في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، كان هناك 52،000 حالة ولادة أكثر من الوفيات في شمال القوقاز الذي يتكون في معظمه من المسلمين، وذلك تقريباً في تعويض تام لحقيقة أنه في خلال نفس الفترة، كان هناك 52،000 من حالات الوفيات أكثر من المواليد في المنطقة الفيدرالية المركزية الروسية (Russian Central Federal District)، على الرغم من أن إجمالي عدد السكان في المنطقة المشار اليها أوّلاً هو أقل كثيراً من الأخيرة، وفقاً لتقرير إحصائيات الحكومة الروسية.
ذلك يعني أمرين: فمن ناحية، أي نمو في عدد السكان في الفيدرالية الروسية في الآونة الأخيرة كان بسبب النمو بين المسلمين حيث تم تعويض النّقص للسكان الروس. ومن ناحية أخرى، فإن هذا النمط يعمل على تسارع نمو نسبة السكان المسلمين في البلاد والتراجع في نسبة الذين هم من أصل روسي.
تتباهى دائرة الإحصاءات الفيدرالية في روسيا بأية زيادة في عدد السكان الروس، لكن نادرا ما توفر بيانات تظهر فيها فقط من أين تأتي. لكنها تذكر أنه في أغسطس/آب، زاد عدد سكان البلاد بِ 23،000 نسمة وأن 9،000 من هذا العدد تم توفّرة بسبب عدد أكبر من المواليد على الوفيات في شمال القوقاز (rusk.ru/newsdata.php?idar=72639).
بالنسبة للفيدرالية الروسية ككل، وُلِدَ في أغسطس/آب 2015، 168،654 طفلاً، بينما توفي 145،113 شخصاً بسبب الزيادة الطبيعية البالغة 23،541، وهي حوالي 3،500 حالة أكثر مما كانت عليه في أغسطس/آب من عام 2014. وقالت الدائرة أن معظم هذا التحسن، جاء نتيجة انخفاض الوفيات بدلا من النمو في الخصوبة.
لكن التحسن الذي حصل في شهر أغسطس/آب لا يمكن أن يعوض الانخفاض المستمر لسكان الفيدرالة الروسية ككل خلال هذا العام. فمنذ الأول من يناير/كانون الثاني، كانت هناك 11،704 حالة وفاة أكثر من حالات الولادة، وذلك 1،289،132 مقابل 1،277،428 على التوالي، حسبما ذكرت الدائرة الإحصائية.
لكن ما وراء هذه الأرقام، يقول معلقون من الروس، هناك غيرها تبعث على القلق فيما يتعلّق بهم. وحسب ما يضعها موقع روسكايا لينيكا (RUSSKAYA LINIYA)، فإنّ المناطق ذات العرقيّة الروسية “لا تزال تضمحل، في حين أن نمو السكان[في روسيا] يلاحظ بشكل أساسي بسبب الشعوب المسلمة في القوقاز”.
ماذا يعني هذا، يكمل الموقع الروسي، هو أن “السياسة السكانية للبلاد التي يتبعها الحكام ككل قد فشلت تماماً لأن النمو في عدد السكان في القوقاز يلاحظ حتّى في فترات صعبة للغاية، بينما المناطق الروسية التي كانت تضمحل في وقت سابق تواصل القيام بذلك الآن”.
“فقط منطقة جبال الأورال (Urals) وسيبيريا (Siberia) تظهر الآن بعض النتائج الديموغرافية الإيجابية”، على حد قولها، لكنها تلاحظ أن “التركيبة العرقية لهتين المنطقتين في الوقت الحاضر هي نفس الشيء حيث أنّها متنوّعة للغاية”، وذلك كناية عن حقيقة أن هذه المناطق تتكوّن بشكل متزايد من أمم غير روسيّة وغير أرثوذكسيّة.
وفيما يلي الأرقام التي ذكرتها المنطقة الإتحادية للمدة بين شهر يناير/كانون الثاني وحتى شهر أغسطس/آب من هذا العام:
المنطقة الفيدرالية المركزية — ناقص 51،750.
المنطقة الفيدرالية في الشمال الغربي — ناقص 10،189.
المنطقة الفيدرالية الجنوبية — ناقص 9،754.
منطقة شمال القوقاز الفيدرالية — زائد 52،048.
منطقة الفولغا الفيدرالية — ناقص 19،959.
منطقة الأورال الفيدراليّة — زائد 17،442.
منطقة سيبيريا الفيدرالية — زائد 11،019.
منطقة الشرق الأقصى الفيدرالية — زائد 4،117.
منطقة شبه جزيرة القرم الفيدرالية — ناقص 4،678.
بول غوبل
ترجمة: عادل بشقوي
المصدر: