عقد حلقة الوصل ما بين اسبانيا والأديغي - الفنان محي الدين كيش


محي الدين كيش هو رسام الشعب بجمهورية قباردينا بلقاريا (روسيا الاتحادية) ، ويعيش ومنذ ثمانية عشر عاما في بلدان أجنبية ، قضى خمس سنوات منها في مدينة لندن ، كما عمل ثلاثة عشر عاما في اسبانيا ، وأخيرا تآلفت عملية ابداعه ، وتناغم فنه مع بيئته . في شهر أيلول أقام محي الدين معرضا بمدينة خيرس، ووجه إلينا الرسام الشركسي الكبير دعوة لحضور حفل افتتاح المعرض .

اتسم مساره الفني بالعجب ، وعاش معظم أيام حياته بجمهورية قباردينا بلقاريا ، ثم قدر له أن يغادر الوطن ، ويعيش في بلدان أجنبية ، وهناك توسعت معرفته ، وزادت خبراته الفنية ، وتألقت موهبته ، وظهرت معالم شخصيته الفنية ، وبرزت ، وعندما دعانا لحضور معرضه عرفناه ، وعن قرب ، فلمسنا كرمه ، وسخاءه ، ومرحه ، وحبه للمزاح .

زاميرة تو : سيد محي الدين إننا نعتبر حضورنا لحفل افتتاح معرضك فألا حسنا ، وحظا سعيدا لنا ، ولقد رأينا ، وبأم أعيننا تقدير الناس لك العظيم لفنك ، وموهبتك ، وهذا ما أسعدنا كثيرا ، فهل أنت راض ، وممتن عن المعرض ، وتنظيمه ؟ .

ـ محي الدين : أحب أن أشكركم قبل كل شيء لحضوركم ، وتلبيتكم للدعوة ، فخلال ثلاث عشرة سنة كنتم أنتم أول من زارني من القفقاس ، لقد أفرحتموني كثيرا ، وأسعدتم قلبي ، وكما قلت : فإنهم يقدرون فني ، ويثمنون أعمالي الإبداعية ، والضيوف الذين جاؤوا من الأديغي شهدوا شهدوا حفل الإفتتاح رأووا ذلك . وقد أرسل إلي قادة ، وزعماء جمهوريات شمال القفقاس كتب تحية ، وتهنئة ، كما وجه السيد زوراب تسيريتيل باسم الرسامين الأكاديميين في روسيا كتاب تحية ، واستقبل محافظ مدينة خيريس ( Херес ) الواقعة في جنوب اسبانيا الضيوف ، ودعاهم ، وقدم إليهم الهدايا التذكارية . ونحن نريد أن جسورا مابين اسبانيا ، وجمهورية الأديغي ، وجمهورية قباردينا بلقاريا .

ــ زاميرة تو : انت ترسم لوحات فنية عديدة ، ما الأسلوب أو المدرسة الفنية التي تعجبك ؟ .

ــ محي الدين : أنا لا أستطيع أن أرسم لوحات طبيعية أوأنقل صورا لأشياء من الحياة والواقع ، وبطريقة تقليدية ، كما أنني لا أستطيع أن أبقى ضمن إطار واحد ، فانا أحب أن اصور مايدور ، وما يجري في العالم من أحداث ، وأعبر من خلال اللوحة عن رأيي ، من مثل الأحداث الإرهابية المأساوية ، والتي وقعت في أمريكا في الحادي عشر من سيبتمبر ، وقد رسمت لوحات ضد التفجيرات الإرهابية التي وقعت آنذاك .

ــ زاميرة تو : وهل رسمت لوحات عن جرائم الإرهابيين في مدرسة بيسلان ؟ .  فالرسام يمكن أن يحول دون وقوع مآس إنسانية .

ــ محي الدين : قال دوستويْفسك َ : " ستبقى الحياة بالجمال ، والخير ، والفضيلة " . وهذا يمدك بالأمل ، فالظالمون القساة ، لايردعهم أي شيء . ونحن نرجو أن تنتصر عليهم إرادة الخير الكامنة في قوة الفن والإبداع .

ــ زاميرة : في رأيك ان الرسام ليس من فئة بارزة ، أو جماعة محددة ، وإن كان كذلك ، فما الذي يقوم عليه أساس فنك ؟.

ــ محي الدين : أنا إن رسمت جاكيتا ( سترة ) ، فلن يكون لتلك الصورة أهمية عالمية ، أو أهمية تذكر . أنا أرسم لأعرف بشعبي ، وأمتي ، وإن رسمت حيوانا ، فأنا لي من ورائه هدف محدد ، كأن لاينقرض هذا الحيوان مثلا ، أي أنني أرسم كل ماله هدف إنساني ، وأهمية عالمية ، وإن رسمت غابة ، فالهدف من ورائها أن تبقى ، ولا تقطع أشجارها ، وتصبح أرضا جرداء ، فالرسام يجب أن يطرح أفكاره ، وآراءه ، ورؤاه من خلال لوحاته ، وبذلك يستطيع أن يلفت إليها الإنتباه ، ويوجه إليها الأنظار .

ــ زاميرة : ما تقوله صحيح ، إلا أننا نرى صورتك في معارضك ، وأنت تردي السترة دائما !.

ــ محي الدين: هذا أنا . وأنا أريد أن يعرف الجميع أنني من القفقاس ، وأنني نشات في الأديغي  ، وترعرعت فيه .

ــ زاميرة : إنك تريد أن تقول أن الحياة قد علمتك أن تختار نما ذج لوحاتك ، وموضوعاتها ، وأن لايهدر المرء أوقاته في السياسة ، وأن يحفظ نفسه من الحسد ، والغيرة ، وأن يحب الخير للآخرين ، ويفرح لسعادتهم ، ونجاحهم ، وأن يمارس الرياضة ، ولا يجعل جل همه جمع المال ، وتحصيله . ولكن هل أستطعت أن  تفعل ، وتحقق ذلك ؟ .

ــ محي الدين : أنا ساعدت رسامين شابين في قبولهم في أكاديمية الرسامين ، وعلى الإنسان أن يساعد الآخرين ، وإن كنت تريد أن تجني الخير ، فافعل الخير، ودون تردد . هذا ما وصل إليه فهمي ، وانا أعتبر نفسي سعيدالحظ .


زاميرة تو حاملة لقب استحقاق صحفية جمهورية الأديغي 

 الترجمة إلى العربية : محمد ماهر إسلام
        
  صوت الشراكسة






محي الدين كيش
Мухадин Кишев