هل استنفذت الجمعية الشركسية العالمية مهامها؟


بقلم: عادل بشقوي 

شهدت الجمعية الشركسية العالمية (ICA) منذ إنشائها مراحل التأسيس، ووضع المبادئ القومية الشركسية وجدول الأعمال والأهداف، ثم العمل الجاد لفترة قصيرة نسبياً، تبعها إنتساب وتعيين موظّفين ساهموا في إختطافها ومن ثمّ استيعابها عن طريق نقل مركز الجمعية من الشتات الى نالتشيك عاصمة جمهورية قباردينو-بلكاريا، حيث تمّ في نهاية المطاف فرض واقع السيطرة على الإدارة وتوجيه العمل عبر التبرؤ من المطالب الشركسية الحقيقية.

خلفية تاريخية

وجد الشركس انفسهم في وضع لا يحسدون عليه منذ ان اضطر اغلبيتهم إلى ترك وطنهم قسرا على إثر انتهاء الحرب الروسية – الشركسية في 21 مايو/أيار 1864، والتي قامت خلالها الامبراطورية الروسية بتنفيذ سياساتها الاستعمارية بالإرهاب والابادة الجماعية والتطهير العرقي بشكل خاص في كافة الأراضي الشركسية المشرفه على البحر الأسود، وتجميع من بقي منهم على قيد الحياة وإجبارهم على مغادرة أماكن إقامتهم إما إلى مناطق ما وراء نهر كوبان أو إلى الإمبراطوريّة العثمانية، من أجل إقامة المستوطنات التي ترعاها الحكومة لإعادة توطين الغرباء من الروس والمرتزقة الذين ساهموا في العمليات العسكرية واحتلال وتدمير الوطن الشركسي.

لم يقبل الشركس مطلقاً لغة القوة ولا سياسة الأمر الواقع؛ على عكس ما أراد الروس أن يفرضوا عليهم، فقد حملوا معهم الكرامة والحرية والهموم والتطلعات، حيث جرى نفْيهُم من وطنهم، وقد شهدوا زوال عائلة رومانوف جنبا إلى جنب مع إمبراطورية الشر الروسية، ورصدوا تأسيس الاتحاد السوفياتي بكل ممارساته الوحشية والهمجية بما في ذلك “الستار الحديدي”، ثم تفكّكه بعد 70 عاماً، وذلك في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، ليشهدوا انبثاق الفيدراليّة الروسية مع عدم وجود مسؤولين من الروس مستعدين للاعتراف بمحنة الأمة الشركسية لاستعادة الحقوق الشركسية المصادرة.

التأسيس والمهام

من سبعينيات القرن العشرين، ومع بداية تفكك الإتحاد السوفياتي في الثمانينيات، عمل القوميون الشركس سواء في الوطن أو في الشتات لإقامة منظمة مشتركة تهدف الى معالجة القضية الشركسية. في شمال القوقاز بدأت في حقول الثقافة والتاريخ من خلال إنشاء  منظمة “أشمز” (Ashemez)، وتطورت إلى “خاسه” (Khase)، ثم تُرِكَت النافذة مفتوحة لبحث مناقشة جوانب أخرى مثل: “اللغة الوطنيّة وعودة الشتات، والجوانب الحقيقية لحروب القوقاز، واستدامة ثقافة” (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661879).

ونتيجة مباشرة لأهداف الجمعية الشركسية العالمية، أخذ الشركس في عين الاعتبار “اعتماد أبجدية شركسية ولغة أدبيّة موحّدة، واستخدام اللغة الأم في التعليم والأمور الرسمية، والاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية وتهجير الشركس من قبل الإمبراطورية الروسية بمساعدة المنظمات الدولية، والحصول على حق المواطنة المزدوجة، وإنشاء إذاعة وتلفزيون وقناة فضائية شركسية”.

إن عمر الجمعية الشركسية العالمية (ICA)، منذ إنشائها وحتى هذا التاريخ، يبين المراحل التشغيلية التالية:

— تأسيس وإقامة الجمعية بالإضافة إلى الموافقة على جدول الأعمال للمبادئ والأهداف الوطنية الشركسية.

— العمل لفترة زمنيّة قصيرة نسبيا، لأداء واجبهم وتنفيذ برامج المهام وفقا للأولويات، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم السّرّيّة بسبب تسرب المعلومات وخصوصا عند تناول القضايا الوطنية الشركسية ذات الأهميّة.

