشرين الثاني 2014
اعتمدت روسيا باستمرار سياسة إستعماريّة وفقاً لأسلوب إمبريالي نموذجي في التعامل مع الشعوب والأمم الخاضعة وذلك ما ينطبق على المثال الشركسي، كون الشّركس هم ضحيّة من ضحايا روسيا الذين عانوا من صعوبات نتيجة للنتائج والآثار المترتبة عن الحرب الروسية - الشركسية والتي تشابكت على مر السنين، التي أبقت منذ ذلك الوقت على الآعمال العدوانيّة وتهجير الغالبية العظمى من الشركس لقبول الأمر الواقع والحفاظ عليه بشكل دائم.
تقدم الروس ومرتزقتهم، لحكم عشرات الملايين من السكان من أمم القوقاز بما في ذلك شركيسيا من أجل إثبات قدرة إستعمارية منافسة، والتفوق والقدرة على الإقتراب والوصول إلى الموانئ البحرية الاستراتيجية في المياه الدافئة للبحر الأسود من أجل التجارة والإتصال مع موانئ العالم في الشرقين الأدنى والأقصى، ولتمدد وتوسع قوات التفوق العسكري، والتنافس مع القوى الكبرى الأخرى، وإنجاز اعتقاد عنصري في التفوق السلافي، الذي كان من بين تلك الحوافز الهامة.
وقد أثبت السلوك العنيد للسياسات الإمبريالية باستمرار أن روسيا قد مارست الأساليب الاستعمارية الإرهابيّة العدوانية والعنيفة مع التوسع الإقليمي والتّوسّع لارتكاب الفظائع مثل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي حيث أعقبها التهجير والترحيل، من أجل تنفيذ تطهير للأراضي بقصد السيطرة على المناطق الاستراتيجية وموانئ وشواطئ البحر الأسود للحصول على ضمانات اقتصادية والسيطرة على الموارد الطبيعية في الوطن الشركسي وما وراءه.
إن استيقاظ العملاق الشركسي النائم ليس مزاحاً، انه حقيقية. ولقد انتُقِدتْ الإمبريالية بمرارة واعتبرت خيانة للحضارة وللقيم البشرية التي تتألّف من الحرية، والمساواة، والاستقلال، والتي يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وقد أثبت الشركس بالفعل للعالم وإلى القيادة الروسية المتعنتة، وبما لا يدع أي مجال للشك، أن تجاهل الحقائق بشكل مستمر ورفض فكرة استعادة الحقوق الشركسيّة المصادرة، لن يكون ذلك مقبولاً بأي حال من الأحوال.
سوف يتبع الشركس الأوفياء للمبادئ الوطنية أساليب قانونية وغير عنيفة، ولن يسمحوا لكائنٍ من كان ولمن يكون، باختطاف آمالهم وتطلعاتهم من أجل منافع ومكاسب شخصية أو إنتهازية، وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون واضحاً أن مثل هذه الآليّة التنظيمية يجب أن تعمل فقط على تأكيد الحقوق المشروعة.
إن المسائل المختلفة للقضيّة الشركسية والتطور التاريخي الذي يبين أصل الشعب الشركسي بالإضافة إلى أهم الموارد الطبيعية والاستراتيجية ذات الأهمية في المنطقة وروابط مختلفة في شمال القوقاز تتعلق بالاحتلال والضم الروسي. يجب أن يكون هناك تنسيقاً مع الشعوب الأخرى في شمال القوقاز التي هي تحت السيطرة الروسية، والحصول على دعم من دول القوقاز والدول الإقليمية والدول الرئيسية، والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة. يجب آن يكون الهدف هو تقديم المساعي والمبادرات للمطالبة بحل في إطار الشرعية الدولية من خلال تطبيق حق تقرير المصير على تراب الوطن الشركسي.
يسعى الشركس للمطالبة بالحقوق الشّركسيّة المشروعة لأنه يحق لهم أن يكون هناك الإعتبار الخاص بهم للتعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم حيث أن الدلائل تتطلب بالضرورة أنه ما دام الناس لا يسعون لاستعادة حقوقهم المشروعة، فإنّه لن يتطوع أحد للقيام بذلك نيابة عنهم. وينبغي أن تأتي المبادرة منهم.
يطالب الشركس باعترافٍ روسيٍ بالإبادة الجماعية الشركسية وفقا للشرعية الدولية وعلى أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والذي يتطلب تنفيذ حق العودة إلى الوطن. يحق للأمة الشركسية أن تتمتع بحقوق الإنسان، التي هي من الحقوق المتأصلة لجميع بني البشر دون تمييز، ويجب أن تكون “متشابكة، ومترابطة وغير قابلة للتجزئة”، وكذلك الحق في تقرير المصير وفقا لإعلان الأمم المتحدة بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.
يجب أن يكون الشركس على الطريق الصحيح، وأن يواصلوا التحرك نحو أهدافهم.