فيلم «رسائل الكرز» للمخرجة سولاف: قصة حب بين عمر وسيماز في احدى قرى الشركس فى الجولان


سولاف "مخرجة" في "الإسكندرية السينمائي"

اختارت أن تسير عكس التيار، وأن تظل متمسكة حتى آخر نفس، بفكرة الوطن ورفضت الهروب بحثًا عن الأمان، فانتقدتها الأقلام وأشاعوا عنها انفصالها عن زوجها، وحاولوا إبعادها وتحجيمها وإطفاء طلتها المنيرة على الشاشة ولكنها لم تهتم بتلك الشائعات وألقت بالحروب جانبا حتى أنها قالت مرارًا: «أنا مستمرة فى دعم وطنى فالفنان بدون وطن لا يساوى شيئا، وسوريا بخير لأننا أصحاب حق، ورغم الدم على الأرض السورية إلا أن بلدنا قوية وشعبنا صامد ومؤمن بالجيش».

وأضافت الفنانة السورية، أنها تعيش بقلب الجنة «دمشق»، وأنها لن تغادر سوريا مهما حصل فسوريا – على حد قولها– بحاجة لجميع أبنائها، هذا الإيمان بوطنها جعلها ترفض العديد من الأعمال الفنية فى القاهرة وتفضل البقاء بسوريا، مشيرة إلى أنها تتمنى الخير لسوريا ومصر وللبلاد العربية، وأن نكون صناع حضارة، كما كنا أصحاب القيم والمبادئ مثلما هو معروف عن العرب قديمًا.

«سولاف» الجميلة، التى اقتنصتها الكاميرا لتظل أمامها عبر بطولات درامية وسينمائية عديدة اختارت منذ أكثر من عام أن تقف خلف الكاميرا وتجلس على كرسى المخرج لأول مرة فجاء فيلمها الأول «رسائل الكرز»، الذى اختارته إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى للمشاركة فى المسابقة العربية التى تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف فى الدورة المقرر إقامتها فى مطلع سبتمبر المقبل، والفيلم بطولة غسان مسعود، جيانا عيد، محمود نصر، دانا ماردينى، وقصة نضال قشحة وسيناريو إخراج سلاف فواخرجى.

يحكى الفيلم الذى كتب له السيناريو نضال قشحة، قصة حب بين الشاب عمر والفتاة سيماز «اسم شركسي» فى واحدة من قرى الشركس فى الجولان السورى، وتمتد أحداث الفيلم منذ استقلال سوريا عام ١٩٤٦ وحتى اللحظة الراهنة، أما عنوان الفيلم فهو مستوحى من الرسائل التى كانت البطلة تكتبها لحبيبها بحبر من عصير الكرز، ويحدث الفراق بين الحبيبين بعد نكسة ١٩٦٧، ولا تتكلل هذه القصة بالزواج بسبب قسوة الاحتلال، كما ستنتقد أحداث الفيلم الاحتلال والظروف الصعبة التى يفرضها على مواطنى الجولان.

القصة وإن كانت سولاف قد أكدت أنها بعيدة عن السياسية إلا أنها تنسج حكايات العشق والانتماء للوطن من خلال رسائل الكرز التى كانت تبعثها الحبيبة لحبيبها، من عناقيد الكرز الممتدة من فلسطين حتى الجولان

فواخرجى أكدت أن الفيلم شاعرى عن قصة حب على أرض الجولان العربى السورى المحتل ، واذا كان بعيداً عن السياسة إلا أن كل كلمة حب ترد فى الفيلم توجد فى خلفيتها «وطن» وأنها سعيدة بالإقدام على هذه التجربة الإخراجية الأولى، كما أن سعادتها لا توصف بمشاركته فى مسابقة تحمل اسم النجم الراحل نور الشريف.

وكانت فواخرجى قد تلقت الكثير من العروض للمشاركة بأعمال مصرية وسورية، لكنها أكدت فى أكثر من مناسبة أن العمل لديها ليس مجرد إثبات حضور، وإنما هو قيمة بنيتها واسم ورصيد فنى تعبت لتحققه، لذلك اعتذرت عن الظهور فى أكثر من عمل رمضانى بمصر، وقررت الاستراحة والتفكير والإعداد للخطوات المقبلة، والبقاء ببلدها والاكتفاء بإخراج فيلمها الأول.