— توظيف وتعيين العاملين تركيب بخلفية حكومية روسية لغرض اختطاف ومن ثم استيعاب الجمعية وإملاء ما يجب عمله من خلال نقل مركزها وإدارتها المركزية من الشتات الى عاصمة جمهورية قباردينو – بلكاريا، نالتشيك، حيث تم في نهاية المطاف فرض واقع السيطرة على إدارة توجيه جميع المهام من خلال التبرؤ من المطالب الشركسية الحقيقية.

— منذ التغيير الذي حصل في قيادة وإدارة الجمعية الشركسية العالمية، شرعت في سلوك مسارٍ موازٍ ومطابقٍ لما أملته السياسات الروسية برفض الاستماع للمطالب الشركسية العادلة، الداعية إلى استعادة الحقوق الشركسية.

حقيقة اللامبالاة إزاء الوضع الشركسي

اللائحة التالية تؤدي إلى تقييم واقعي يقصد منه أن يكون موضوعياً؛ لكنها تبدو خطوات ارتجالية لا تغتفر، اتّخذت ضد المصالح القومية الشركسية العليا:

— اتبعت إجراءات غير واضحة ومبهمة في جميع إجراءات الجمعية، والتي أثّرت على انتخابات الجمعية وطريقة إجرائها وتعيين الأعضاء والموظفين فيها.

— في سبتمبر/أيلول من عام 2007، كانت الجمعية الشركسية العالمية جزءا من الإحتفال المهزلة بمرور 450 سنة لما سمّي بالإنضمام الطّوعي لروسيا، الّذي لم يحدث مطلقاً. كان المقصود منه “الكذب، والتضليل، والخداع، والغش للرأي العام والمجتمع الدولي وحتى للضحايا أنفسهم!” (http://www.justicefornorthcaucasus.com/eagle_combo/documents/eagle.php?entry_id=1158227100). لعب بعض أعضاء الجمعية الشركسية العالمية في شمال القوقاز وفي الشتات دور العراب في مراسم السلطات الروسية المرتبطة بالاحتفالات المزيّفة. سافر البعض إلى شمال القوقاز، وأرسل البعض الآخر رسائل تهنئة للسلطات الروسية ولزعماء الجمهوريات الشركسية المحلية على حدٍ سواء.

— عندما دعا النشطاء والمنظمات الشركسية في الجمهوريات الشركسية الثلاث في شمال القوقاز لتوحيد الشركس في جمهورية شركسية موحّدة، وقف المسؤولون في الجمعية الشركسية العالمية وأنصارهم ضد حتى التفكير في هذه المسألة (http://windowoneurasia.blogspot.com/2009/05/window-on-eurasia-circassians-reaffirm.html).

— على الرغم من أن الجمعية الشركسية العالمية قد فشلت فشلاً ذريعاً في إقناع حلفائها الروس لمساعدة الشركس من سوريا في أي طريقة ممكنة، من أجل الخروج من منطقة الحرب السورية؛ إلا أنّهُ على العكس من ذلك، واستجابة لتعليمات الحكومة الروسية، فقد توقّفت السفارات والقنصليات الروسية عن منح تأشيرات للشركس من سوريا للعودة إلى وطنهم الأصلي.

— ومن المفارقات، أن “رئيس اتحاد المحاربين القدماء في أبخازيا” (President of the Union of Veterans of Abkhazia) وجّه رسالة ينتقد فيها الجمعية الشركسية العالمية، ونصّت الرسالة: “لا رئيس الجمعية الشركسية العالمية، حاوتي سوخروكوف (Khauti Sokhrokov)، ولا الجمعية الشركسية العالمية، ولا أي جمعية شركسية أخرى مخوّلة بإنكار الإبادة الجماعية للشعب الشركسي”. وأكد البيان أن سوخروكوف “لا يعتبر قتل الشعب الشركسي جريمة”. وأضاف: “وردت معلومات انّهُ بعث برسالة إلى برلمان جورجيا نيابة عنه وعن الجمعية الشركسية العالمية طالباً فيها من البرلمان الجورجي إلغاء قراره القاضي بالاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية”، على الرغم من “أنه غير مخول” بعمل ذلك (http://www.natpressru.info/index.php?newsid=8108).

— في اشارة الى الفقرة السابقة، فإن الرئيس السابق للجمعية الشركسية العالمية، كانشوبي أجاخوف (Kanshobi Azhakhov)، بعث برسالة عبر الفاكس إلى المؤتمر الشركسي الذي عقد في تبليسي في مارس/آذار 2010، والتي أبدى فيها رغبة في أن يصبح جزءا من المشاورات، بطريقة حاول فيها توصيل رسالة سادية معتادة من أجل أن تتناسب مع سياسات الجمعية الشركسية العالمية المبنية على أساس تجاهل وتناقض المصالح الحقيقية للأمة الشركسية، ومحاولة فرض بعض التكتيكات مع الاعتقاد بأن جميع الشركس مسيطر عليهم من قبل هؤلاء الذين قبلوا واجب تنفيذ السياسات الخرقاء، وعلى ما يبدو في محاولة لتوجيه المؤتمر نحو الاتجاه الخاطئ (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251676013).

