بين لغة الشيطان ..واللغة الشركسية!!! بقلم الاء سطاش


بقلم الاء سطاش

موضوعي اليوم عن لغة الشيطان! نعم,لا تستغرب…وهي في الحقيقة ما هي الا اللغة اليابانية…التي يسمونها هم بأنفسهم (لغة الشيطان)….سأستعرض الاسباب تاليا…وقد اخذتها من كتاب (الادارة اليابانية) للكاتب المصري حسين حمادي:

واذا بدأنا التحليل بالاتصالات اللفظية فان وسيلتنا الاساسية هي اللغة اليابانية التي نادرا ما يتحدث اليابانيون غيرها. واللغة اليابانية لغة معقدة للغاية الى الدرجة التي يطلق عليها اليابانيون انفسهم تعبير (لغة الشيطان)

ولكنهم على الرغم من تعقيدات لغتهم يحبونها لسببين: الاولى انها تجعلهم(( مختلفين)) وهو ما تعودوا ان يعتبروا انفسهم والثاني انها صعبة على ((الاجانب)) وهو ما يستريحون اليه بصفة عامة.

واللغة اليابانية ليس لها اي ملامح للقرب من غيرها من اللغات مثلما تقترب الانجليزية من الالمانية او الفرنسية من الاسبانية مثلا.ويعتقد المتخصصون في علوم اللغات انها تنتمي الى عائلة لغات الاطلنطي والتي تضم اللغات الكورية والمنغولية والتركية وبشكل متباعد نسبيا اللغات الهنغارية والفنلندية ايضا. وان كان هذا لا يعني ان ايا من هؤلاء يجد مهمة اسهل في تعلم اللغة اليابانية.

واي تحليل للغة اليابانية يجب ان يتناول بشكل منفصل اللغة اليابانية المنطوقة من ناحية ثم المكتوبة من ناحية اخرى.

والاصل في اللغة اليابانية المنطوقة جاء نتيجة تزاوج غير موفق بين اللغة غير المكتوبة في اليابان قديما وبين اللغة الصينية القديمة. والسبب الذي جعل الزواج غير موفق هو ان اصول النحو والصرف في اللغتين مختلفة تماما.

ولأن اليابان كانت لفترة طويلة من تاريخها مجتمعا طبقيا فان المكانة الاجتماعية لعبت دورا هاما في اللغة,ومالم يعرف المرء مكانة من يتحدث اليه يكون هناك اجتمال دائما لوقوع المتاعب.

وعند تحدث المرؤوس الى رئيسه في العمل فانه يستخدم من اللغة التي تحوي على الكثير من عبارات الاحترام وتعكس التواضع الذاتي للمتحدث بنفس الوقت. وتختلف عن ذلك اللغة المتداولة بين الزملاء في العمل على نفس المستوى الوظيفي.

من ناحية ثالثة تختلف عما سبق اللغة التي يستخدمها الاصدقاء كما تختلف اللغة المستخدمة داخل العائلة الواحدة وفوق كل ذلك تختلف اللغة المتداولة بين الرجال عن المتداولة بين النساء.!!!!!!

هذا عن اللغة اليابانية المنطوقة.اما اللغة اليابانية المكتوبة فهي قصة اخرى وهي بدون منازع اصعب لغة اتصال في عالمنا المعاصر. فمنذ القرن السادس الميلادي , وعندما شعر اليابانيون بحاجتهم الى لغة مكتوبة, استداروا الى اللغة الصينية لسد حاجتهم فاستعاروا الالاف فوق الالاف من كلمات الكتابة بالصور والنقوش الصينية التي تعرف باسم (كانجي).

وفي لغة كانجي فان كل نقش او تكوين منها يعبر عن شيء مختلف.

والقاموس الياباني الكبير يحوي اكثر من خمسين الف شكلا مختلفا, البعض منها يتكون من اكثر من 4 خطوط من ريشة الكتابة في تكوين واحد.

ومنذ عام 1946 فان الطفل الياباني الذي يكمل تعليمه الاجباري حتى سن التسع سنوات يطلب منه ان يتعلم الحد الادنى ل الف وثمانمئة وخمسين شكلا من كلمات اللغة اليابانية, وهذا العدد يمكنه في النهاية من قراءة الجريدة اليومية ولكنه لا يمكنه من قراءة ما هو اعقد من ذلك.

وفوق ذلك, النقش الواحد, والمأخوذ اصلا عن الصينية, له طرق مختلفة للنطق بعضها مرتبط بمعاني صينية والاخر بمعاني صينية. وليس من المستغرب ان نجد الياباني يستعمل سبابة يده اليمنى لكتابة شكل النقش على يده اليسرى ليوضح المقصود من كلامه بالضبط.

أكتفي بهذا القدر من الكتاب…..وادع لكل شخص الفرصة ليفكر ويقارن…هل لغتنا الشركسية التي نتذرع بصعوبتها اصعب من اللغة اليابانية؟ ام اننا لا نريد ان نتعلمها وغير جادون في ذلك؟

أم انه لا يوجد من يرغب بتدريسها بصدق مع غياب اي قرار مؤسسي يدعم تعلمها حتى في مدرسة الامير حمزة ليست الزامية ولا يلقي لها الطلاب بالاً!!!!! الى متى ننتظر؟حتى تضيع اللغة تماما ام ماذا؟؟

.اليابانيون نظروا الى صعوبة لغتهم على انها (تميز) يجعلهم (مختلفين)، نحن نظرنا اليها على انها معقدة ومش جايبة همها وما بتطعمي خبز

هم نظروا اليها انها صعبة على الاجانب وهذا ما وجدوه مريحا…نحن اصبحنا كالاجانب عن بعضنا لا يفهم شركسي سوريا والاردن على شركس تركيا ناهيك ان يفهمو على اهل القفقاس!

هم لغتهم تتفرع الى اكثر من 6 لغات بحسب اختلاف الموقف..ونحن لغتنا واحدة لا اختلاف جذري فيها الا القبرطاي الى حد ما ومع ذلك تذرعنا بكثرة اللهجات وجعلناها سببا لعدم تعلم لغتنا!!

هم جعلو تعلم 1500 شكل الزاميا على طلابهم…نحن لغتنا كلها لا تتعدى خمسة الاف كلمة …الا يجروء احد ان يلزمنا بخمسها على الاقل؟؟؟

اترك الموضوع بين يديكم عل امل ان يجد صداه مكانا في قلوبكم..ويوقظ الضمائر الحية لنتحرك ونفعل شيئا قبل ان تموت لغتنا وندفنها بايدينا!!