شهداء الشراكسة - بقلم محمد شعيب حمزوق


تعتبر التضحية بالنفس ، أعلى مراتب العطاء البشري عبر التاريخ الطويل وما من شعب ، على الكرة الأرضية ، إلا ويعترف بقدسية شهادة الدم ، خاصة إن كانت من أجل قضية تساوي وجودها ....

في بلاد الاغتراب ، ومنذ مئات السنين ، بدأ الدم الشركسي يدفع تذاكر انتصارات العرب والمسلمين ، منذ القرن السابع الهجري وحتى يوم الناس هذا

وإذا كانت أمتنا الشركسية ،تستذكرهذه الايام ذكرى الكارثة والفداء، فمن الواجب علينا ، أن نحصد قدر الإمكان زمانياً ومكانياً أنهار الدم التي أراقها رجالاتنا ، في مواجهة القياصرة الروس وفي مواجهة قوى البغي والعدوان الصليبي على العالم الإسلامي ، وفي مقارعة الصهيونية التي اختارت قلب المشرق العربي وطناً قومياً لها بعد مؤامراتها في إذكاء نيران الحرب الكونية الثانية ....

فإلى شهدائنا ، عبر حكم السلاطين الشراكسة لمصر وشرقي المتوسط ، والذي استمر مائة وست وثلاثين سنة ، وإلى شهدائنا في معركة مصر واعتقال السلطان طومان باي واعدامه على باب زويلة بالقاهرة عام ألف وخمسمائة وسبعة عشر وإلى شهدائنا في مواجهة غزوات الفرنسيين بقيادة نابليون بونابارت ، وإلى شهدائنا في قلعة القاهرة ، إبان حكم محمد علي الكبير، وإلى شهدائنا في آوروبا وروسيا وإيران أيام العثمانيين ، والى شهدائنا ابان احتلال قبرص وإلى شهدائنا على امتداد خطوط المواجهة العربية للعنصرية الإستعمارية الصهيونية ، هذا ما عدا الذين ذهبت دماؤهم هدراً خلال الحرب العالمية الثانية في صفوف الجيش السوفياتي .

أمام كل هؤلاء الذين يتعذر تعدادهم مطلقاً ، نقف اليوم خاشعين ، أمام تضحياتهم الغالية ، في سبيل انتصار قيم الحق والخير ، وفي سبيل نصرة المسلمين والعرب وعزتهم .

ان تقييم عملية الشهادة لدى الامة الشركسية ، ليست سهلة على أي واحد منا ، ففي كل جبهة حق لنا شهيد ، وفي كل بقعة لنا ضريح ، وفي كل واد لنا فيه قتيل ... فنحن هنا ،نعتبر من سقط على طول خطوط المواجهة شهيدا ً، خلال نصف القرن الذي مضى ، وكذلك الذين تساقطوا في صفوف الجيش العثماني إبان الحرب الكونية الأولى ... وكذلك نعتبر الذين قتلهم الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم الأول الذي غزا سوريا عن طريق مرج دابق شهداء أيضاً لأن السلطان الغوري كان على رأس الجيش الذي واجه العدوان ودفع حياته ثمناً خلال التصدي له عام ألف وخمسماية وستة عشر .

أضف إلى هؤلاء ، وأولائك ، شهداء شراكسة القوقاز في معارك أبخازيا

لقد نجح خيط الدم الشركسي ، في رفع مستوى الشهادة إلى العالمية ، دون تحديد مبدأ معين نتيجة لإخلاص الشركسي للبلد الذي يعيش فيه فنحن نقدم الشهداء ، في ساحات وغى الدول التي نعيش فيها ، لأن الرجولة تقضي بأن نضحي في سبيل الأوطان التي ضمّتنا أطفالاً وستضم رفاتنا ..

facebook.com