— لقد انضم أعضاء “النخبة البيروقراطية” في الجمعية الشركسية العالمية سواء عن قصد أو عن غير قصد لحملة الدعاية الروسية ضد أمتهم، واعتبروا ومازالوا يعتبرون أن أي انتقاد لطريقتهم في التعامل مع الأمور الشركسية و/أو مطالبة الحكومة الروسية بحل المسائل الشركسية التي اقترفها الروس أنفسهم، تدخّلا في الشؤون الداخلية الروسية و/أو ما يسمى بِ “مؤامرة غربية وراء ذلك” (http://www.natpress.info/index.php?newsid=8892)، والتي تتعارض مع اسم ومبادئ الجمعيّة. الغالبية العظمى من الشركس سواء في الشتات أو في الوطن يعرفون أين يكمن الحل لمعاناتهم.

— ومن الجدير بالذكر أن بعض المقاولين الشركس الذين يرتبطون ببعض المنظمات الشركسية في تركيا، وبالتالي مع الجمعية الشركسية العالمية شاركوا في بناء بعض المنشآت في سوتشي تحضيرا لدورة الألعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014 (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251675380 35th paragraph).

— في ديسمبر/كانون الأول 2013، كان رئيس الجمعية الشركسية العالمية يخطط للسفر إلى لندن لمواجهة أنشطة النشطاء الشركس “لمقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، ولكن في النهاية لم يفعل ذلك لأنه لم يستطع الحصول على تأشيرة بريطانية؛ ولكن “كانت نيته تنحصر في مساعدة الحكومة الروسية في كبح جماح الموضوع الشركسي في تناقض ملحوظ لإرادة غالبية النشطاء الشراكسة، الذين سعوا لجعل محنتهم معروفة للرأي العام (Aheku.net, December 11, 2013). وفي سياق متصل، كانت الجمعية الشركسية العالمية تؤيد قبول فكرة إقامة مشروع ما سمّى بِ“شركسيادا (Circassiada)” (http://www.circassiada.com/)، “Circassiada” (http://www.circassiada.com/)، حيث جرى الإعتقاد أنه مشروع رياضي يهدف إلى جعل المجتمعات الشركسية تجتمع في العام 2012، وذلك قبل عامين تقريبا من دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي لعام 2014 كجسر لجعل الشركس يقبلون حقيقة أولمبياد سوتشي، لكن الفكرة التي رفضت على نطاق واسع منعت عقد مثل هذا المشروع بعد حملة نشطة من قبل المروجين له في عدة مواقع بما في ذلك الشتات الشركسي (http://www.justicefornorthcaucasus.com/jfnc_message_boards/conferences.php?entry_id=1271198474).

— التعاون مع السلطات الروسية لدعوة بعض الزملاء الشركس من الشتات والوطن على حدٍ سواء لزيارة موقع بناء منشآت ألعاب سوتشي الأولمبية قبل أن تبدأ الألعاب متجاهلين حقيقة إلقاء القبض على نشطاء من الشركس في وطنهم في شمال القوقاز (http://america.aljazeera.com/articles/2014/2/17/russia-detains-circassianleaderprotestingsochiolympics.html) و (http://www.refworld.org/docid/52cfed024.html)؛ ولكن من الانصاف ان نقول ان اثنين من الشركس من كفر كما غادرا الجولة عندما علموا أن نية منظّمي الجولة كانت أخذ المجموعة إلى سوتشي. وأعيد توجيه الدعوة لبعض الزملاء لحضور حفل إفتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في يوم 7 فبراير/شباط 2014، وغيرها من الأحداث التي كانت على صلة بالألعاب في محاولة عنيدة للطعن في الشعور القومي الشركسي، ولكن في جميع الحالات، هم لا يمثلون الشتات الشركسي (http://eng.kavkaz-uzel.ru/articles/27210/#.UwFYJCLXNKo.facebook).

— تجاهل لامبالاة السلطات الروسية المتعمّد حول التحدي الذي اتخذته السلطات الروسية عند التعامل دون مبرر في المطارات والمراكز الحكومية (http://zapravakbr.ru/index.php?option=com_content&view=article&id=509:2013-07-19-10-08-33&catid=4:doc&Itemid=6) مع شركس الشتات الزائرين الذين هم أعضاء في منظمات تعتبر جزءا من الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة.

