الكرملين قادر فقط على العسكرة الوهمية ومحاكاة الحرب تقول شيفتسوفا


بول غوبل - ستاونتون، 10 أغسطس/آب  

ترجمة: عادل بشقوي

روسيا حقا هي “حضارة فريدة من نوعها”، مثلها مثل أسبرطة القديمة (ancient Sparta) التي تقوم الآن على النزعة العسكرية والتوسعية كما كان عليه في الماضي، حسبما تقول ليليا شيفتسوفا (Liliya Shevtsova). حتى في وقت السلم، فإن البلد يكون منهمكاً في “الإستعدادا لحرب جديدة”؛ و قد تم حجب جهود البعض من شعبها للخروج من “دورة العسكرة” هذه بعد عام 1991 من قبل بوتين.

وتكمل: لكن زعيم الكرملين يواجه مشكلة حيث تبدأ “دورة جديدة من العسكرة”ا. “روسيا لا يمكنها أن تعبئ عسكرياً في الطريقة القديمة. وهي ليس لديها الموارد، والميزانية محدودة”، وهناك عدد قليل جدا من الروس إما من النخب أو من السكان العاديين على استعداد لدفع الثمن (apostrophe.com.ua).

وبالتالي، فإن المحللة الروسية تكمل قائلة، “لقد سقطنا في وضع معقد جداً، حيث أنّهُ من جهة، عندما لم تنجو البلاد من العسكرة ولكن من ناحية أخرى فإن البلاد بالفعل لا يمكنها السير في صراع دائم مع العالم أجمع. وقد اتضح أن الكرملين قادر فقط على العسكرة الوهمية ومحاكاة الحرب”.

“هذه هي الحرب التي تشنها روسيا اليوم في أوكرانيا”، كما تقول شيفتسوفا؛ وتشير إلى أنّها سوف تستمر لبعض الوقت لان موسكو قررت أنه يمكنها تصوير “حربها الوهمية” في أوكرانيا على إعتبار أنّها صراع ضد العالم بأجمعه وبعملها هذا تكسب تأييد الشعب الروسي.

حتى الآن، تبدو الحسابات انها قد نجحت، لكن من الواضح بشكل متزايد أنها لن تنجح إلى الأبد. النخب لديها أموالها في الغرب وكذلك إجازاتها هناك، وبالتالي “لدينا وضعا جديدا تماما حيث أنه يتبين أن الطّبقة الروسية تصبح غربية”. وإعلان السكان دعمهم لبوتين يعتبر إشارة خطر.

الروس يعرفون أنهم يعيشون بشكل سيء، لكن دعمهم لبوتين هو لأنهم يخافون من أن أي تغيير قد يكون أسوأ وأنهم في الوقت الحالي لا يرون بديلا لحكمه، كما تقول شيفتسوفا. هذا مؤشر على “المرض في المجتمع، وعدم وجود آفاق” له ولأفراده.

وتكمل، للأسف، “تختلف روسيا في العديد من النواحي عن أوكرانيا الحاليّة”. لدى أوكرانيا التعددية. بينما ذلك غير متاح في روسيا. أوكرانيا قامت بتغيير القادة من خلال عمليات سلمية ومكشوفة نسبيا؛ بينما لم تفعل روسيا كذلك. أوكرانيا لديها مجتمع مدني قائم على روابط أفقية قوية؛ بينما روسيا ليست كذلك لأنها لا تملكها. وأوكرانيا لديها النخب التي يمكن أن تعمل مع بعضها البعض على أساس التسويات فيما بينه؛. مرة أخرى، فإن روسيا ليس لديها ذلك.

ونتيجة لذلك، في حين أن ظاهرة ميدان (Maidan) قد تكون ممكنة في روسيا، إلا أنها يمكن أن تتحول إلى أن تكون “مدمرة”، كما يتخوف حتى المعارضين لنظام بوتين.

وتشير شيفتسوفا إلى أنّهُ فيما يتعلق بمسألة أعم ألا وهي مكانة روسيا بين أوروبا وآسيا، إلا أن “روسيا كحضارة لا تنتمي إلى آسيا أو أوروبا”. لديها بعض الناس الذين لديهم التفكير الأوروبي، ولكن على النقيض من أوكرانيا، فإن الروس ليسوا على استعداد للكفاح من أجل ذلك، على الرغم من أنهم سيتقبلونه لو عُرِض عليهم من قبل النخب.

في نفس الوقت، تشير الكاتبة إلى أن “الفيدراليّة الروسية لن تكون أبدا آسيا الحقيقية. ليس لدينا الصفات الآسيوية باستثناء وسائل الحكم التي اكتسبناها من تاريخ القبيلة الذهبية (Golden Horde). لذلك، لن نتخلص من فترة تنظيم الحكم، هذا التوقف التاريخي، في المستقبل المنظور”. في الواقع، قد تظل روسيا حبيسة بين الجهتين.

وتقول شيفتسوفا، “من الممكن”، “أن مسار روسيا سيؤدي إلى تقسيمها لتصبح أجزاء صغيرة. وربما يبقى أحد الأجزاء ليصبح دولة أوروبية. على وجه العموم، فإن الفيدراليّة الروسية الّتي تتألف من أجزاء غير متجانسة ربما تخضع حقا لعملية تحول”.

ولكن هناك شيء واحد واضح: “من المستحيل بناء دولة عصرية تتضمن الجزء الأوروبي من روسيا وتدعنا نقول نظام قاديروف في الشيشان. وييأس عدد من الناس الذين يدعون للانتقال إلى دولة قانون؛ فالمشكلة الوحيدة هي الثمن الذي سندفعه ثمناً لذلك”.

المصدر: