أصيب المجلس الشركسي العالمي (ICC) بالصدمة والحزن، ويدين بشدة جريمة القتل بدم بارد للمعارض السياسي الروسي البارز بوريس نيمتسوف (Boris Nemtsov). ووقع حادث الإغتيال على جسر بولشوي كاميني (Bolshoy Kamenny Bridge) على مقربة من الكرملين في وسط موسكو. وكان الفقيدخبيراً في الإصلاح الاقتصادي عندما كان حاكماًلإحدى أكبر المدن في روسيا، نيجني نوفغورود (Nizhny Novgorod)، ونائباًلرئيس الوزراء السابق في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين (Boris Yeltsin) في أعوام التسعينيّات، وكان أيضا ناقدا حادا للوضع الحالي في روسيا. وعندما كان ماشياً على الرصيف، أطلقت على السيد بوريس نيمتسوفأربعة طلقات ناريّة من الخلف، حيث واجهموتاً حتمياً لا مفر منه، وذلم في مساء يوم 27 فبراير/شباط، حيث قال في مقابلة أجريت معه مؤخرا أنه يخشى أن يقتل بسبب معارضته للحرب في أوكرانيا.
وكما يبدو أن الجريمة المروعة جاءت للتشويش على المشهد في صفوف المعارضة الروسية، فإن المجلس الشركسي العالمي وشركائه وأنصاره سواء في الوطن أو في الشتات، بتقديم تعازيهم الصادقة وتعاطفهم مع زوجة السيد نيمتسوف، وأطفاله الاربعة وأسرته وأصدقائه، وترغب في أن يتم تقديم الجناة للعدالة، ويجري تنفيذ العقوبة المناسبة، وأن تُتّبع الإجراءات والقيم الديمقراطية وتبقى المهمة الرئيسية إنجاز طرق ووسائل سلمية وحضارية في جميع أنحاء المجتمع المدني.
اعتقد الراحل السيد نمتسوف دائما أنه يمكن أن تتغير روسيا من الداخل وبدون عنف، وكان قد تحدث قبل ساعات قليلة من الجريمة على راديو إيكو موسكو (Ekho Moskvy) داعيا سكان موسكو لحضور تظاهرة المعارضة التي من المقرر أن تعقد يوم الاحد، ويبدو أن القتل قد حصل تحسبا لمنع الناس من التعبير عن الرأي العام بحرية بأسلوب سلمي وديمقراطي. لقد كان رجل سلام حيث أنّهُ توفي قبل مظاهرة موسكو ضد الحرب في أوكرانيا التي كان يسعى جاهداً للدعوة لها.
هذا القتل الوحشي الشنيع يجب أن يلفت الانتباه إلى المعاناة الإنسانيّة التي عانت منها العديد من الشعوب والأمم الّتي يسيطر عليها مباشرة من موسكو، حيث أن الأمة الشركسية هو واحدة منها، وهي غير قادرة على الحصول على حقوقها المصادرة، وتتطلع إلى أن يتمالعامل معها وفقاحقوق الإنسان المناسبة، والقوانين والأعراف. إنها حلقة حزينة تذكر بمآسي مئات من الصحفيين والمحامين والمثقفين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان مثل آنا بوليتكوفسكايا (Anna Politkovskaya)، وأناستاسيا بابوروفا (Anastasiya Baburova)، وناتاليا استميروفا (Natalya Estemirova)، وأخميدنابيييف أخميدنابيف (Akhmednabi Akhmednabiyev)، وجميع الضحايا الذين لقوا حتفهم من أجل مبادئهم السامية التي آمنوا بها، بينما في معظم الأوقات نجد أن الجناة الحقيقيين لم يقبض عليهم و/أوتتم معاقبتهم.
ويضم المجلس الشركسي العالمي صوتهلأصوات النشطاء الديمقراطيين والمحبين للسلام، والقوى والكيانات لمطالبة المجتمع الروسي للعمل من منطلق صوت العقل، آملينفي أن يتدخل المجتمع الدولي، لتعزيز جهود احترام الحياة البشرية التي ينبغي أن تؤخذ بعين الإعتبار ضد القتل والقمع والجرائم التي لا تزال تجري، سواء في المركز أو في المناطق، سواء ضد الأفراد، أو الشّعوب أو الأمم.
عادل بشقوي إياد يوغار
28 فبراير/شباط 2015