— المرجع المذكور في الفقرة الثالثة (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661885) يقول: “لا تزال روسيا تعاملهم “كالزّوان”. في العام الماضي، جيهان جاندمير (Cihan CANDEMIR) — رئيس كافد (Kaffed) التي تضم 56 جمعية وتمثل تركيا في الجمعية الشركسية العالمية — ظل قابعاً في المطار وتم ترحيله بعد يومين. أيضا، كان قد تم رفض دخول نائب رئيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة أورهان أوزمن (Orhan OZMEN) على الحدود. وفوق ذلك، فإن جنكيز غول (Cengiz GUL) — وهو مندوب لدى الجمعية الشركسية العالمية ورجل أعمال — حُبس إحتياطياً في مطار روستوف أون دون (Rostov on Don).

— غالبية منظمات الشتات الشركسي غير المسرورة من أداء الجمعية، أوجدت ظروف التغيير في الجمعية الشركسية العالمية. إن الخلافات جعلت كافد (https://www.youtube.com/watch?v=JkJ9QT2kDSg)، وهي أكبر منظمة شركسية في تركيا تفكّر بالإنسحاب من الجمعية الشركسية العالمية (http://aheku.net/news/policy/5892).

— قال عسكر سوخت (Asker Sokht)، رئيس الجمعيّة الشّركسيّة في كراسنودار “أديغه خاسا”، أنه في السنوات الأخيرة، لم تشارك الجمعية الإقليمية في كراسنودار في أنشطة الجمعية الشركسية العالمية، وأضاف أن على الجمعية الشركسية العالمية أن تعد لعقد اجتماع، يضم منظمات شركسية مختلفة من أجل الحوار، لكنه اشتكى بشأن رفض الجمعية الموافقة على مثل هذه الفكرة (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/264918/).

الإستنتاج

إن الأحداث الأخيرة تشير إلى وجود فراغ في الهيكل الإداري للجمعية الشركسية العالمية، وتعطي فكرة عن نمط حصر المسؤولية في شخص واحد يقوم بالإدارة العليا للجمعية الشركسية العالمية، لا سيما رئيس الجمعية الشركسية العالمية، الذي سلط الضوء على قضايا تم التعامل معها وفقا لمتطلبات السياسات الروسية؛ لكن هناك جزء كبير من القواعد والرتب الدنيا لا توافق على إنكار المصالح والتطلعات المشتركة للأمّة الشّركسيّة.

في 22 يونيو/حزيران 2015، أعلن آدم بوغوص (Adam Bogus)، نائب رئيس الجمعية الشركسية العالمية، “أنه يعلق عضويته في المنظمة حتى انتخابات الزعامة المقبلة، وأن “{أديغة خاسه} جمهودية أديغييا علقت مشاركتها في الجمعية الشركسية العالميّة (http://www.natpressru.info/index.php?newsid=9692). كما رفض بوغوص، وهو من أديغييا، المشاركة في مؤتمر للجمعية الشركسية العالمية عقد يوم 12 يونيو/حزيران”. ووفقا لبوغوص، أيضاً هاكوز آدم (Khakuz Adam)، وهو عضو في اللجنة التنفيذية للجمعية الشركسية العالمية من جمهورية أديغييا، علق عضويته في الجمعية الشركسية العالمية. “وأشار كلا الزعيمين الشركسييّن إلى أن خلافاتهما مع سياسات رئيس المنظمة، حاوتي سوخروكوف، هي سبب مسعاهما هذا” (http://www.jamestown.org/regions/thecaucasus/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=44131&tx_ttnews%5BbackPid%5D=54&cHash=4db9d6027c62b4827ae921f7accf2127#.VaB7hpOqqkp).

التقى مندوبو “الأديغه خاسه” في جمهورية كراشيفو-شركيسيا في 27 يونيو/حزيران 2015، لمناقشة “تراخي سلطات الدولة في معالجة مشكلات الشركس، و“قرّروا عقد مؤتمر استثنائي للشعب لشركسي” (http://eng.kavkaz-uzel.ru/articles/32192/).

وينبغي تعزيز وتحصين الهوية والوحدة الشركسية بدلا من الارتباك الذي يؤدي إلى توجيه جمعيات الشتات نحو الاستيعاب والركود. وختاماً، “صنّف رجلاً حكيماً الرجال إلى خمسة أنواع: النوع الأول يخدم وطنه من خلال المال، والنوع الثاني: العمل، والثالث القلم، والرابع حياته، والخامس عن طريق الصمت. وجميعهم سيخونون وطنهم إذا ما فشلوا في القيام بما يجب عليهم القيام به تجاه وطنهم في الوقت المناسب.”