مؤسّسة جيمس تاون معروفة جيداً من خلال الفعاليات والمؤتمرات والمطبوعات الدورية الهامة التي تنشرها بخصوص جميع القضايا العالمية التي تهمها، لا سيما فيما يتعلق بشؤون القوقاز والتطورات التي حدثت على مر السنين في المنطقة. ويتطور عملها من خلال تعاونها مع المؤسسات الأخرى ذات الأنشطة والأهداف المماثلة.
أقامت مؤسسة جيمس تاون حدثًا بارزًا بالتعاون مع معهد هدسون في 14 فبراير/شباط 2023. على الرغم من إعجابي بعقد الحدث من حيث الشكل والمضمون، والذي شاهدته عبر الإنترنت، إلا أنني أود التعليق في ما يلي على بعض النقاط المذكورة جزئياً والمتعلقة بالقضيّة الشّركسيّة:
— إنه أمر مزعج وبالتالي محير أن يرى الناس ويسمعون بعض الكلمات التي قالها نشرها النائب في البرلمان الأوكراني أوليكسي غونشارينكو على الإنترنت، مما يشير إلى معاني متناقضة فيما يتعلق بالوصف الروسي: مقاطعة كوبان. كانت الإمبراطورية الروسيّة في ذلك الوقت، بعد الاحتلال وإبادة الشعب، تهدف إلى تغيير الاسم الأصلي للمنطقة، التي كانت تعرف بشركيسيا. قد يؤدي هذا الوصف إلى عواقب مؤسفة على العلاقات الجيدة القائمة بين الشركس والأوكرانيين.
— إن تغيير اسم ولقب الوطن الشركسي إلى كوبان وهذا ليس إلا اسم نهر في المنطقة، كان الهدف منه تغيير الإسم لتصبح مقاطعة كوبان. وقد أصدر قادة القوات الغازية، وهم ضباط إداريون، في بداية ستينيات القرن التاسع عشر مرسوماً لا يمكن اعتباره إلا قراراً من قرارات الاحتلال الاستعماري. ووصفه للحدود هو باطل في حد ذاته.
— اللافت أن النائب غونشارينكو ظهر في الفيديو مرتدياً قميصاً كتب عليه كوبان وهو أمر يثير الدهشة. إنّهُ يطالب والدولة الأوكرانية معه بتطبيق القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بالعدوان الروسي على أوكرانيا واحتلالها للمناطق الأوكرانية. إنه يعرف مثل أي شخص آخر أن شبه جزيرة القرم ، إلى جانب مقاطعات خيرسون ودونيتسك وزابوريزهيا ولوهانسك ، احتلها الجيش الغازي الروسي، وبالتالي أعلن ضمها رسميًا إلى الفيدراليّة الروسية.
— تبعا لذلك، مع كل الاحترام، من الأنسب، وتماشيا مع القانون الدولي، كتابة اسم أي من المقاطعات الأوكرانية الخمس المحتلة على القميص بدلا من كتابة اسم منطقة تنتمي إلى أمة لا تزال تعاني من القهر والحرمان من حقوقها من قبل الدولة الروسية. يعاني ما لا يقل عن خمسة ملايين شركسي من مصاعب عدم اكتراث الدولة الروسية باسترداد حقوقهم القانونية والمشروعة، وفقًا للقوانين والأعراف الدولية.
— إن تغيير الحقائق واغتصاب حقوق الآخرين لا يتحكم فيه إلا المحتلون الذين عاثوا في الأرض خرابا وفسادا منذ زمن إيفان الرهيب حتى الآن. ليس على ظهور الدبابات، كما يحدث الآن في أوكرانيا، بل جاء المستوطنون في ذلك الوقت على ظهور خيول وعربات القوات الروسية الغازية. فعندما يتخذ كل طرف قرارات تتعارض مع حقوق الآخرين، فإن ذلك سيؤدي إلى تعقيد الأمور وعدم الاهتمام بهدف موحد ضد المحتلين والمستعمرين.
— الخطاب الذي ألقاه شخصيا وزير الخارجية لجمهورية إيشكيريا الشيشانية تناول الأمور المتعلقة بالأوضاع التي تمر بها الشيشان والمنطقة حاليا. وتحدث عن فكرة الإتحاد القوقازي الذي يشبه الاتحاد الأوروبي. لكن يفرض المنطق أن يتم هذا الاتحاد بين شركاء متساوين، ويتمتعون بحرية الاختيار والاستقلال.
— لا يمكن أن يقام اتّحاد بين أمم مستعبدة أو مستعمرة، لأن مثل هذا الشرط سيكون مشابهًا لحالة الفيدرالية الروسية بالنسبة للشعوب والأمم التي لم تتم استشارتهم أو أخذ موافقتهم بحرية. كانوا يعتبرون أعضاء في ما يسمى فيدرالية أو اتحاد دون مشورتهم أو موافقتهم.
— حيث كان مطموعا بها من قبل الدول الإستعماريّة في ذلك الوقت، تعرضت شركيسيا للاعتداء والغزو من قبل إمبراطورية شريرة لا مثيل لها في التاريخ، مما أدى إلى تداعيات كارثية. سيكون مفيدًا وملائمًا للجميع أن يلتزموا بالطريقة التي يمكن للأمة الشركسية أن تحقق بها استعادة حريتها وحقوقها المشروعة وفقًا لما يلي:
– ميثاق الأمم المتحدة.
– الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
– الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
– إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.
– القانون الدولي والعدالة.
– إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
”خطآن لا يصنعان صوابًا“.
عادل بشقوي
المصدر: circassianews.com